توقف اللوري في المحطة عندما طلب اسماعيل من السائق ذلك، فهو لن يصل بيت العزاء قبل أن يتأكد من أن أبنته تم ترتيب شؤونها ، نزلت منى تتبع والدها ومعها إحسان..
تبرع حسن أيضاً بالنزول وأخبر إسماعيل أنه سيرافقهم ويمكنهم الذهاب بعد ذلك للعزاء سويةً ..
كان الأربعة يسيرون في الطريق، حسن وإسماعيل يتجاذبان أطراف الحديث، خلفهما منى وإحسان اللتين كانت هذه زيارتهما الأولى للعاصمة..
وكان هذا واضحاً من إندهاشهما من منظر المباني الشاهقة،، وذلك الكم الهائل من الناس الذين يجوبون الشوارع وهم في أبهى حللهم وكأن اليوم عيد أو عرس!!
منى وإحسان غير معتادتين على هذه المناظر، كانتا تتلفتان وتتهامسان على المناظر التي تقابلهم..
منى كانت تستهجن لبس البنات غير المحتشم، أما إحسان فقد كانت تحفظ كلما تراه في ذهنها وتخزنه جيداً، فهي لا تنوى أن تعيش في العاصمة كفتاة قروية يتيمة وفقيرة..
أصر حسن أن يستقلوا عربة أجرة حتى يسعهم الوقت للتسجيل ، فعلاً وصلوا وانقسموا إسماعيل توجه مع إبنته منى كي يقوموا بالتسجيل فهي قد تم قبولها في كلية الهندسة..
أما إحسان فقد تبرع العم حسن بالذهاب معها واتفقوا على أن يجتمعوا بعد إنهاء الإجراءات، لكي يتوجهوا ناحية الداخلية ليقوموا بتسجيل منى وإحسان بالداخلية..
إنتهت إجراءات تسجيل إحسان ،وأخذها العم حسن وتوجهوا الى حيث يوجد إسماعيل وإبنته، كان الحزن بادياً على ملامح إسماعيل، وكانت منى تتكلم وتحاول التخفيف عنه، حين وصلهم حسن الذي سمع من بعيد كلام منى لأبيها وهي تقول:
يابة، ماتسو في روحك كدي، السنه دي ماضروري اقراأ بساعدك في الحواشة ،وألم القريشات اجي أقدم السنة الجاية..
حسن: دا كلام آآ السمحة؟ مارضيتها منك، انا عمك، متل أبوك، وجيبنا واحد، انا بدفعها ..
قاطعه إسماعيل قائلاً:
حسن آ خوي بتتدبر خلها،،
قاطعه حسن: أفووو ، حرررم ولا كلمة انا بدفع المصاريف ، كلها كم!؟
عم الصمت وكانت الدموع هي التي عبرت عما بداخل منى ووالدها.
إنتهى ذلك اليوم بسلام وبفضل الله وجهد عم حسن فقد تسجيل منى وإحسان في الجامعة و الداخلية في غرفة واحدة ، وأعطى كل واحدة منهما مبلغا محترماً قبلته إحسان بفرح، ورفضته منى مما دفعه أن يجبرها على أخذه عندما حلف طلاق!!
ثم قال:أسمعن يا بناتي، البندر دا خطر، أبقن سند لبعض، وخلن بالكم في قرايتكن، واوعن من صاحبات السوء والمشي البطال، هسي أمشن شوفن عوضتكن(غرفة) في الداخلية كيفنها، ورتبن حالكن، وانا وإسماعيل بنمش بيت البكاء ونقعد فيه للصباح، باكر الجمعة قراية مافي،، بنصلي الجمعة ونجيكن هنا نسوقكن لمحاسن بتي،، تعرفن البيت وكل خميس و جمعة تمشن تقعدن معاها...
توجهت منى وإحسان الى داخل مبنى الداخلية تبحثان عن رقم غرفتهما، كانت الداخلية كبيرة حقاً، ومذدحمة،، ومن أكثر الأشياء التي لفتت إنتباه منى وأخجلها أن الملابس التى تم نشرها لم تكلف صاحباتها أنفسهن في تغطية الملابس الداخلية بل أنها مرصوصة بطريقه لا مبالية، وأيضا رأت أن معظم البنات يرتدين ملابس قصيرة و تتعالى اصواتهن ، وهذا مالم تعتاده منى أيضاً ، فهي معتادة على الهدوء والرزانة، وتتسم بالخجل الشديد.. حمدت الله عندما رأت الغرفة أخيراً، كانت بالقرب من غرفة الاشراف، بابها وشبابيكها مهترئة،،، توجد فتاتان في الغرفة تبادلت الفتيات التحايا والتعارف، كانت إحدى الفتيات تدعى أروى وهي و في الصف الثاني معمار أيضاً، والأخرى تدعى هديل، تم قبولها هذا العام في كلية الاداب مع إحسان ، أدارت منى رأسها حولها فرأت أن الغرفة بها ثلاثة سرائر مذدوجة، مما يعني أنهم سوف يتشاركن الغرفة مع أربعه فتيات،، تمنت من داخلها أن تستطيع التعايش معهن ...
مر ذلك اليوم بسلام ، عدا أن منى لم تستطع النوم بسبب حنينها لأهلها،، والتفكير في حالهم..
صحت على أصوات عالية، فهي لم تعلم متى وكيف نامت، آخر ماتتزكره هو أنها أدت صلاة الصبح وحصنت نفسها ..
ندهت عليها إحسان: بت يا منى قومي اشربي الشاي أنا جهزتو.. بالبويلر(السخان) بتاع أروى😍
كانت منى تنظر لها ببلاهة ، وهي تفرك عينيها كي تتأكد أن هذه هذا الصوت العذب وهذه الكلمات المنمقة التي تشبه بنات البندر وتفوقهن في الاسلوب تخرج من فم إحسان!
أكملت إحسان: قومي حبيبتي ، الشاي ما يبرد عليكي 😊
نهضت منى من مكانها، وإقتربت من إحسان وهي تحدثها بصوت منخفض حتى لايسمعنها بقية الفتيات: إحسان يابت، مالك بتلولوي في الكلام كدي!؟😕
إحسان: منى، نحن ما في البلد، جينا العاصمة لازم نجدع توب الريف دا، ونندمج في المجتمع، ماشوفتي انا كنت بحضر الراديو طوالي وبقرأ كتير علشان اتثقف واطلع من البيئة المقرفة الكنا فيها دي!
منى وعلامات الصدمة وخيبة الأمل بادية علي وجهها: يابت إستهدي بالله، والنسى قديمو تاه يختي😓.
أروى تقاطعهم بمزاح :إنتو بتوسوسوا وتقولوا في شنو؟ لو الكلام فينا نحن مآعآفين ليكم على فكرة😅😂
ضحكت الفتيات مع اروى التى قالت: أمبارح نمتوا وما عرفناكم علىباقي البنات المعانا، دي شذى، تقرأ تربية في سنة تانية، والجنبها ديك مها تقرأ معمار معاي في نفس الدفعة، كدا خلاص عددنا إكتمل، وانت يا منى انا سنيرك في الجامعة لو إحتجتي أي شئ تعالي لي...
مها: اها يا الحنونة قومتي خلاص على حركاتك😏
تجاهلتها أروى وأخذت حاجياتها وتوجهت إلى المغاسل فهي تود غسل ملابسها، كانت منى تحاول إشغال نفسها عن النظر إلى البنات ، أما إحسان فقد خرجت من الغرفة وهي تتجول لتتعرف على معالم الداخلية..
حان وقت صلاة الظهر، ذهبت منى الحمامات وبعد معاناة وطول إنتظار تمكنت من الإستحمام وتوضأت توجهت ناحية الغرفة أدت صلاتها وجلست تقرأ ماتيسر لها من القرآن ثم أخذت تسبح وتستغفر الله وتدعوه أن يوفقها ويسدد خطاه ويثبت قلبها💓
حتى سمعت المشرفة تخبرهم بأن والدها وعمها ينتظرونهم في الإستقبال،، جهزت نفسها وخرجت هي و إحسان ناحية الإستقبال، بعد السلام والسؤال عن احوالهن قام عمها بتسليمها كيس كبير به مؤن غذائية، وقال لها :
دي حاجات بسيطة يابتي ح تكفيكم كم يوم.. وصليها جوة وتعالي نتحرك...
منى: والله ياعمي أتا كدي بتحرجني شديد..
حسن: يابت ولا كلمة بتدور تبقي ذي أبوك، حلف ما اشتريهن قال لي أتا صرفت كتير،، الوالد بحاسبوه علي صرفو علي جناهو! إتو إلا شايفني غريب!
إسماعيل: حسن أخوي إنت ما مختوت لجنس دي، وياها المحرية فيك، خلاص يابت أسمعي كلام عمك😊
حسن: يلا أرح على محاسن انا ضربت ليها من البارح كلمتها، وهي من الصباح تشيل وتضرب مستنيانا..
إسماعيل: خلاص أرح...
يتبع
أنت تقرأ
شر النفوس و لا الزمن🔞
Randomالرواية دي قد تكون جريئة شوية، علشان كدا بنبهك لو ما لونك المفضل إتخطيها�� المقدمة:- أصبحنا نعاني الكثير من المشاكل في عصرنا هذا وكل شخص يرى أن هنالك سبب في تلك المشاكل، بعضهم يعزوها إلى العولمة، وبعضهم الى الظروف، والبعض الآخر يرى أن الجامعات والد...