كاذب.

34 3 5
                                    


_"و أخيرا شرفتنا جلالة المؤخرة! أين كنتَ؟ من المفترض أن تأتي قبل حصتين!"، نطقتُ بحدّة، كنتُ سأصرخ على جيمين وسط القسم لكنني استعدتُ وعيي في آخر دقيقة، السمعة ثم السمعة حتّى و لو كان فاقدا للذاكرة.

لقد عُفِيَ من التواجدِ داخل الثانوية في الصباح لأنه لا يتذكر شيئا من دراسته، بينما استوجب وجوده للحصص المسائية، لقد مرّت حصّتين بالفعل لكن الفتى لم يظهر حتّى الآن!

تقدّم ليجلس بيننا نحن اللذين نشكل دائرة في الخلف تحتوي على الأصليين، تحديدا الكرسيّ الشاغر بجانبي.

_"كنتُ أجاري نملة معجبة بي، أصرّت على أن أعطيها قبلة لذا فعلتُ ذلك لكن الامر لم يجرِ على ما يرام."

_"أنتَ تعني أنّكَ سقطتَ أرضا و جرحتَ ركبتكَ؟ أوه كم أنتَ مسكين!"، انتحب ريجي على صديقه.

_"مسكين قصير قزم مجهريّ."، أردفت فايلي دفعة واحدة بحماس مبالغ، هي بالفعل تستغلّ حقيقة أنه لا يتذكّر شيئا كي تقوم بكلّ الممنوعات التي كانت تتردّد في فعلها حين كان متنمّرا أحمقا...أعني هو لا يزال أحمقا...

_"لستُ قصيرا! إنّما الأرض لا تحتمل بعدي عنها لذا جعلتني بطول حتى تستطيع تمييز ملامحي عن بعد."

_"إذا أنتَ قصير."

_"لا تتدخّلِ في شؤوني! لازلتُ لا أدري كيف صاحبتكِ قِبَلا!"

ربّتت على كتفه قائلة بابتسامتها المثيرة:

_"صدّقني أنا أيضا لا أدري كيف فعلتُ ذلك، كما أنني أتمنى من كل قلبي حين تسترجع ذاكرتكَ أن تنسى الجزئية التي أنتَ فيها و بذلك تنسى تصرّفاتي العجيبة."

صغّر عيناه بشيء من التّركيز قائلا:

_"أظنّ أن الكثير أخبروكِ بجمال عيناكِ، لكن هل قال لكِ أحدهم أن ابتسامتكِ مثيرة؟ أعني لقد لمحتكِ كثيرا و في كلّ مرّة تبتسمين لا تنمّين سوى الاثارة، لِمَ لا وجود للّطف في ثغركِ هاه؟"

_"هل أنتَ تتغزّل بي؟ إيزا!"، صرخت في نهاية كلامها لينقضّ جيمين شادّا على رأسها دافنا إيّاه أمام أول جسم بجانبه...أنا...

استدارت حبيبته ليبتسم نحوها بتوتّر ممدّدا شفتاه في قبلة هوائية، ناظرته بفراغ مشكلة ملامح تقزز لتستدير نحو صديقاتها، بينما وجه فايلي كان على ساقاي بطريقة غريبة، سماتها مدفونة في فخذاي بينما إحدى يداها تحاول الوقوف بها و الأخرى تضرب يد جيمين المتموضعة على فروة رأسها تضغط عليها ضدّ فخذاي...هو يخنقها تحت أنظاري.

_"تعلم إن استمريّت هكذا ستموت الفتاة."

ألقى جيمين نظره بطرفة عين نحوها ثمّ سألني في شكّ:

_"هل يستطيع المحققون استخراج بصمات أصابعي من خلال شعرها؟"

_"للأسف، نعم."

ظل ظلامها: سيئان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن