قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part20اخذا يسيران سوياً وهم يضحكان بشدة ل تهتف هى من بين ضحكاتها:انت بجد مجنون يا اسر
اجابها رافعاً حاجبيه بابتسامة:بس متقدريش تنكرى ان المجنون دا قدر يخليكى تضحكى
تنهدت بابتسامة وهى تجيبه:ايوة..انا بقالى كتير مضحكتش كدة...عمرى ماهنسى الناس وهما بيبصولى وبيطلبوا منى ارقص معاك،لا وقولتلهم انى حبيبتك!
اسر ضاحكاً:بصراحة ملقيتش طريقة غير دى عشان ابسطك..وعلى فكرة انا كمان اتبسطت اوى،عشان وافقتى ترقصى معايا
ظهد باندفاع:لو مكنتش وافقت مش بعيد كانول يمسكونى ويخلونى ارقص معاك بالعافية...بس بجد اتبسطت..دى تانى مرة تخلينى اعمل حاجة مجنونة كدة
اسر بعفوية:ومش اخر مرة..لسة قدامنا شهرين
شهد باستفهام:شهرين على ايه؟
اجابها بهدوء:شهرين لحد مااموت
حدقت به ل ثوانٍ حتى ابتلعت ريقها ل تهتف بأسف:اسر...
قاطعها بجدية:مفيش داعى تقولى حاجة..انا ماصدقت انك ضحكتى،متقلبيهاش دراما بقى
شهد بعتاب:ماانت لو كنت وافقت وعملت العملية...
أسر بخفوت:خلاص اللى حصل حصل...وبعدين كفاية انى قضيت الكام شهر دول معاكى
ابتسمت مجيبة:على فكرة..مش دايماً كلام الدكاترة بيبقى صح..يعنى ممكن..
هتف باستنكار ساخر:متقوليش انى ممكن اعيش كام شهر كمان...يعنى مش لاقية طريقة تدينى امل بيها غير دى!..باينة اوى على فكرة
شهد بحزن:صدقنى لو كان بإيدى حاجة كنت عملتها...نفسى اقدر اساعدك
اسر بتلقائية:لو عايزة تساعدينى بجد،خليكى مبسوطة كدة على طول
تطلعت اليه بتعجب حتى اومأت برأسها ل تجيب مبتسمة:تعرف!..احساس حلو اوى لما تلاقى ناس بتهتم بسعادتك..بس الوحش انك مش قادر تسعدهم
اسر بابتسامة خافتة:ومين قالك انك مش قادرة؟..مايمكن تكون سعادتهم فى انك تكونى مبسوطة
شهد بتفكير:ممكن...بس للاسف،احياناً غصب عنك مبتقدرش تكون مبسوط عشان تسعدهم
اسر بهدوء:لا هتقدرى...عشان انا موجود
ابتسمت ناظرة له حتى قالت بامتنان:عندك حق..متشكرة اوى يا اسر
تنهد ناظراً لها بانزعاج ف اسرعت ل تهتف ضاحكة:خلاص صدقنى اخر مرة..انا همشى بقى عشان مضطرش اشكرك تانى
ضحك بخفوت مجيباً:ماشى...خلى بالك من نفسك
شهد بعفوية:وانت كمان...وخد الادوية فى ميعادها عشان مزعلش منك
اسز بابتسامة:حاضر
**************
تنهدت وهى تجلس بإرهاق ل تهتف ناظرة لها:حرام عليكى ياجيسى،انا تعبت اوى
جيسى بعفوية:انتى اللى وافقتى تيجى معايا،استحملى بقى
نهله بغيظ:ماانا مضطرة استحمل لحد ماامشى من هنا
حدقت بها ل ثوانٍ حتى اجابت بحزن:عشان خاطرى متقوليش كدة...وبعدين انا شايفة ان انتى واحمد بقيتوا كويسين مع بعض،يعنى..
قاطعتها بجدية:متحكميش علينا بسبب اللى شوفتيه...أحمد هو اللى بيحاول يتقرب منى،بس انا مش عايزة افضل هنا اصلاً
جيسى باستنكار:اه واضح جداً...عشان كدة كنتى سرحانة فى عيونه صح!
ضحكت رغماً عنها ل تقول موضحة:جيسى!..بصى هو بصراحة كان غصب عنى..يعنى..انا لسة بحبه،بس برضو مش قادرة اسامحه
جيسى بهدوء:نهله انا عارفة ان أحمد شخصيته صعبة شوية...بس لو بتحبيه فعلاً لازم تفضلى معاه لحد مايتغير ويبقى زى ماانتى عايزة
نهله بخفوت:مظنش ان دا ممكن يحصل..وكمان انا مش هقدر اكون معاه...أحمد مبيسيبش فرصة عشان يتقرب منى،وانا مش عايزاه يفهم ان اللى عمله فيا سهل عشان ميجرحش حد تانى
عقدت حاجبيها مجيبة بتساؤل:حد تانى!...عايزة تفهمينى انكوا لو سيبتوا بعض وأحمد اتجوز،مش هتزعلى؟
نظرت لها ب حيرة مضطربة حتى ابتلعت ريقها مجيبة:الموضوع مش كدة ياجيسى..بصى،انا متلغبطة اوى وحاسة انى تايهة..مش عارفة افكر فى اى حاجة خالص
جيسى بتفهم:خلاص اهدى..مفيش داعى تفكرى دلوقتى..لسة قدامك وقت عشان تاخدى القرار الصح..بس صدقينى، أحمد بيحبك اوى
تنهدت ناظرة لها ب حيرة وتفكير حتى نهضت قائلة:طيب انا هدخل انام..تصبحى على خير
جيسى بعفوية:وانتى من اهله
ذهبت مغادرة الغرفة ف استلقت هى على فراشها ل تلتقط هاتفها كى تتصل به وبمجرد ان اجابها حتى هتفت مازحة:اكيد عطلت حضرتك مش كدة!
ابتسم مجيباً:بصراحة اه..انا كنت بتدرب على الحفلة من شوية،ودلوقتى اخدت استراحة
جيسى باستنكار:بتتدرب!..بس اللى اعرفه عنك انك مش محتاج تدريب يعنى..انت بتقدر تعمل كل حاجة مش كدة؟
عمر ضاحكاً:اكيد..بس اخوكى مخلى الشغل كله عليا ومش بفضى بسببه
جيسى بابتسامة:طيب قولى..جاهز للحفلة!
تنهد طويلاً حتى قال بهدوء:بصراحة مش اوى..بس مبسوط،حاسس ان حياتى هتتغير بعد الحفلة دى
جيسى بتساؤل:ازاى يعنى؟
عمر بعفوية:هتعرفى يوم الحفلة
جيسى بسخرية:ايوة اعملى فيها بقى العازف الغامض!
ضحك هاتفاً:اه واذا كان عاجبك بقى
جيسى باقتضاب:اكيد مش عاجبنى
عمز باستخفاف:كدابة
على الجهة الاخرى،دخلت الغرفة ل تجده جالساً يرفع رأسه بشرود مغمضاً عينيه ف عقدت حاجبيها باستفهام ل تتقدم منه قائلة بتساؤل: أحمد..فيه حاجة!
تنهد وهو يفتح عينيه كى ينظر لها حتى يجيب بتعب:لا بس...عندى صداع شديد اوى
نهله بقلق:صداع!..طيب خدت دوا او اى حاجة؟
اجابها بخفوت:ايوة بس مفيش فايدة
نهله باندفاع:طيب قوم معايا
أحمد بتساؤل:ليه؟
نهله بجدية:اسمع الكلام وقوم يلا
تنهد باستسلام حتى نهض ف اقتربت ل تمسك يده كى تتقدم وتجلسه على السرير ثم تجلس هى وتضع رأسه على ساقيها ف يحدق بها بتعجب قبل ان يهتف: نهله...
قاطعته بعفوية:اهدى وهتبقى كويس دلوقتى
قالتها ثم بدأت فى تدليك رأسه ف اغمض عينيه ل يبتسم تدريجياً قبل ان يتسائل:متأكدة انى هبقى كويس!
نهله بهدوء:ايوة..انا كنت بعمل كدة ل بابا لما يجيله صداع وكان بيخف على طول..بس لازم تهدى ومتفكرش فى حاجة..او ممكن تفكر فى حاجة بتحبها
أحمد بتلقائية:يبقى لازم افكر فيكى
نهله بسخرية:ياسلام!..بس اكيد اشتغلت كتير النهاردة طالما جالك صداع
تنهد مجيباً:ايوة..الشغل كتير اوى والمسئولية كلها عليا..رغم ان عمر شايل عنى كتير،بس برضو مضطر اشرف على كل حاجة بنفسى
نهله بعفوية:مش لازم تتعب نفسك كدة..وبعدين هما الموظفين لازمتهم ايه؟
أحمد بابتسامة خافتة:الموظفين بيعملوا اللى عليهم،بس انا عليا الشغل المهم اوى..وبعدين لازم اتعب عشان اثبت لمراتى انى اقدر اتحمل المسئولية
ابتسمت بخفوت مجيبة:ماشى..قولى ارتاحت شوية!
أحمد بهدوء:اكيد..بس لسة شوية
نهله بتلقائية:دلوقتى هتبقى كويس..بس اصبر
أحمد بتذمر:ماانا صابر اهو...لحد مااشوف هترضى عنى امتى
تنهدت هاتفة بانزعاج: أحمد..مش وقت الكلام دا
اجابها باستسلام:حاضر..قوليلى بنتى عاملة ايه؟
قالها وهو يضع يده على بطنها ف ابتسمت ل تجيبه بهدوء:كويسة...بس متعبة اوى
أحمد بسخرية:هتطلع لمين يعنى؟
نهله باقتضاب: أحمد!
ضحك قائلاً:خلاص اهدى...قوليلى هى مش بتتحرك!
نهله بعفوية:مش كتير..لسة فى الشهور الجاية هتتحرك على طول..رغم ان دا بيتعبنى اوى،بس بستحمل عشانها
أحمد باستنكار:عشانها هى بس!
نهله بجدية:ايوة..واسكت بقى عشان اكمل
أحمد باندفاع:هو انا مانعك!..بس سؤال اخير...انتى هتبقى شبه البالونة امتى؟
ضحكت هاتفة:خلاص قربت اهو...وعلى فكرة دلوقتى البالونة بدأت تتكون
أحمد ضاحكاً:ايوة ملاحظ...بس نفسى اشوفك كدة عشان اتريق عليكى
اجابته بتذمر طفولى:ماشى اتريق براحتك...بس انت كدة هتتريق على بنتك مش عليا
ابتسم ناظراً لها بحب حتى اقترب وقبل بطنها ل يهمس بحنان:ربنا ميحرمنيش منكوا ابداً
تطلعت اليه بابتسامة حزينة مضطربة حتى وجدته يحاوطها متمسكاً بها كالطفل الى ان يغفو وينام بين ذراعيها
************
شهد بهدوء: انس ،نمت!
اجابها بخفوت محدقاً امامه:لا
تنهدت بشرود ف التفت لها ل تقترب وتضع رأسها على صدره حتى تتسائل بحزن:متضايق منى!
أنس باستنكار:وانا هتدايق منك ليه؟
شهد بأسف:عشان مش قادرة اسعدك..أنس انا عارفة انك زهقت وليك حق فى كدة..بس انا مش هقدر استحمل انك تسيبنى
أنس بهدوء:ومين قالك انى هسيبك؟..شهد انا فاهم كل حاجة صدقينى..بس مع الوقت كل دا هيتحل..بلاش تفكرى كدة عشان مش بحب اشوفك متضايقة
اجابته بتلقائية:بس غصب عنى بفكر فى كدة..وانت لو مكانى هتفكر بنفس الطريقة
أنس بسخرية:لا طبعاً..عشان انا اكيد مش هخاف انك تتجوزى عليا
ضحكت هاتفة:صح،عندك حق
تنهد بابتسامة قبل ان يتابع بتردد: شهد..كنت عايز اقولك حاجة
شهد بترقب:قول
أنس: أمنيه قالتلى انها عايزة تشوفك
عقدت حاجبيها هاتفة بتعجب:عايزة تشوفنى!..ليه؟
أنس بعفوية:كانت عايزة تطمن عليكى..عارف انك هتتضايقى عشان بحكيله، بس...
قاطعته بتفهم:لا هتضايق ليه؟..اى حد بيحتاج يحكى،وبعدين انتوا صحاب عادى يعنى
أنس باستنكار:بجد!..يعنى انتى مش متضايقة
شهد ببساطة:لا طبعاً...انا فاهمة كل حاجة..واكيد يعنى انت مش ممكن تتجوز امنيه عليا صح!
ضحك مجيباً بنفاذ صبر:تفكيرك فظيع يا شهد
اجابت وهى تتمسك به ضاحكة:عارفة
**************
شهد بابتسامة بسيطة:متشكرة اوى انك جيتى
امنيه بعفوية:لا مفيش داعى تشكرينى...انا بس حبيت اطمن عليكى
شهد بهدوء:انا تمام
امنيه بتفهم:انا عارفة ان انتى وانس متضايقين اوى بسبب اللى بيحصل،بس...مهما حصل بينكم لازم تفضلوا مع بعض..يعنى لو هتفكرى فى اللى حصلك قبل كدة وخلاكى تبعدى عنه،اكيد ساعتها فكرتى انك عمرك ماهترجعيله..بس شوفى دلوقتى!..خلاص اتجوزتوا وبقيتوا مع بعض،وكل حاجة اتحلت
حدقت بها ل تتسائل بتعجب:هو أنس حكالك اللى حصلى!
اجابتها بتردد:ايوة...انتى عارفة اننا صحاب مش كدة!
شهد بتلقائية:ايوة عارفة...أنس بيعتبرك صديقة مقربة اوى على فكرة
ابتسمت مجيبة: أنس شخص كويس اوى،هو ساعدنى كتير وانا عمرى ماهنساله دا...وعلى فكرة هو بيحبك اوى
تنهدت شهد :عارفة...بس انا عايزة اسألك سؤال
أنس بترقب:اكيد اتفضلى
تطلعت اليها ل ثوانٍ حتى تسائلت بنبرة غريبة:انتى بتحبى أنس؟
حدقت بها بدهشة وقد الجم لسانها باضطراب ل تأتى هاجر فجأة حتى تهتف وهى تتقدم منهم:مساء الخير
نهضت فى الحال كأنها وجدت مخرجها من هذا الموقف ل تهتف بعفوية:مساء النور...انا لازم امشى دلوقتى،عن اذنكوا
قالتها ثم ذهبت مغادرة المنزل دون ان تنتظر اجابة اى منهن بينما جلست هاجر ل تقول بتساؤل:مين دى؟
شهد متنهدة:دى امنيه ،اللى حكيتلك عنها
هاجر بتلقائية:ايوة،اللى بتغيرى منها دى!
ابتسمت مجيبك:مش بغير بس..عندى احساس قوى انها بتحب أنس
هاجر باستنكار:وايه المشكلة؟..أنس بيحبك انتى
شهد بخفوت:بس دا مش كفاية عشان اطمن ياهاجر..خصوصاً بسبب الظروف اللى احنا فيها
نهله بجدية:شهد،انتى بتثقى فى أنس مش كدة!
شهد باندفاع:اكيد بثق فيه..بس...
قاطعتها ببساطة:مفيش بس...لو بتثقى فيه يبقى مفيش داعى للقلق دا...اطمنى
تنهدت مفكرة حتى اجابت باستسلام:حاضر...قوليلى ايه اخبارك؟
*************
جيسى بفرح:الف مبروك...مش قولتلك هتكسر الدنيا!
تنهد بارتياح وهو يجيبها:مش مصدق بجد..تعرفى!،اول ماطلعت ع المسرح كنت متوتر وقلقان اوى...بس لما شوفتك،اطمنت
ابتسمت هاتفة باستنكار:بجد!
عمر بابتسامة:ايوة بجد..وهتفهمى دا حالاً
تسائلت عاقدة حاجبيها بعدم فهم:ازاى؟
عمر بعفوية:مش انا قولتلك انى عايز اقولك حاجة مهمة بعد الحفلة!
جيسى مجيبة:ايوة
تابع بتلقائية:تعالى معايا بقى وهقولهالك
جيسى بتساؤل:هنروح فين؟
عمر بابتسامة:هتعرفى..تعالى
قالها ثم امسك يدها ل يتحرك بها الى الخارج ف تسير معه مترقبة حتى يصلا الى مكان ما ف تتقدم هى ناظرة بتساؤل الى ان تجد كل ماحولها مزين بشكل جميل وهادئ..حدقت بتعجب ل تنقل بصرها اليه كى تشير هاتفة بابتسامة متسائلة: عمر..ايه دا؟
عمر بهدوء:ايه رأيك!
جيسى بإعجاب:حلو اوى يا عمر ...بس مش فاهمة جايبنى هنا ليه؟
تنهد مجيباً:واضح انك مبتشوفيش افلام،بس مش مهم...انا جيبتك هنا عشان اعترفلك بحاجة
تطلعت اليه بشك قبل ان تجيب بترقب قلق:حاجة ايه؟
نظر لها وصمت قليلاً ل يتنهد بصعوبة حتى يستجمع قواه كى يتابع مبتسماً:انا...انا بحبك ياجيسى
شعرت كأن الزمن قد توقف بها فى هذه اللحظة ف لم تقوى على التفوه بأى شئ،فقط ظلت محدقة به بصمت تام الى ان ابتلعت ريقها محاولة استيعاب الامر ل تتمتم بدهشة خافتة:ايه!..عمر انت...انا...
قاطعها متفهماً:متقوليش حاجة..انا عارف ان كل حاجة حصلت بسرعة،انا نفسى مستغرب بس..بس انا اكتشفت انى فعلاً بحبك..بحبك اوى كمان..فجأة لقيت نفسى بحبك،بنسى كل حاجة لما بكون معاكى..بحب اشوفك بتضحكى ومبسوطة..ولما بتكونى زعلانة او متدايقة ببقى مستعد اعمل اى حاجة عشان اخرجك من كل دا واخليكى مبسوطة..انا اول مرة احس بكدة صدقينى و..انا مبقيتش عايز حاجة غير انى افضل معاكى ومتسيبينيش...وبوعدك انك مش هتشوفى معايا غير السعادة وبس،دا وعد ومش هرجع فيه ابداً
قالها حتى تنهد طويلاً ل يتابع بابتسامة:قولت كلام كتير!...اتكلمى انتى بقى
نظرت له بحزن مضطرب حتى صمتت ل ثوانٍ قبل ان تجيب بتماسك: عمر انا...انا مقدرة كل اللى انت حاسس بيه ناحيتى وفاهماه،بس...انا اسفة فى اللى هقوله بس...انا..انا مش بحبك يا عمر
حدق بها بعدم تصديق حتى ابتسم عاقداً حاجبيه ل يقول بعفوية:جيسى مش وقت هزار...انتى...
قاطعته بجدية:انا مش بهزر يا عمر..انا فعلاً مش بحبك،ولا بحب اى حد..انا مش هقدر ادخل فى اى علاقة تانى...بعد اللى حصلى بسبب الحب دا انا...مش عايزة اتجرح تانى
عمر بتعجب:بس انا مش هجرحك ياجيسى..انا بحبك و...
جيسى بحدة:انا سمعت كل الكلام دا قبل كدة يا عمر..والنتيجة كانت ايه؟..قلبى اتكسر واتجرحت..وبعد كل دا انا مش هسمح ل اى حد يجرحنى تانى..خلينا صحاب احسن
هتف بابتسامة ساخرة:صحاب!..جيسى انتى سامعة نفسك بتقولى ايه؟..انا بحبك ولازم تفهمى كدة..واللى بيحب حد مبيجرحوش..وبعدين لو انتى مبتحبينيش فعلاً...اللى شوفته فى عيونك دا كان ايه؟
اجابته بقوة مصطنعة:انت شوفت اللى نفسك تشوفه مش اكتر..لكن انا مش بحبك ولا عايزة احب اى حد...انت بالنسبالى كنت وهتفضل صديق وبس...انا اسفة
تطلع اليها ل ثوانٍ حتى تمتم باستهزاء متألم:اسفة!..لا متتأسفيش..انا اللى اسف انى مفهمتش كل حاجة من الاول..مفهمتش انى كنت بالنسبالك اللعبة اللى بتمسح دموعك وبتخليكى تضحكى لما تكونى متضايقة..بس بجد برافو عليكى،عرفتى تستغلينى صح...فضلتى تلعبى عليا دور البنت البريئة اللى حاسة بالوحدة ومحتاجة حد جنبها..وبسبب غبائى وسذاجتى كنت انا ال حد دا
جيسى بتعجب مندفع: عمر لا انت فاهم غلط...صدقنى انا مش قصدى العب بيك او اجرحك،انا..
قاطعها بانفعال:بس،مش عايز اسمع اى حاجة..انا بجد عمرى ماشوفت حد انانى اوى كدة...انتى مبتفكريش غير فى نفسك وبس..خايفة تتجرحى وعشان كدة بتجرحى اللى حواليكى!..حاولتى تتقربى منى عشان تعلقينى بيكى وفى الاخر،تيجى تقولى الكلام دا..كل دا بس،عشان تنتقمى للى أدم عمله فيكى..بس انا ذنبى ايه عشان تنتقمى منى؟..انا غلطت معاكى فى ايه!
حاولت ان توضح الامر وهى تهمس بعيون دامعة: عمر انا...
عمر بغضب:انا مش عايز اشوفك تانى..من اللحظة دى كل اللى بيننا انتهى ياجيسى..انسى انك تعرفينى،انسى كل اللى قولته دلوقتى..دورى على حد غيرى تجرحيه وتنتقمى لقلبك منه..بس تعرفى!..انا بجد زعلان عليكى اوى..عشان انانيتك دى هتخليكى وحيدة طول عمرك..هتفضلى تأذى فى اللى حواليكى وبس..ياخسارة ياجيسى..بجد ياخسارة
***********
نظر لها بتردد قبل ان يتنهد طويلاً كى يقول بهدوء: شهد..عايز اتكلم معاكى فى موضوع
التفتت بنظرها اليه ل تجيب باهتمام:خير،اتكلم!
أنس بتردد:انتى عارفة ان عدى وقت على موضوع العملية دا و...واكيد انتى هديتى دلوقتى،ف كنت بفكر انه...مفيش مشكلة يعنى لو حاولنا تانى و...
قاطعته بتعجب مندفع:ايه!..حاولنا تانى؟..أنس انت عارف انى مش هحاول تانى وخلاص خدت القرار دا
أنس بعفوية:انا عارف يا شهد بس...مفيهاش حاجة لو حاولنا تانى،يعنى اكيد مش هنفضل كدة كتير
شهد بانزعاج:بس انت قبل ماتقرر تفضل معايا كنت عارف انى مش هحاول تانى مهما حصل..وبعدين انا لسة باخد العلاج وموقفتوش
أنس بجدية:بس العلاج مجابش نتيجة قبل كدة ومش هيجيب
شهد باقتضاب:والعملية كمان مجابتش نتيجة...وانا مش هقدر احاول تانى واجرب واحط احتمالات وفى الاخر اتدمر
أنس بتعجب:تتدمرى ايه بس يا شهد؟..الموضوع مش صعب اوى كدة
شهد بضيق:بالنسبالك انت مش صعب،عشان انت مبتحسش بحاجة من اللى بحسه...انا اللى بيتجرب فى جسمى يا أنس مش انت
تنهد بنفاذ صبر ل يجيب بخفوت: شهد انا فاهم صدقينى...بس مش عايزك تيأسى كدة
شهد بعيون دامعة:انا لو حاولت تانى هيأس اكتر يا أنس...انا اسفة،مش هقدر
أنس بانفعال:انتى ليه بتفكرى فى نفسك وبس يا شهد؟..فكرى فيا شوية
هتفت ناظرة له باستنكار غاضب:انا بفكر فى نفسى وبس!...انت مش فاهم حاجة..وانا مش مضطرة اشرحلك عشان مش هتفهم،لكن انا عندى استعداد احاول فى حالة واحدة بس...لو اكدتلى ان العملية هتنجح المرة دى..هحاول تانى
حدق بها بضيق وصمت زافراً بقلة حيلة ل تتابع هى بأسى:سكتت ليه؟..مفيش كلام تقوله وتقنعنى بيه مش كدة!..وعشان كدة انا مش هحاول تانى يا أنس ..ولو انت كنت واقف جنبى الفترة اللى فاتت عشان احاول تانى ف احب اقولك انى اسفة،مش هقدر...ولو مش عايز تفضل جنبى انت حر،دا قرارك...عن اذنك
قالتها ثم نهضت ل تذهب وتتركه ف سرعان مايزفر بغضب حزين حتى يريح ظهره الى الاريكة ثم يمسح وجهه بتعب مفكراً ب حيرة
************
جيسى ببكاء: نهله صدقينى انا مش انانية..انا بس مش عايزة اجرحه..هو فهمنى غلط ونهى كل حاجة بينا فى لحظة واحدة
نهله بحزن:خلاص اهدى...ممكن يكون اتضايق غصب عنه،وهيرجعلك تانى
جيسى بألم:يرجعلى!..هيرجعلى ازاى يا نهله؟..كل حاجة انتهت خلاص
اجابتها باستنكار جاد:وانتى زعلانة اوى كدة ليه طالما انتى مش بتحبيه؟
جيسى بأسى:عشان انا اتعودت على وجوده فى حياتى اوى..حبيت وجوده معايا و...مش قادرة اتخيل انه خلاص سابنى ومش هشوفه تانى
اقتربت ل تعانقها كى تربت على ظهرها هامسة بأسف:عشان خاطرى بطلى عياط..خلاص اللى حصل حصل ياجيسى،ولازم تفهمى ان احنا فترات فى حياة بعض..وفترة عمر فى حياتك خلصت
جيسى بضيق:بس انا مش عايزاها تخلص..وحتى لو خلصت،مكنتش عايزاه يسيبنى بالطريقة دى...هو دلوقتى فاهم انى وحشة وانانية وكنت بخدعه واستغله...بس انا مش كدة صدقينى..انا مش وحشة
نهله بهدوء:انا مصدقاكى وعارفة،انتى احسن بنت فى الدنيا دى كلها...بس خلاص هو فهم كدة،وانتى مش هتقدرى تشرحيله او تفهميه حاجة..هو بس اتضايق اوى من كلامك لدرجة انه جرحك من غير مايقصد
جيسى بحزن:انا قولتله كدة عشان مظلموش..بس كان نفسى يفهمنى ويفضل معايا،فيها ايه لو فضلنا صحاب يعنى؟
نهله بخفوت:مش هينفع ياجيسى..مش هينفع عشان هو خلاص حبك،ف مش هيقدر يشوفك غير حبيبته وبس..وعلى فكرة انكوا سيبتوا بعض دلوقتى دى مش حاجة وحشة..عشان لو كنتم فضلتوا مع بعض اكتر من كدة كل حاجة كانت هتتعقد اكتر
تنهدت بتماسك وهى تمسح دموعها قبل ان تهمس ناظرة لها:يعنى المفروض انسى انه كان فى حياتى!
نهله بأسف:ايوة،وكل ماتتقبلى الوضع اسرع كل ماهيبقى احسن ليكى
جيسى ببراءة:طيب،مش شايفة انى ممكن اوحشه ويرجعلى!
تنهدت بحزن مجيبة:سيبى كل حاجة لوقتها..دلوقتى لازم ترتاحى وتنامى تمام!
اجابتها بصوت مبحوح وهى تومأ برأسها باستسلام:حاضر
************
فى مساء اليوم التالى،تقدمت متجهة الى الغرفة حتى تدخل وتشعل الضوء ل تجده يستلقى على الفراش مغمضاً عينيه وبمجرد ان تدخل حتى يهتف بجدية: شهد لو مش هتنامى اطفى النور واخرجى
شهد بانزعاج: أنس...
قاطعها بنفس نبرته:سمعتى قولت ايه!..اخرجى عشان عايز انام
تنهدت بضيق حزين ل تعود وتطفئ الضوء حتى يرن هاتفها الذى بيدها ف تتحرك مغادرة الغرفة كى تجيب بهدوء:ايوة يا اسر
اسر بعفوية:اتصلت اطمن عليكى..عاملة ايه!
تنهدت مجيبة:تمام..انت عامل ايه؟
اسر بتلقائية:انا كويس..بس انتى مش كويسة
ابتسمت بحزن قائلة:مكنتش اعرف ان لسة فيه حد بيحس بيا
تابع بشك:ايه اللى حصل؟
شهد بخفوت:معرفش يا أسر..بس انا بجد تعبت..تعبت ومحدش فاهمنى ولا حاسس انا بمر بإيه..متخيل انك تشوف حياتك بتتدمر قدام عينيك وانت مش قادر تعمل حاجة!
اسر بحزن:ايوة متخيل...عشان انا بين يوم وليلة اكتشفت ان قريب اوى حياتى هتنتهى،وكنت هستسلم...بس انتى اللى اديتينى الامل وخليتينى افهم ان دى حاجة مش وحشة،وانى لازم اعيش حياتى واستغل دا...ف مينفعش بعد مااديتيلى الامل عشان اعيش صح تستسلمى بالسهولة دى
شهد بأسف:صدقنى انا بحاول..بس اى حد ممكن يضعف،غصب عنى...الظروف بتجبرنا نستسلم
اسر بجدية:مفيش حاجة اسمها ظروف يا شهد..انتى لو قوية بجد هتتحدى اى حاجة تواجهك..بلاش اليأس دا..لازم تفهمى ان مهما حصل ف دى مش النهاية
تنهدت بضعف حتى اجابت بعدما دمعت عيناها:حاضر يا أنس..هحاول
وبعد ان تحدثا قليلاً اغلقت الخط ل تلتفت ف تجده خلفها يتسائل متطلعاً اليها:مين اللى بيكلمك فى وقت زى دا؟
اجابته بعدم اهتمام:دا واحد تبع الشغل
أنس باستنكار:وال تبع الشغل دا ايه اللى يخليه يتصل بيكى دلوقتى؟
زفرت هاتفة بانزعاج: أنس ارجوك،انا مش قادرة اتكلم فى اى حاجة..وبعدين انت مش كنت عايز تنام!..اتفضل نام...تصبح على خير
قالتها ثم تحركت امامه ل تذهب وتتركه منزعج بشدة بعدما اخذ يشعر ان الامر يزداد سوءاً مع الوقت!
************
كانت الايام تمر بصعوبة على الجميع ولا شئ يتغير سوى مابداخلهم...وذات يوم،دخلت نهله الغرفة ل تتفاجأ ب ذلك الذى يخرج من الحمام امامها وهو عارى الصدر ف حدقت به بتعجب وخجل قبل ان تهتف بجدية:ايه اللى انت عامله دا؟
اجابها بعدم اهتمام:ايه اللى انا عامله!...المفروض ان دا بيتى واقعد زى ماانا عايز
تنهدت بانزعاج حتى اشاحت بوجهها عنه محاولة الا تنظر له بينما تابع هو مازحاً:اصلى بصراحة لقيت العنف مش نافع معاكى ف قولت يمكن الاغراء يجيب نتيجة
نظرت له بدهشة وحاولت كتم ضحكتها حتى هتف مبتسماً:خلاص خدت بالى...اضحكى
صمتت ل ثوانٍ وفجأة بدأت فى الضحك بشدة بينما تطلع هو اليها بحب ل يضحك ايضاً حتى تهتف بعدم استيعاب: احمد انت فعلاً مجنون
احمد بابتسامة نادمة:ايوة...انا مجنون عشان مقدرتش اديكى اللى تستحقيه منى
توقفت عن الضحك فى الحال وقد تلاشت ابتسامتها ايضاً ل تبتلع ريقها قائلة بعفوية:طيب يلا البس حاجة عشان متبردش
اجابها وهو يقترب منها:خايفة عليا!
نهله باندفاع:لا طبعاً
اقترب منها اكثر مما جعلها ترتبك بشدة ل يتابع بجدية ناظراً لها:ولما انتى مش خايفة عليا،بتقولى كدة ليه؟
اجابته بتلعثم واضح فى نبرتها:عشان..عشان مش عايزة اشوفك كدة
أحمد باستنكار:ليه؟..كدة هفهم انك خايفة منى
نهله باضطراب: احمد لو سمحت..ابعد عنى
تنهد ل يجيب وهو يقترب بوجهه من وجهها:ولو مبعدتش!
ازداد ارتباكها ولم تجد حلاً سوى ان تهرب من هذا الموقف ف دفعته ل تكاد تذهب الا ان تجده يمسك يدها كى يرجعها مكانها ثم يقول بهدوء مخيف:لما اكون بكلمك متسيبينيش وتمشى فاهمة!
نهله بتوتر: احمد...
قاطعها وهو يضع يده على فمها:سيبينى اكمل كلامى
نظرت له بترقب مضطرب حتى تابع بخفوت:قوليلى يا نهله ،احنا هنفضل كدة لحد امتى؟...انا اعترفت بغلطى واعتذرتلك،وانتى برضو بتعاندى معايا وحتى مبتخلينيش اقرب منك...قوليلى اخرة كل دا ايه؟
اجابته بثبات مزيف:انت عارف اخرة كل دا..هنتطلق وكل واحد يعيش حياته...
قاطعها وهو يضغط على يدها بقوة ل يهمس بغضب:كلمة طلاق دى لو سمعتها تانى مش هيحصلك كويس يا نهله انتى فاهمة!
حدقت به بخوف ل تهتف بألم منزعج: احمد سيبنى...انت بتوجعنى اوى
احمد بحدة:الكلمة دى مش عايزك تقوليها تانى انتى سامعانى!
تأوهت بألم بعدما اخفضت عيناها ف اخذ يحدق بها بصمت عابس الى ان ترك يدها بينما عيناه لاتزال معلقة بها حتى تكاد تذهب ولكن يجذبها نحوه ثانيةً كى تصطدم بصدره ف تتطلع اليه بعتاب غاضب...لم تمر ثوانٍ وكان قد رفع يده ل يتحسس وجهها ببطء حتى تغمض عينيها بتوتر وقد ازدادت نبضاتها اضطراباً
اقترب من عنقها ببطء ل يهمس لها بنبرة هادئة:كفاية بقى يا نهله...انا عارف انك لسة بتحبينى زى ما انا...بحبك
قبضت على يدها بقوة محاولة تجاهل نبضاتها المجنونة كى تجيب بحزن خفى:انت مبتحبينيش يا احمد..لو بتحبنى مكنتش عملت فيا كدة...ارجوك سيبنى بقى وريحنى من العذاب دا
أحمد باستنكار:متأكدة انك عايزانى اسيبك!...نهله بلاش نضحك على بعض عشان احنا الاتنين فاهمين مشاعرنا كويس اوى...انا عارف انى غلطت فى حقك وصعب تسامحينى،وليكى حق بس..بس انا خلاص عرفت مشاعرى واعترفت بيها،ومعنديش استعداد اخسرك...انا مش هقدر اخسرك يا نهله ،وصدقينى انا ندمان على كل اللى عملته
نظرت له ل تبتسم مجيبة بسخرية:ندمان!...بس للاسف الندم مش بيفيد بأى حاجة..انا كمان ندمت انى حبيتك...ندمت على كل لحظة صدقتك فيها...ندمت على سذاجتى وغبائى لما مشيت ورا قلبى ووثقت فيك...وفى الاخر الندم دا فادنى بإيه؟...ولا اى حاجة..حتى مقدرش يخلينى اكرهك
اغمض عينيه بتماسك ل يقترب ويحتضن وجهها بين كفَّيه ثم يهمس بندم:صدقينى يا نهله لو وافقتى ورجعنا،انا بوعدك انى هعوضك عن كل اللى عملته...مش هيبقى فيه فى حياتنا غير السعادة وبس...بوعدك انى هحافظ عليكى وعمرى ماهجرحك تانى..ارجوكى سامحينى بقى..انا مش قادر ولا هقدر ابعد عنك..ارجوكى
تطلعت اليه بعيون دامعة ولم تعرف ماذا تقول بينما مسح هو دموعها بحنان ل يقترب ويقبل جبينها..اخفضت عيناها بضعف ف مال ل يقبل وجنتها برفق حتى تشعر بأنفاسه تعتلى وجهها ف تضطرب بشدة ثم تهمس بتوتر: احمد ..ابعد عنى
اجابها بهدوء عاشق:انتى عارفة انى مقدرش ابعد عنك
قالها ثم حاوط خصرها ل يميل ثانيةً كى يقبل عنقها حتى تتابع بنبرة متقطعة: احمد ارجوك....
تابع باستعطاف:قوليلى يا نهله..موحشكيش حضنى!...مش عايزة تفضلى معايا!..لو قولتى لا مش هصدقك،عشان انا عارف كويس انك بتتمنى نرجع زى الاول..ونفسك تبقى فى حضنى دايماً..مش كدة يا نهله!
تنهدت بألم حتى اغمضت عينيها بعدما باتت لاتستطيع منعه عنها بعدما استحوذ على مشاعرها بالكامل...ظلت تائهة بين مايفعله ولم تشعر بنفسها الا وهى بين ذراعيه تعانقه بقوة واشتياق...ضمها هو بقوة اكثر حتى تأوهت مغمضة عينيها بألم ف ابعدها قليلاً ل يتحسس عنقها ببطء ناظراً لها بشوق صادق بينما شردت هى فى عيناه متطلعة اليه بعتاب غير مدركة نبضاتها المضطربة
مرت ثوانٍ حتى شعرت به يحكم قبضتيه عليها تدريجياً كى يقربها منه ف تقترب هى وتحتضن وجهه بيديها بتردد الى ان يميل بهدوء تام ل يقبلها يحب وقد لبّى رغبة قلبه اخيراً...اخذ يقربها منه اكثر محاوطاً اياها بتملك بينما تزداد قبلته شغفاً حتى ارخت ذراعيها باستسلام قبل ان ترفع يديها ببطء ل تحاوط عنقه بضعف،ظل يقبلها ويعانقها بشوق شغوف الى ان استكانت تماماً بين ذراعيه ل تتناسى كل شئ وتستسلم له كأنها غائبة عن الوعى...
************
دخلت المنزل ل تجده جالساً على مقعد امام النافذة يدخن سيجاره بعبوس شارد ف تحدق به بتعجب هاتفة: انس...انت من امتى بتدخن؟
اجاب ببرود دون ان ينظر لها:من دلوقتى
شهد باندفاع:بس دا غلط عليك وانت عارف..ممكن تتعب و...
قاطعها محدقاً بها باستنكار:ودا هيفرق معاكى فى ايه؟...عايزة تفهمينى انى مهم اوى بالنسبالك!
شهد بعدم استيعاب: انس انت..انت بتقول ايه؟
انس بحدة:بقول الحقيقة اللى انتى رافضة تعترفى بيها..والحقيقة انك انانية ومبتفكريش فى حد غير نفسك...وبصراحة انا زهقت ومش قادر استحمل انانيتك دى
نظرت له بدهشة تمكنت منها ل تهمس متوسلة: أنس...ارجوك متقولش كدة
نهض ل يتحرك متقدماً منها وهو يجيب باستخفاف:ومقولش كدة ليه؟..مش عايزة تسمعى الحقيقة!..بس انا بقى عايز اقولهالك...عشان انا خلاص تعبت وجيبت اخرى..تعبت من التمثيل اللى بنمثله على بعض دا..انا بحاول اقنعك انى مبسوط،وانتى بتمثلى انك مصدقة..ولما فكرت انك ممكن تفهمينى وتحاولى تانى عشانى،طلعت غلطان...حتى مقدرتيش تفكرى فى كلامى،رفضتى اول ماقولتلك..ليه؟..عشان انتى ميهمكيش غير نفسك وبس
همست ناظرة له بعيون دامعة:انت بتفكر فيا كدة يا أنس؟..بعد كل اللى عملته عشانك..بعد مااستحملت كل حاجة عشان حياتنا ومستقبلنا،بتقول انى انانية!
أنس باستهزاء:حياتنا ومستقبلنا!..وانتى فاكرة ان حياتنا دى حياة اصلاً؟..وبعدين استحملتى ايه وعملتى ايه عشانى؟...انتى بس حاولتى مرة واحدة وبعدها استسلمتى وتعبتى..والمفروض انى اقبل دا وابقى مبسوط!..بذمتك دى حياة؟..وفين مستقبلنا دا اصلاً...احنا ملناش مستقبل يا شهد...قوليلى انتى لو مكانى هتعملى ايه؟..مش هتزهقى!
***********
فتحت عيناها ل تجد نفسها ممددة بين ذراعيه بينما هو يحاوطها بتملك محبّ...تنهدت بانزعاج حزين حتى كادت تنهض الا ان امسك يدها ل يتسائل بهدوء ناظراً لها:رايحة فين؟...خليكى فى حضنى
تطلعت اليه بضيق ل تهتف باستياء غاضب:اظن كفاية كدة...مش خلاص خدت اللى انت عايزه!..سيبنى امشى بقى
قالتها ثم نهضت ل ينهض هو الاخر محدقاً بها بتعجب قبل ان يجيب موضحاً: نهله انتى...انتى فاهمة غلط،انا...
قاطعته بحدة مندفعة:انت!...انت كل يوم بتثبتلى انك انانى ومبتحبش غير نفسك وبس...بس بجد برافو عليك...كل مرة بتستخدم مشاعرى عشان تستغلنى وتاخد اللى انت عايزه،بجد مفيش طريقة احسن من كدة
أحمد بجدية:لا يا نهله انتى فاهمة غلط صدقينى...انا لو كنت شاكك ل لحظة ان اللى حصل دا غصب عنك مكنتش حتى هفكر اقرب منك...بس انا عارف انك بتحبينى زى مابحبك
نهله بانفعال:بس بقى،كفاية كدب..هتفضل تكدب لحد امتى؟...انا فاهمة كويس انى بالنسبالك واحدة بتقضى معاها وقتك وخلاص..بتسيبنى وقت ماانت عايز،ولما تحب ترجعلى بتستخدم مشاعرى وبتحاول تضعفنى عشان تأثر عليا واوافق ارجعلك
هتف ناظراً لها بضيق:ايه اللى انتى بتقوليه دا؟..انتى سامعة بتقولى ايه!...نهله انا بحبك وانتى بالنسبالى اهم حاجة فى حياتى...انتى ليه مش قادرة تصدقينى؟
اجابته بألم خافت:عشان انا صدقتك قبل كدة،والنتيجة كانت ايه؟..طلعت بتخدعنى وجرحتنى...انت كسرت قلبى يا احمد ...ودلوقتى عايزنى ارجعلك بكل سهولة صح!..وعشان ارجعلك حاولت تضعفنى ونجحت فى كدة...انا فعلاً ضعيفة...بس لحد كدة وكفاية..مش هقدر افضل معاك اكتر من كدة...انا خلاص تعبت
قالتها وسرعان ما بدأت فى البكاء بصمت ف نظر لها متنهداً بأسف ل يقترب منها كى يمسح دموعها بينما تنظر له هى بغضب حزين حتى تبتعد عنه ف يهمس بندم:انا اسف يا نهله...لو عايزانى ابعد عنك هبعد،بس متسيبيش البيت وتمشى ارجوكى...انا مش هقدر افضل هنا من غيرك...بوعدك انى مش هلمسك تانى غصب عنك،ولو عايزانى حتى متكلمش معاكى انا موافق..بس متسيبينيش...كفاية انى اشوفك كل يوم واطمن عليكى،ومش عايز اى حاجة تانى صدقينى
تطلعت اليه ل تجيب بعيون دامعة:مش هقدر ي احمد....انا مبقاش عندى طاقة عشان استحمل اكتر من كدة...انا مش قادرة اسامحك،وفى نفس الوقت قلبى بيعاندنى...مش هقدر استحمل الاحساس دا...لازم امشى
احمد برجاء: نهله ارجوكى...
قاطعته بجدية:صدقنى مش هقدر..لازم امشى...كفاية لحد كدة
نظر لها بأسى حتى صمت قليلاً ل يتنهد بألم قبل ان يقول بنبرة هادئة:ماشى يا نهله ،امشى..انا مش همنعك...بس اعرفى انك لو مشيتى من هنا مش هترتاحى..عشان انتى لحد دلوقتى بتحبينى بس بتعاندى مع قلبك...اعملى اللى انتى شايفاه صح...وخلى بالك من نفسك
قالها ثم اقترب ل يقبض على خصلاتها بخفة كى يقبل رأسها حتى يتحرك مغادراً الغرفة كى يتركها تقف كـ التائهة
.................................يتبع

أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Romansaانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍