عادت منى إلى الداخلية بعد صلاة المغرب ، قامت بترتيب مستلزماتها ليوم غد..كانت تريد أن تقرأ قليلاً، وأحست بالجوع، كانت عصافير بطنها تذكرها بحوجتها، لم تكن تملك مالاً، فقد أنفقت ماتملك بعد نفاذ المواد التموينيه التى أعطاها لها عمها حسن، والتي تقاسمتها مع بقية الفتيات في الغرفة، إنها أحوجهن لكنها أكرمهن.. لا يمكنها العيش هكذا.. أصبحت تصوم طوال الاسبوع حتى لا تحرج نفسها عندما تحضر لها تبيان الأكل في الجامعه، حاولت أن تطلب من والدها إلا أنها في اخر إتصال معه أخبرها بان (البودا حشرة تفسسد المحصول ) قد قضت على محصوله هذا العام،، وهذا يعني أن أهلها يتضورون جوعاً..واتتها فكرة أن تبحث عن عمل ، ولو بسيط يوفر لها لقمة تعيشها..
تحركت نحو مكتب الاشراف، كانت معروفة لدى المشرفات بحسن أخلاقها وتعاملها الطيب معهن، فهي الوحيدة من الطالبات التي كانت تزورهن من أجل السلام وتفقد أحوالهن...طرقت الباب ودخلت عندما سمحت لها المشرفة بالدخول.. جلست قليلاً معها وتململت...
سمية (المشرفة): مالك يا منى ما على بعضك كدا؟
منى: شنو! لالا كويسة انا😯
سمية: شكلك متوترة ..لو عندك اي حاجه احكي لي واعتبريني ذي اختك انا والله بريدك في الله ساااي😍
منى وقد فرحت وانفردت تجاعيد وجهها: تسللمي ، انا ذاتي والله بريدك في الله، وكنت جاية طالبة مساعدتك😯
سمية: ان شاء الله أقدر اساعدك، قولي الحاصل عليك شنو؟
منى: انا ظروفي صعبة شديد مابعلم بيها الا الله، وعاوزة اكمل دراستي وأساعد أهلي..وحالياً عاوزة أفتش حاجة أشتغلها مع قرايتي تساعدني في مصاريف الجامعه،،اااي شي المهم ما أحتاج لزول.
سمية: اممم، ربنا يهون ، ويوفقك،، كدي بشوف ليك حاجة وبكلمك، لكن حالياً هاك دي مية جنيه مشي بيها حالك😊
منى: لا انا ما عاوزة قروش، عاوزة شغل😥
سمية: الشغل بفتشو ليك، لكن المئة دي أديتك ليها واعتبريها دين عليك انا ذاتي ظروفي كعبة لا تتحسسي مني لا اتحسس منك..
منى والدموع ملأت عينيها: شكراً ليك كتييير، وان شاء الله ربنا يفرج همك ويكشف غٙمك...
تحركت منى نحو غرفتها وهي تشعر بالأمل، أدت صلاة العشاء وقرأت سورة البقرة وسورة يس ، ودعت الله وتضرعت له أن يفتح عليها ويوفقها..تحركت واحضرت بعض اللبن والكيك قامت بأعداد الشاي ووضعت الكيك واعطت زميلاتها في الغرفة، هذه عادتها لا تستطعم شيئاً لوحدها كريمة كالبحر..
منى: إتفضلي يا هديل..
هديل: شكرا😍
منى: الليلة إحسان إتأخرت شديد..يمكن قالت ليك حاجة؟
هديل :انا ذاتي من الضهر بتصل عليها ما بترد..
تقدمت نحو مها أعطتها كوب الشاي وقطعه الكيك: إتفضلى😊
مها: شكرا ً،انا ذاتي الليلة فتشت ليها الكلية قالوا ماجات😯
منى: سجمي!!! مشت وين؟كدي أضربي ليها تاني..أعادت مها الاتصال مرة واثنان وثلاث..وهدايا ايضاً حاولت عدد من المرات الا أن إحسان لم ترد على أي مكالمة..
لم تنم منى تلك الليلة..كانت لا تدري ماذا تفعل ودموعها لا تكف عن الإنحدار، فقلبها يحدثها ان مكروهاً قد أصاب إحسان، حتى أتتها مها قائلة: منى منى ،إنت صاحية؟منى: صاحية، يجيني نوم كيف بس؟
مها: أخيراً إحسان ردت لي على الواتساب قالت هي كويسة و ح تجي بكرة..
منى: متاكدة؟؟
مها: اكيد..
تنهدت منى : الحمد لله..لكنها لم تستطع النوم أو الكف عن التفكير،أين يمكن أن تكون قد ذهبت؟ لا أقارب او معارف لها بالعاصمة، إذا حصل لها مكروه لا قدر الله ،كيف ستتقبل والدتها الخبر، تقلبت منى في السرير وكأنها تحاول طرد الأفكار من رأسها...****
وصلت تبيان إلى بيت عمها مع السواق لان عمها لديه أجتماع لوقت متأخر، عند وصولها الصالة سمعت أصوات أناس يتحدثون، إنقبض قلبها، هي لا تحب أن تدخل بيت عمها في عدم وجوده، لانها لا تود أن تصطدم بزوجته وابنه المغروران، تقدمت قليلا فوجدت رجاء و وئام ابنتها، وإمراءة أخرى معها بنت في نفس عمرها، ترددت كثيراً في أن تلقي عليهم التحية، فهي عندما تلقي التحية في هذا البيت لا أحد يرد عليها غير صوفي ..
تقدمت بخطوات متثاقلة: السلام عليكم...
رجاء بصوت منخفض: الله لا سلمك
سلوى: عليكم السلام
صافحت كل من سلوى(اخت رجاء) ووئام و لمى إبنت سلوى، اما رجاء فقد احرجت تبيان ورفضت أن تمد يدها لتصافح يد تبيان التي تراجعت بهدوء وصعدت السلم نحو غرفتها وما إن وصلت هوت بجسدها على السرير وإنهارت في موجة من البكاء الهستيري، لماذا تعاملها رجاء بهذا الأسلوب؟؟
أخرجت هاتفها وطلبت رقم والدها وقد عزمت أمرها أن تخبره بأنها سوف تذهب للداخلية..
تبيان وهي تحاول ان تتمالك أعصابها وان يبدو صوتها طبيعيا: الوو
صابر: عليكم السلام ازيك وكيف عاملة؟
تبيان وهي تغالب دموعها: تمام الحمد لله،انتو كيف .ماما واخواني..
صابر: نحن كلنا بخييير، ماتهتمي بينا شدي حيلك بس..ولو ناقصاك حاجة كلميني..
لا يعلم أنه ينقصها الحنان وشخصاً يخاف عليها، ينقصها دفء حضن عائلتها..
تبيان : لا الحمد لله ماناقصني شي،،بس امتحانات السمستر باقي ليها اسبوعين..صابر: اجتهدي كويس..ربنا يوفقك..
تبيان: مجتهدة الحمد لله وبقرأ مع منى بت عمو اسماعيل في المكتبة يومي..لكن عندي طلب..
صابر: تأمري انت..
تبيان: عاوزة امش الداخلية اقعد مع منى علشان نجهز للامتحانات..
صابر: نحن موضوع الداخلية دا أفتكر اتناقشنا فيه قبل كدا داخلية لا.. انا لو ما صلاح قال ح تقعدي معاه في البيت ماكنت سمحت ليك تمشي تقري في الجامعه...داخليات لا يا تبيان والموضوع دا يتقفل على كدا...
ودعت والدها، وإنهمرت دموعها ساخنه على خدودها التى تغير لونها من كثرة الدموع، إذا والدها يعتقد أنه من الأفضل أن تكون في بيت عمها يجب لا يعلم كم تتألم وتُهان في بيت عمها! لكن كيف ستخبره!؟يتبع.....
أنت تقرأ
شر النفوس و لا الزمن🔞
Randomالرواية دي قد تكون جريئة شوية، علشان كدا بنبهك لو ما لونك المفضل إتخطيها�� المقدمة:- أصبحنا نعاني الكثير من المشاكل في عصرنا هذا وكل شخص يرى أن هنالك سبب في تلك المشاكل، بعضهم يعزوها إلى العولمة، وبعضهم الى الظروف، والبعض الآخر يرى أن الجامعات والد...