جرعة جنون معها.

44 6 1
                                    


_"هيا، لا يوجد غيرنا في الممرات!"

_"لا و ألف لا، لا تقترحِ أشياء كهذه مرة أخرى، مفهوم؟"

_"ألست أنت من تحب هذه الأشياء؟"

_"أنا لم أصل إلى هذه الدرجة من السخافة لذا لا تحاولي!"

بقيت عشر دقائق لتتكون عقارب الساعة على الخامسة و النصف و بهذا نهاية الحصص الدراسية لليوم، و فايلي تحاول بكل قطرة دم و لحم و شحم تمتلكها أن تقنعني بنزع حذائي و القيام بسباق في الممر الرئيسي ثم ننهيه بانزلاقات طفولية.

أنا لا و لن أقوم بهذا أبدا!

أمتلك ثلاث إنذارات حاليا، إن وصلت لخمس فعلي مقابلة المدير مرة أخرى و هذا الأخير لن يتساهل في عقابي مرة أخرى.

الآن، بصفتي لا أعرف فايلي سوى من ثلاث أيام سؤالين وجيهين يحومان حول رأسي، تماما كالعصافير التي تحوم حول توم و جيري.

السؤال الأول هو كيف من غضبها علي قبل قليل و أنا من كان يجب علي الجري ورائها محاولا إقناعها بضرورة مسامحتي، تحول الأمر إليها هي من تحاول معي و تجري ورائي...

بينما أبحلق فيها، رجعت دقائق للوراء إلى لحظة تحذيرها لي بأن أتبعها بينما كنت سأفعل ذلك، لنقل أنني لم أتراجع عن قراري رغم وجه السفاح الذي اقتنته، بقيت معها و أنا أقوم بكل جوارحي بإضحاكها و تسليتها بشتى أنوع الطرق، خصوصا أنه لا يوجد غيرنا في آخر ساعة هنا.

عموما آخر حصة دائما ما يكون الجميع متعبا و كسولا جدا لإثارة المتاعب و إطلاق روح المشاغبة خاصته، لذا لا طالب يتجول في الممرات بل معضمنا يكون يفكر في السرير الذي ينتظره في غرفته المنزلية.

على غرار هذا، يكمن في هذا العالم الواسع الشاسع المتواسع كائنان غريبان يخترقان حضر التجول في هذا الوقت، بالتأكيد لا أعني أحدا.

و بهذا وصلت إلى استنتاج منطقي لكيف انقلبت الأحوال بيني و بين ذات العينان التي لم أحدد لونهما بعد.

السؤال الثاني الذي لم يبرح يجاور الأول و أظنه أعقل سؤال قد طرحه عقلي منذ اللحظة المقدسة التي وُلِدتُ فيها؛ إذ كانت فايلي تلك الطالبة المثالية ذات العلامات الممتازة و السلوك الحسن، كيف لها أن تقترح علي أن نقوم بسباق في الممرات و نحن عراة الأقدام؟ ماذا بها؟

حتى أعلم إجابة هذا السؤال، ما كان علي سوى:

_"فايلي؟ أي دودة قامت بقرصك حتى تفكّرِ بإلهاء كهذا في آخر عشر دقائق من السكر داخل هذه المدرسة الحلوة و أنت الطالبة المثالية المتفوقة؟"

عيناي كانتا تمثلان الغباء، هذا أكيد، الغباء و الحمق، و ربما قليل من بهارات الفراغ السائد أيضا.

_"لو أخبرتك بالسبب هل ستقبل بالسباق؟"، بعد تنهيدتها الثقيلة سألت.

_"لا!"

ظل ظلامها: سيئان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن