وضعت تبيان راسها علي كرسي الطائرة وبدأت تتخيل البلاد وهل سترى تغييرا كبيرا عما تتزكره؟؟لان هذه اول زيارة لها منذ سفرها من البلاد..
حاولت جاهدة ان ترسم ملامح البلد..الشوارع المباني الناس..الا انها كانت تعود بمخيلتها الي نفس المناظر التي تركتها منذ 9 سنين..
قطع حبل تفكيرها اصوات ضحك وكلام بالقرب منها ..اخذت تنظر للبنت والشاب اللذان يجلسان في المقعدين المجاورين لها ..ويتجاذبان اطراف الحديث الذي من خلاله فهمت ان الفتاة تم قبولها في كليه الآداب وهي ذاهبة للدراسة..
وجدت عزوة في فتاة مثلها خصوصا انها تسافر لوحدها....انتبها لانها تصغي الي حديثهم وتبتسم معهم.. فبادراها بالحديث واخبرتها الفتاة بان اسمها إيمان..وان هذا اخوها أمچد(بتعطيش للجيم >>ماركة الحناكيش او الشهادة العربية) ..فهمت انهما مولودان في الخارج الا انهم كانو يزورون البلاد في كل اجازة..
سألتهم بلهفة كي يحدثوها عن البلد..اخذوا يقصون عليها المستجدات ويوصفون لها العمران
والتغيير الهائل الذي حصل..
لم تحس بالزمن الا عندما سمعت صوت المضيفه يطلب منهم التاكد من ربط الاحزمة لانهم علي وشك الهبوط..في صالة الوصول جالت عيون تبيان في المستقبلين علها تجد عمها صلاح الذي تزكر ملامحه من الصور التي ارسلها لهم..اما هو فقد عرفها واتى يرحب بها..
صلاح :تبيان يابتي ..ازيييك؟؟والله كبرتي ماشاء الله..
تبيان:عمو صلاح ..ازييك..اخبارك وعامل شنو؟؟
صلاح:الحمد لله يابتي كويس..اهلك كيف خليتيهم؟؟
تبيان..كويسين ياعمو بيسلمو عليك..
صلاح:يلا ارح علي العربية..دي شنطك كلها؟؟
تبيان:ايوة ياعمو دي شنطي..بس قبل مانطلع عاوزاك تسلم علي ايمان صحبتي وامچد أخوها(اهم شئ الجيم المعطشة..شهادة عربية وكدا)
بعد السلام والتعارف..العم صلاح يعزم الشباب انو يوصلهم في طريقو، لانهم مابعيدين من شارعو..
فعلا وصلهم البيت الكبير الفخم..واخدوا عنوان ورقم عم صلاح كي يتواصلوا معهم.. وإيمان أعطت رقمها السوداني لتبيان وتواعدتا على دوام التواصل.. .قاموا بوداعهم بالقرب من الباب ووعدوهم بزيارة في اقرب فرصة..
اما في القرية..وصلت السرة وعاشة الي بيت منى..التي استقبلتهما ببكاء وعويل..
واخبرتهم بانها وابيها في انتظار اللوري الذي استأجره رجال الحلة للذهاب للعزاء في العاصمة حتى يسافروا به..
عاشة:يعني العمدة خلاك تمشي تقري؟؟
منى:اي خلاني..ابوي قال ليه بتي مأدبة وانا واثق فيها..
عاشة:ونحن المامأدبين يعني؟؟
السرة:وووب منك يا عاشة القال كدي منو اسع؟؟..تلفي الكلام وتلولويه طوالي
تأتي الحاجه نفيسة (والدة منى) حامله بطانيه قديمة بالية في يدها..تمدها الي ابتها منى والدموع تملأ عينيها التين رسمت حولهما المعاناة خطوط وتجاعيد..
حاجة نفيسة:منى يابتي..خلي بالك في قرايتك ..وزاكري سمح.عشان تجي الأول..وترفعي راس ابوك..وتشيلي الشهادي الكبيرة..وماتشتغلي بينا مابتجينا عوجة..نحن في نص اهلنا..
ونوبايل(موبايل) محمد ود ام البخت (اخو السرة..)عندك لمن تلقي ليك رقم اضربي فوقو ورينا عشان نطمن عليك..
وهنا تولع نار الغيرة والغيظ في عائشة وتكاد زفراتها تحرق الموجودين تقوم بوداع الجميع وتسرع لمنزلها..منى تبكي من الفرح ومن الخوف معا، الفرح بالجامعه ومتشوقة للعاصمة، والخوف من تركها والديها واخوانها خلفها ومن المصير المجهول.
منى:اي يمة بضرب ليكم لمن القى تلفون..اتي ماتشيلي همي.وادعي لي بس..
اسماعيل والد منى في الخارج يعد الجنيهات التي يعتزم أن يعطيها لمنى، و هو يعلم أنها قليلة جدا، كم من الوقت ستكفيها؟؟ماذا ستفعل؟من اين سوف تأكل؟كيف واين ستنام؟؟و تتملئ عيناه بالدموع..
ويتذكر حواره مع حاج علي جاره عندما طلب منه أن يقرضه بعض المال قائلا: سلفني قروش لمن الزرع يتباع ارجعن ليك..البت قبلوها في الجامعه وبدور ادهن ليها..
حاج علي رد وقال ليه:جامعه شنو آآ راجل البتوديلها البت؟؟العمدة ماحدثك وقالك نحن ماعندنا رجالن بخلو بناتهم يكوسن في العاصمة عشان يقرن ويبارن الجنيات ؟؟
اسماعيل: جنيات شنو وكواسة شنو البت شاطرة وبدورها تقرأ عشان تبقالي سند في تربية اخوانها واخواتها..و....
هنا يقطع حبل افكاره صوت إبنته منى، وهي تناديه بصوت تخنقه العبرة..
منى:يابة..يابة..
اسماعيل:اي يابت..بتدوري شئ؟؟
منى:اييآ..بدور اقولك احسان كوركت لي وقالت اللوري برة وبضرب في البوري ارح عليه..
مني تخرج من منزلهم تحمل حقيبة كبيرة وقديمة ، ترتدي عباءة وطرحه كبيرة(ماشاء الله )أدب وجمال..ويرفع والدها الحقيبة في اللوري ويركب المسافرين.. تجلس منى بالقرب من إحسان في زاوية اللوري وكانت نظرات رجال الحلة فيها إمتعاض واستهجان لسفرهما ، ويبدأ الحوار..
حسن شقيق اسماعيل:البت موديها الجامعه؟؟
اسماعيل :أييا.
حسن:ماشاء الله..والله رفعت راسنا بدرجتك العاليه..شدي حيلك في الجامعه عشان تجيبي درجه عاليه كمان..وتبني العماير ..
منى:ان شاء الله يا عمي حسن😊..
يرمقهم العمدة الفكي بنظرة فيها اشمئزازواضح😏..ويتكلم مع حسن بصوت مسموع..
العمدة الفكي:ات آآآ حسن..اللوري دا نحن قاولنا عليه عشان ماشين البكاء..مو كدي 😏؟؟
حسن: آآي كدي ...مالك؟؟
العمدة:شايفكم جايبين لكم عفش في شنو؟؟الراحل منو من الحلة؟؟
حسن:مافي زول راحل..دي منى بت اسماعيل اخوي قبلوها في الجامعة..وابوها سايقها معاه ومعاها إحسان بت خيرالسيد حتها كمان قبلوها في الجامعة 🤗.
العمدة:ومالك فرحان كدي وبتحدث فوقي؟إتو رجال إتو؟؟تبرو لكم بنات للجامعة؟؟
اسماعيل:المرجلة دخلها شنو في الجامعه🤔؟؟
العمدة يتجاهل اسماعيل ويتكلم مع حسن:المرجلة الواحد يقعد بتو في قعر البيت ويخلي امها تعلمها شئ ينفعها..أكان عواسة واكان ملاح..لمن يجيها عدلها وتتخارج😣..
وعلت الهمهمات والتجريح وكل رجل في اللوري يدلي بدله في القصه..مابين مؤيد ومعارض..وينهالوا علي اسماعيل باللوم والعتاب ..بعضهم يسبوا بنات الجامعة..وآخرين يشتمون في اسرهن لتركهن على راحتهن في الاختلاط مع الأولاد بسبب ما يسمى طلب العلم..واللوري عمته الفوضى و علت الاصوات..وهنا تجهش منى بالبكاء للانتقاد اللاذع الذي يوجه لها من الرجال في اللوري..والدها يرد عليهم واحداً واحد..
اخيراً وصل اللوري للمحطه التى يجب أن ينزل فيها الركاب من ضمنهم منى و والدها وإحسان بعد معاناة..ووضعن ارجلهن لأول مرة في العاصمة😍.._
يتبع.....
أنت تقرأ
شر النفوس و لا الزمن🔞
Randomالرواية دي قد تكون جريئة شوية، علشان كدا بنبهك لو ما لونك المفضل إتخطيها�� المقدمة:- أصبحنا نعاني الكثير من المشاكل في عصرنا هذا وكل شخص يرى أن هنالك سبب في تلك المشاكل، بعضهم يعزوها إلى العولمة، وبعضهم الى الظروف، والبعض الآخر يرى أن الجامعات والد...