البارت السادس عشر (حياة الروح)

821 36 3
                                    

بعد انتهاء لينا من أداء إمتحانها الاخير بالجامعة، توجهت مسرعة إلى مقر الشركة، كي تقضى باقى اليوم مع حبيبها ، كانت بداخلها سعاده كبيرة لرؤيته فقد ماضى ثلاثة أيام عليها دون أن تراه بسبب إنشغالها بدراستها و الإختبارات، هو أيضا كان منشغل بقضيته الجديدة، و لكن لم تكتمل سعادتها فقد حدث ما لم تتوقعه فقد رأت مالك فى وضع غير لائق به، رأته عارى الصدر و يتسطح على الأريكه بغرفة مكتبه، و هذه الفتاة المُلقاه على الارض  تبكى بشده و تُغطى جسدها بباقى ملابسها المُمزقة، لحظه لقد رأيت هذه الفتاة من قبل..
حسناً هذه إبنة عمته التي أخبرني بها قبل، ولكن ماذا حدث بينهم، يا إلهي أتنمي أن ما أفكر فيه لم يحدث، ماذا يحدث لستُ قادره على التفكير..
ظلت فى صدمتها بعض الوقت، إلى أن بدأ مالك فى الاستيقاظ، رمش بعيونه عدة مرات إلى أن فتح عيناه، التقت عينيه بعيني لينا الدامعه، دهش من دموعها ماذا حدث لهذه الدموع، لحظة هناك صوت أخر فى الغرفة، يوجد صوت بكاء أخر هنا، دار بعينه فى الغرفة، للحظة كان سيشل من الصدمة فقد رأى ابنة عمته فى وضع لا تحسد عليه، نعم هو لا يحبها، ولكن أولاً و أخيراً هى ابنة عمته و تعد أخته الصغيرة، تحدث بغلظة دون أن ينتبه لشئ..

مالك (بعصبيه) :- مين عمل فيكى كده؟!

وجهت له أمنيه نظرة عتاب، ظلت تبكى و تخبئ جسدها و تحرك رأسها بهستريا، لم تقل صدمة لينا عنها، فكانت تقف فى زهول تام لم تدرى ماذا تفعل فى هذا الموقف أحست بخمول جسدها بالكامل و سقطت على الكراسة خلفها ، أما هو فقد ذهل من موقف إبنة عمته و نظر باتجاه حبيبته التى سقطت من هول صدمتها وهو لازال لا يفقه شئ مما يحدث، ثم انتبه إلى حاله فهو لم يرتدي شئ إذا ماذا حدث؟! لا لا لم يحدث شئ مما يفكر به، لم يحدث ذلك الأمر، لم أكن أنانياً فى يوماً ما، أنا لا أتذكر شئ، لم أكن بهذه القذارة، لستُ أنا الفاعل، نعم لستُ أنا!! سيتوضح الان! حسناً حسناً لم يحدث شئ؟!

مالك (بتوتر) :- هو... هو إيه اللى حصل؟!
أمنية :- مش فاكر، أكيد مش هتنكر، أنت هتعمل فيها ضحيه، أنت دمرتنى يا مالك، أنت زباله.
مالك :- أنت بتقولى إيه؟! أنا مستحيل أكون عملت حاجه زى دى!!
أمنية :- أومال أنا اللى عملت، حرام عليك يا أخى ضيعت مستقبل منك لله،ولا أنت عشان ظابط وعارف هتطلع منها أزى
مالك :- لا مستحيل، مستحيل، أنا.. أنا مش فاكر حاجه، أنا معملتش حاجة، لينا.. لينا أنا معملتش حاجه أوعى تكونى مصدقه
أمنية :- طبعاً كل اللى همك حياتك، بالنسبالى أنا فى داهيه، مش هسيبك يا مالك.
مالك (بصريخ) :- بس بئه

واقفت لينا ثم توجهت إلى الخارج مسرعه، لا نُريد أن ترى أحد، لا تُريد سمع صوته، فقد تحتاج إلى البكاء بشده، و الصريخ بصوتاً عالمياً، لحق بها مالك بعد أن ارتدى قميصه،فحبه الوحيد يضيع من بين يديه، بسبب خطيئه لم يتذكر منها شئ...

مالك :- لينا، لينا، لينا استني عشان خاطرى (امسك معصمها وأدارها إليه، ثم تحدث كالطفل الصغير الذى يتوسل لأمه أن لا تتركه و الدموع فى عينيه تأبى الخروج) عشان خاطرى يا لينا متمشيش، والله معرف دا حصل ازى، ولا فاكر حاجه، مش فاكر غير إنها بس جات النهارده الشركة بعد الموظفين مشيوا على أساس محتاجه طلب، و اتفقت أن السواق يوصلها، بعد كده والله مافاكر إي حاجه، عشان خاطرى يا لينا متمشيش

رواية حياة الروح (نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن