السادسة مساءً، الغيوم متموضعة في السماء تستحبّ وجودها الرماديّ القام الخلاّب، لون السماء الذي يحول نحو البنفسجيّ الخافت يسمح لأشعة الشّمس البرتقالية في هذه اللحظة بانتقاء لونها بجدارة جاعلة رؤيتها تسرّ الناظرين و تبعث شعورا من الحزن و السعادة معا في قمة نشوتهما.شيء كما يقال عنه يشبه اليوفوريا...
لطالما أخبرتُ نفسي أن أفضل وقت في اليوم يكون من الثالثة مساء إلى السادسة، و لم أخطئ يوما حين أستشعر كل تلك الأحاسيس المتعدّدة في ذاك الوقت.
تنفّستُ ببطئ مصفّيا ذهني من الجوّ الجميل و مركّزا على كيفية إخراج فايلي من منزلها بالسّر...
ماذا؟ نحن في سنّ التّمرّد! إن لم نطلق العنان لعنادنا و افتعال المشكلات الآن سنندم لاحقا! أعني على كل مراهق الحقّ في فعل أشياء لم يتخيّل له يوما أنه سيقوم بها، بهذه الطريقة تصبح فترة حياته تلك مؤرّخة لا تنسى.
اقتربتُ من النافذة المنخفضة من بين الثلاث الأُخر، آمل فقط أن غرفتها لن تكون واحدة من العلويتين فوق، و إلا اضطررتُ للتّسلّق و هذا أسوء شيء.
أنا على وشك المخاطرة من أجل فتاة تعلمت معرفتها منذ أربعة أيام! مالّذي دهاني بحقّ؟!
ليس و كأنني لا أستطيع الاستمتاع بدونها أو شيء من هذا، إنّه فقط أنني أريدها أن تنسجم معنا مثلما فعل كل واحد منا في البداية، لا أن تخال نفسها دخيلة مثلما تظن، و فرصة المبيت عند إيزا هي المثالية للوقت الرّاهن، لا أصدّق أن فرصة كهذه ستُهدَر بسبب نبش شجار سيعالج بعد يومين بينها و بين أمّها، كما أنني متأكّد أنّ الشجار يتحدّث عن الدّم الأسود دون شكّ، لذا أرِيدها أن تستمتع، أن تعيش لحظتها الراهنة و لو آلت إلى فشل كبير، ستكبر و تضحك على الفشل الذي أقحمتها فيه، هذا ما أفعله لشخص يعتبر صديقا حقيقيّا بالنسبة إليّ، أساعده في إخراج السيّء المجنون فيه، إنه يفلح في كل الأحوال.
و ربما جزء لأجلي أيضا، أنا لا أستطيع الاستمتاع كاملا بدونها، شخصيتها ضربت على عقلي بقوّة...
النافذة الأولى كانت الأكثر انخفاضا، يمكنني الوصول إليها و أنا بطولي هذا، كانت بين الشجيرات و أوراق الأغصان، لذا وجب عليّ الانحناء و التقدم نحوها خلسة، حمدا للرّب لا أحد في الوقتِ الرّاهن ليرى القرد في داخلي...
حاولتُ رؤية شيء ما، كانت الرؤية صعبة بعض الشيء فالحديد على النافذة و المحابس تغطّيها، رغم هذا استطعت لمح الأساس: طاولة مستطيلة، أوانٍ فوق حديقة المطبخ و خزانة تعجّ بالأرفف، دون شكّ، الكل يعرف ما هذه الغرفة.
انتظرتُ قليلا لربّما تظهر فايلي، و كما أنّ الإله سمع أمنيتي فحقّقها في لمح البصر، دخلت فايلي المطبخ، كنتُ مستعدا للهمس باسمها لولا دخول أحمقها معها.
أنت تقرأ
ظل ظلامها: سيئان.
Fanfiction"أنقِذني جونغكوك، انتشلني من ظلامي." الطريقة التي اقتحمت فيها حياتي، و كيف طلبت مني إنقاذها... "سأفعل، سأفعل." لم يكن علي سوى الخضوع... "لا تنكرِ ذلك، أنتِ حقيرة و تعلمين ذلك، لديكِ شخصية حقيرة و أنتِ أشدّ علما بهذا، لا أدري من كنتِ قبل أن ألتقي بكِ...