١٦

1.1K 19 4
                                    


عاد وليد لمنزله بعد غياب يومين..وجد والده في الصالة.. ألقى عليه التحية..
وليد: سلام يا حاج..
صلاح: عليكم السلام..صايع وين ليك يومين؟
وليد بتافأف: كنت مع اصحابي، انت عارف الامتحانات قربت..
صلاح: انا مسافر بعد اسبوعين كدا، داير منك تعلم تبيان السواقه..
وليد وقد بدأ الغضب على ملامحه: شنوووو؟!
صلاح: ومش كدا وبس، من بكرة ح توديها معاك الجامعة وترجعها...
وليد: لالالا دا كتير كدا.. السواقه أوديها اي مدرسه تعليم سواقه..والجامعة عندك السواق يوديها ويجيبها..
صلاح: انا ما كلمتك علشان عاوزك تديني  خيارات.. انا بأمرك وعليك تنفذ، او جيب مفتاح العربية هنا وامشو انت وهي مع السواق..
كانت صدمة لوليد الذي لا يود التعامل مع تبيان، لم يشأ أن يذيد الأمور سوء مع والده لذلك قرر الذهاب لغرفته بعد ان وافق مرغماً،،كان يتوعد في نفسه أنه سوف ينتقم منه..
كان يود عبور الممر نحو غرفته  عندما أتاه صوت بكاءها، وهي تتكلم من بين شهقاتها وكان واضحاً أنها تبكي.. كانت تقول:
انا بس لو أفهم عملت ليهم شنو! والله كنت بحبهم شديد، وجايه من هناك متفاءلة،، ولو كل القصه أن وليد ماعاوزني كزوجة، انا مازعلانه، بالعكس نكون أخوان ..لكن لو في سبب تاني ياااارب أعرفو، علشان لو غلطت في حقهم أعتزر ليهم علشان يسامحوني،،كانت كلماتها تنحت علامات في قلب وليد الذي أبداً لم يضعف من كلمة أو يهزه موقف، فقلبه لا يعرف الرحمة أبداً،فتح باب غرفتها بهدوء وهو يود معرفة ذلك الشخص الذي تحكي له..إلا أنه ذهل عندما وجدها  جالسة علي السجادة  تناجي الله وتتضرع له، وقف يسمع بقية دعاءها: يارب لو زعلانين مني علشان حاجة انا ما عملتها يارب تسامحهم..وانا ماعاوزة أخرب حياتهم.. عم صلاح طيب، وانا ماعاوزة ازعلو ويطلق خالتو رجاء ياااارب ساعدني
اول مرة يحس بندم تجاه شخص ما،،خرج نحو غرفته وقلبه يكاد ينفطر،لقد سمعت كلامهم عنها ،وكانوا يتعمدون إذلالها، ويسخرون من تحملها لأسلوبهم، وهاهو يكتشف أنها تستحملهم لاأنها لا تود أن تكون سبباً في أي مشكلة بين والديه أو بينهم وبين والدهم ولا اي سبب في تدمير أسرتهم،، كيف لشخص أن يكون متسامحاً هكذا؟؟

لم تتمكن إحسان من النوم، فهي لازالت غير مصدقة ماحدث معها في خلال اليومين الماضيين..ماذا لو كان وليد يلعب بها؟! كيف تتصرف؟ ماذا ستخبر والدتها؟؟
كيف سيكون رد فعل أهل قريتها؟
علاقتها مع منى توترت جداً، يجب أن تقربها منها، ليس من مصلحتها عداوة منى فقد تبلغ أهلها عن تحركات إحسان ، يجب أن تحرص، سوف تطلب من المشرفة أن تبدل غرفتها، حتى تبتعد عن مراقبة منى...
و عليها أن تجبر وليد أن يتزوجها، أو تتركه، لكن من أين ستحصل علي المال؟ فوالدتها تعمل في (الحواشات) باليومية،، وما تجنيه لا يمكنها حتى من أن تأكل، إذاً ليس أمامها إلا أن تستحمل وليد، لكن غداً يجب أن تحاول إرغامه علي الذهاب معها للمحكمة كما وعدها وعقد قرانهما😯

لم ينم وليد  جيداً في ليلته تلك من شدة التفكير في تبيان،إستيقظ صباحاً وجهز نفسه وذهب لغرفتها وطرق لها الباب...
تبيان: إتفضلي يا صوفي..
تبيان منذ حضورها هنا ممايقارب ال4 أشهر لم يقدم أحدهم على زيارتها  في غرفتها غير صوفي.. طرق وليد مرة أخرى..
تبيان: اتفضل!!
كانت تسرح شعرها ...إعتزر وليد ووقف مواجهاً لها بظهره:
آسف إنت قولت لي إتفضل، بس كنت عاوز أقوليك انا منتظرك برة علشان نمش الجامعه مع بعض..
كانت الدهشة وعدم التصديق باديان على ملامح تبيان😨
تبيان: نعم!
وليد: منتظرك في العربية لو ماشة الجامعه😅
تبيان وهي تحس بعد الراحة : أ ايوة ماشة ثواني ونازلة..
كان وليد ينتظر تبيان في السيارة ، ويتذكر مناجاتها لله في الليلة الماضية و يحس بتأنيب ضمير نحوها..
تبيان : هيييي، لو ح تسوق وانت سرحان كدا انا أفضل أركب أمجاد😂
وليد وهو يبتسم: معقول تركبي أمجاد وانا موجود! واساسا ماشي الجامعه؟💔
تبيان: تسلم ياسيدي، لكن كنت سرحان لدرجة ما حسيت بي لما جيت ركبت😂
تحدثا كثيراً، لأول مرة..كان كل منهما يقارن الشخصيه التي أمامه بالشخصيه التي في مخيلته، وكانت الفروقات شاسعه!
وليد: يلا يا ستي وصلنا الجامعه، أديني رقمك و ح ارن ليك تحفظي رقمي، البخلص اول يكلم التاني، انا بخلص على الساعه4 كدا😊
تبيان: لالا ما تهتم بي، شكراً ليك، أنا بقعد مع صاحبتي نقرأ لحد المغرب، وممكن أركب أمچاد ..
وليد: يا بت سيبي عناد، لو رجعتي بأمجاد عمك ح يطين عيشتي..أهون عليك؟!😓😅
تبيان : لالالا خلاص بينا تلفون😊
نزلت تبيان من السيارة وتوجهت نحو القاعة،، إنفتح باب السيارة وخُبِط بعنف أفزع وليد..
إحسان: أنا منتظراك جنب الباب وانت قاعد هنا خالط! بتعرف تبيان من وين!؟
وليد: أحب الغيوووور، وأموت في الغييييرة😍
إحسان: ما تحاول تغير الموضوع، شايفاك أنا بتتضحك معاها وشكلك أديتها رقمك😡
وليد: فعلاً أديتها رقمي، ولعلمك ح أوصلها الجامعه وارجعها كل يوم،، صمت قليلاً وهو يرى ردت فعلها، عندما بدأت دموعها

بالإنحدار أكمل:بس ما تخافي ما لأني بحبها،،دي بت عمي وساكنه معانا في الببيييييت😹
تنفست إحسان الصعداء ومسحت دموعها....
وليد: أيوة كدا💓 ويلا ورانا محاضرات أشوفك بعد الساعه 4..نمش الشقه نقعد لينا خمسة كدا، ومع المغرب أرجعك..
إحسان: الشقه تاني يا وليد! خلينا نتونس ساي بدون🔞
وليد: أهااااا، عاوزة تزعليني منك ليه؟ إنت مرتي، وانا ليك مزاج فيك😯
إحسان: وموضوع العقد إنت مش وعدتني؟..
وليد: انت ما واثقه فيني؟؟ وعدتك لكن أصبري شوية عندي مشاكل مع أبوي، يلا نلحق المحاضرات، علشان الساعه 4 نتحرك💓
إحسان:.........
وليد: الساعة 4 انا بكون هنا في العربية، إذا حابة نكمل مع بعض تعالي، ماحابة ماتجي😏
إحسان وقد خافت من أن يتركها: لالا ح اجي، بس انت ماتنسى قصة العقد ..نمشي المحكمة بس ماعاوزة اي شي غير كدا...
وليد: إنت ظبطيني وانا بظبطك😉
ماشة وين يا حنينه!
خلي أملك في ربك
وعديها المساحات الحزينة
خلي عنوانك هو أدبك
والعفاف لأخلاقك يِزِينا(يزينها)...

يتبع....

شر النفوس و لا الزمن🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن