لا، عقاب.

76 10 8
                                    


ساعتين قد مرّتا من الدرس؛ و لم تنبس فايلي بشيء لِي، أتذكر أنها أخبرتني بِواجِب إفهامي ما حدث البارحة لكِن ها هي ذا تتجنبني و لا يبدو ذلك طبيعيا أساسا؛ ففِي الأصل لا أنا أتجنبها و لا هي كذلِك، نحن فقط لا نتكلم مع بعضِنا بل زميلي قسم بسيطين.

بِما أنني ذو كرامة و كبرياء ديناصور لا حدود لهما، لم أساعد في لم اتِّصال العينين أو ما شابه، و إذا بساعتان أخريتان قد مرتا و أنا مازلت أجري في فضولي لا أصل لِنقطة نِهاية سباقه بعد.

_"جونغكوك! الأستاذة تكلمك!"، صوت شبه تأنيب رايان انتشلني من شرودي غير المهم رابِطا أعضائِي و جارّني نحو أرضِ الواقِع.

قلِيلة ثوانيها و قد استعدتُ رشدِي قائِما على هذيان لا أعرِف ماذا:

_"هاه؟ أين ماذا؟"

استغربت ما قلتُ لِتسأل:

_"ماذا ماذا؟"

_"أنتِ ماذا ماذا؟!"

_"مالّذِي...ماذا؟"

الترجمة لِلكلام السابِق:

'أين هذا الذي يكلمني؟'

'عن ماذا تتحدث؟"

'أنتِ عن ماذا تتحدثِين؟ الذِي يكلمنِي؟'

'مالذِي تتحدث عنه و من الذِي يكلمك؟'

انتهت حلقتنا لليوم فِي ترجمة الأقوال، نتمنى أن نكون عِند حسنِ ظنكم و نتمنى أن تتوقف سذاجتي التي تتضاعف في أسرع وقتِِ ممكِن!

ضحكات انطلقت من أفواه الطلاب و كان لهم كل الحق، فقد بدونا كطِفلين ضائِعين وسط مدينة الحلوى ندِير بِرأسينا يمِينا و يسارا.

لِحسنِ حظِّي أستاذة العلوم لِطِيفة ضحِكت دون أي إِنذار، لم تلبِث إلى أن أعادت سؤالها:

_"لقد قلتُ، عرِّف لِي الكائِنات المِجهرِية."

_"هِي عِبارة عن كائِنات حية صغِيرة لا ترى بالعين المجردة مثلا: بارك جيمين."

أطلقتُ ضِحكة مكتومة منبعِثة مِن بين الثالِث و الأربعِين طالِبا آخر قد ضحِك، جِيمين صُدِم بمعنى الكلمة، أعلم أنه لم يستعِد لِفضِيحة كالتِي قمتُ بِها لِلتّو، أرسل المعني نظرات قاتلة جعلت الجميع يخرس، حتى رايان لم تتحدى جيمين.

بِسرعة ألقيتُ نظرة على فايلي و ياللصدفة! لقد كانت تحملِقنِي أيضا بابتِسامة، تحولت هذه الأخِيرة لِأخرى متوترة بلمح البصر ثم أدارت رأسها ممثِّلة فرك شعرِها الأسود الدّاكِن.

بالعودة دقيقتين للوراء، فايلي تملِك ابتِسامة مميّزة كخاصتّي، فهِي تظهِر غمّازتها فِي الجانِب الأيمن لِخدّها أيضا، الفرق الوحيد هو أنني أسيطر على ابتسامتي إن أردتُها لطِيفة أو مثِيرة أو ساخِرة أو...

ظل ظلامها: سيئان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن