البارت التاسع والعشرين (حياة الروح)

747 33 33
                                    

تفتح عيونها ببطء، ثم تغلقهما مرة أخرى سريعاً نتيجة لضوء الغرفة، تفتحهما مرةً أخرى، لتجد نفسها فى غرفة بيضاء، و فراش أبيض و حولها أجهزة طبية و يتصل خرطوم المحاليل إلى يديها و على فمها غطاء أكسجين، تنهض ببطء، فتشعر بثقل رأسها و تضع يدها على رأسها من شدة الألم، هى لا تتذكر شيء و لا تتذكر كيف جاءت إلى هنا، ما الذى أوصلها إلى هذا الحال السيء، ظلت تنظر حولها لفترة تحاول أن تستوعب أى شيء، للحظة و بدأت ذاكرتها ترسم أمامها ماحدث فى شريط عرضي، من حادثة مالك و موته، لزواجها من آسر و فقدناها جنينها، و لكنها إستنكرت فكرة موت مالك و موافقتها على الزواج من آسر رغم الحب الذى تكنه لمالك، و عندما وصلت بها الذاكرة لاستعراض يوم وفاة حبيبها، أغلقت عينيها من شدة الألم و ظلت تصرخ بشدة، حتى سمعها من بالخارج، فدخلوا مسرعين لإغاثتها...

ممرضة :- المريضة فاقت..
الدكتور(أسرع):- حقنة مهدئة بسرعة..

بعد قليل إرتخى جسد لينا على الفرش، فأمر الطبيب أحد الممرضات أن تُبلغ أحداً من عائلتها، بأنها إستعادة وعيها، كى يحضروا لها.

فى الصباح، فتحت لينا عيونها و رأت نفس المشهد ولكنها لم تصرخ هذه المرة، نهضت بهدوء، و نظرت من حولها، فلم تجد أحد، فقررت أن تنهض، و لكن قبل نهوضها وجدت باب الغرفة يفتح بهدوء و تطل رأس سيلا منها، فعقلت لينا بصرها بها و هى تنظر لها بنظرات معاتبة ..

*عندما أخبرت الممرضة أهل لينا بإستعادها للوعي، فرحوا، فقرر يوسف الذهاب لها صباحاً هو و زوجته، نظراً لتأخر الوقت وقواعد الزيارات بالمستشفى، فقررت سيلا الذهاب معهم..
عندما دخلوا غرفتها صباحاً وجدوها نائمة، فلم يُريدوا إزعاجها، فمكثوا فى قاعة الاستقبال حتى إستيقاظها، و عندما طال الوقت، ذهبت سيلا لكي تراها، فأدخلت رأسها بحذر من فتحة الباب كي تراها مستيقظة أم لا، ف جدتها تجلس على السرير، فإبتسمت فهدوء و دخلت مسرعة، تضمها إليها..

سيلا :- حمدلله على السلامه يا لى لى،كده يا شيخه تخضينا عليكى

لم ترفع لينا يديها لتضمها، و لكن سالت دموعها على وجنتيها قهراً، فهذه هى صديقتها و أختها منذ الصغر، كيف وصل بها الأمر إلى قذفها من أعلى درجات السلم.
إبتعدت عنها سيلا  ،و لاحظت تغير نظرات لينا و دموعها، فقلقت عليها...

سيلا (بخوف) :- لينا، مالك فيكى حاجه، حاسه بحاجه، أنادى الدكتور طيب، أنتِ مابترديش ليه

لينا :- لدرجاتى هونت عليكى

سيلا :- إييه!!

لينا :- ليه عملتى كده، لييه؟!، أنت عارفه إنه مش ذنبى، و إن آسر هو اللى أصر ينفذ الوصيه، و الله ماكنت أعرف، ليه مُصرة تأذينى، أنا ذنبى إيه، و البيبي ذنبه إيه؟!

سيلا(بإستغراب) :-  وصية إيه، و أذيتك فى إيه، و بيبي مين دا اللى بتتكلمى عليه، هو فى إيه؟!

رواية حياة الروح (نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن