نظرتُ للمرّة العاشرة في الدّقيقة إلى ساعتي التي تشير إلى العاشرة و النّصف مدلّكا صدغي بملل، أكادُ أجنّ من تصرّف الأمّ و ابنتها! و يبدو أنني لستُ الوحيد الذي يعاني هنا، فعمّتي تنتظر قدوم السّيّد بارك بفارغ الصّبر حتّى تشغل نفسها بأشياءَ أخرى غير سماع التّأنيب و التّواقح من الاثنتين.ها هو الأمر، حين يعمّ الهدوء تشرعُ الوالدة في تأنيب الإبنة، الابنة تجيب بتواقح و تنفي تهمتها بإصرار، لكن الأمّ لا تصبر و تهدّدها بالسّرّ بينهما أمامي و أمام إيري، فتُسْتَفَزُّ الإبنة فتصمت لثلاثين ثانية على الأكثر، و إذا بالسّيناريو يتكرّر عشرة مرّات في الدّقيقة...أجل! في كلّ مرّة يسترق بصري الانشغال بساعتي يكون ذلك انتهاءً لواحد من شجاراتهما.
كيف لهما العيش في بيتٍ واحدٍ معا؟ هذا غير معقول أبدا!
_"كنتَ تريد حبيبة مميّزة، لقد حصلتَ على واحدة تفوق التّميّز بمراحل!"، تمتمت العمّة إيري نحوي لأدير رأسي نحوها بانزعاج:
_"إنها ليست حبيبتي، بل صديقتي المقرّبة."
_"أوه حقّا؟ لم تبدوا كذلك حين كنتما تتعانقان بحبّ و شغف."
_"هذا يصبحُ مزعجا بحقّ! لِمَ الكلّ يظنني معجبا بها؟ أنا بالتّأكيد لستُ معجبا بها! أساسا لِمَ أعجب بها؟ لعينيها و ابتسامتها مثلا؟ مستحيل! لشخصيتها؟ مستحيل الاستحالة! لأنني أحبّ التواجد برفقتها؟ مستحيل استحالة الاستحالة!"، هتفتُ في أذنها لترفع لي حاجبا تلاحظ توتّري الواضح:
_"أنتَ معجبٌ بها."
_"أجل!"
_"و تريد إيقاف إعجابك."
_"هي لديها شخص بالفعل!"
_"لو لم تكن في علاقة، هل كنتَ لتريدها كحبيبة لك؟"
_"لا، لأنني حبيب سيّء، أدري تماما أنني و إن حصل ذات يومٍ و كنتُ عشيقها المعشوق، لن أهتمّ بها، لن أبحث عنها و لن ألقيَ لعنة لمشاكلها الصّغيرة، لن أراعي تفاصيلها و لن أحاول إفراحها إن كان ذلك سيحزنني أنا، لأنني لن أضع أيّ أحدٍ في مقدّمة حبّي لنفسي، و بهذا هي لن تكون سعيدة معي."
_"إذا أنتَ تريد من نفسكَ أن توقف إعجابكَ لكي لا تؤذيها و لا تحزنها، لأنّكَ معجبٌ بها!"
_"غريب لكن...أجل."
_"إذا استيقِن أنّكَ ستحبّها أكثر من الآن فصاعدا."
انتحبتُ على حظّي الحيوان ضاربا رأسي مع الحائط الخلفيّ:
_"لقد ساعدتني كثيرا هذا واضح!"
_"اسمعني يا بنيّ..."، قالت لتعدّل جلستها، و للفور علمتُ أنها محاضرة طويلة تجهّزها:
_"أنتَ أخبرتني ذات يومٍ أنّكَ مميّز و فريد من نوعك، و ما يلزمكَ هو شخصٌ مميّز و فريد من نوعه أيضا، أخبرتني أنّ عبارة'السالب و الموجب ينجذبان.' لا تؤمن بها و لا تنطبق عليكَ أساسا لأنّكَ بالفعل مميّز و فريدٌ من نوعكَ..."، أمسكت يداي لتكمل:
أنت تقرأ
ظل ظلامها: سيئان.
Fanfic"أنقِذني جونغكوك، انتشلني من ظلامي." الطريقة التي اقتحمت فيها حياتي، و كيف طلبت مني إنقاذها... "سأفعل، سأفعل." لم يكن علي سوى الخضوع... "لا تنكرِ ذلك، أنتِ حقيرة و تعلمين ذلك، لديكِ شخصية حقيرة و أنتِ أشدّ علما بهذا، لا أدري من كنتِ قبل أن ألتقي بكِ...