أوبس! غلطتي...

39 6 2
                                    


نزل ريجي من مصطبة السبورة و القسم كله ضحكات متتالية متعالية، أنا عن نفسي أدمع من الضحك!

لقد قدِم إلى الثانوية، شفتاه يسودهما احمرار وردي لم يذهب بعد، أعلى خديه شيء من الأصفر القاتم يلمع من بعيد، أخبرني أنّ اسمه الهايلتايتر، أرنبة أنفه تسودها احمرار طفيف لكنه ظاهر على الرغم من ذلك، عيناه حولهما أظلال من السواد إضافة إلى شيء بنفسجِيّ فوقهما، دون نسيان اللمسة الأخيرة، حاجباه المرسومان بالقلم!

هو ولج إلى القسم بالقلنسوة تغطي كامل وجهه و القناع إضافة إلى إنزاله لرأسه في كل الأحاديث، و الآن أستاذ الرياضيات أرغمه على نزع القناع و القلنسوة فوق مصطبة القسم لأن ريجي رفض الامتثال قبل قليل بطريقة وقحة.

_"حسنا الآن اصمتوا علينا إكمال الدّوال في أسرع وقت."، تحدّث الأستاذ بصرامة.

كنت أجاهد لعدم إخراج الضحكة العالقة في حلقي و أنا أناظر رايان التي تهتزّ في مكانها بسبب ضحكتها المكتومة.

مع نزول ريجي من المصطبة، تنهد بضيق، و رغم أن لا شيء مضحك في تنهيدته، إلا أننا كنا ننتظر شيئا صغيرا لننفجر بالضحك مرة أخرى، يا إلهي ريجي لا يُصَدّق!

_"برواهاهاها."، بصوت جد عال أطلقت العنان مع جيمين و رايان و فيرونيكا التي استمتعت بالوضع بشدة.

ضحكاتنا جعلت القسم يضحك من جديد بأعلى صوته، لم يمر كثير من الوقت لتفتح أستاذة القسم المجاور الباب تطلب من أستاذ الرياضيات إسكاتنا لأننا نشوّش على القسم المجاور.

_"حسنا توقفوا لا تضحكوا على حب..."، قاطعت فير نفسها بنفسها حين وعت على ضرورة عدم قولها أمام الأستاذ.

_"على حبيس الدالة الشفعية."، صححت.

_"و اللعنة اخرسوا جميعا!"، صاح بها الأستاذ حانقا أكاد أرى الدخان يخرج من أذنيه.

توسعت أعيننا بدهشة للعنه وسط الحصة، بينما توسعت ثغورنا أكثر للباب المفتوح نسبيا على المدير.

_"توقفوا عن ضحكاتكم السخيفة هذه، احترموا لعنتي التي أمامكم أيها الطلاب! كبروا عقولكم قليلا بحق الرب فوقنا!"، صرخ مرة أخرى بقوة و ساد الصمت في القسم.

_"صوت آخر، و كلكم في مكتب المدير."، حذر لآخر مرة قبل أن يلتف نحو السبورة يكمل الكتابة عليها.

_"أظن أن هذه المرة ليس نحن من سيذهب للمدير، لكن المدير من سيأتي إلينا يا أستاذ."، علّق كريستيان بابتسامة.

المدير دخل القسم، و أول ما فعله هو إلقاء جملة صغيرة علينا نحونا:

_"الضحك وسط الحصة و أمام وجه أستاذكم يعتبر قلة أدب أيها الطلاب."

لم يتأخر حين أضاف:

_"لكن اللعن أمام التلاميذ بتلك الطريقة يُعَدّ أسوء يا أستاذ، هلا تبعتني إلى مكتبي باحترام؟"

ظل ظلامها: سيئان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن