حُطام يُحيط بِي ، نِصف جسدي مُستلقٍ علَى خشُونة
الشارِع ، ودماءُ رأسِي كَشتى اماكنٍ من بدنِي قدَ
نزفَت بِغزارَة تُفقدنِي الوَعي رويداً.
"أبي؟ أمِي؟" .
همسَة صعبَة خرجت من شفتي ، عيناي بالكادِ تحركَت
تُحافظ على وعيهاَ لترمقهُما..
اجسادهُم مُتعانِقة ومُختفية تقريباً اسفلَ حُطام السيارة ..
جسدِي لِصغر حجمِه قُذِف خارِج النافِذة ولِذا انَا
لَست محاطاً بحضنُهما الانَ ، يالسوءِ ان تكونَ طفلاً..
تنجُو بحياتِك مُقابِل حياةِ من اعطياكَ اياهَا.
"هُناك الطفلُ حَي! انقذوهُ السيارة ستنفجِر.."
صرخَت امرأة مِن بعيدِ، كانتَ واحدة مِن المُتجمهرين
حولنَا ، ولا احد كانَ جريئاً بمايكفِي ليأتِي ويسحبنِي
مُن هُنا ، اُو يسحبَ والداي علَى الاقَل..
هُما حيانِ، امُي تبتسُم لِي هِي تحاوِل طمأنتِي..
"والداَي..النجدَة ..لهُما.."
صرختُ بقُوة،كما اعتقِد..لكننِي فقطَ كُنت اهمِس ،
صوتِي لايخرُج ، اجفانِي باتَت ثقيلة ، لِم لا احدَ
يأتِي..؟
أحتى طِفل فالحادية عشرَ لايستحِقُ تعرِيض روحِك
للخطَرِ لانقاذِه ؟ ماخطبُ الناسِ تتجمهرُ لتُرضي
فضُولها ، ولا احَد يتجرَّأ ليُرضي انسانِيته..؟
"اهُرب جِين، ازحَف بعيداً الوقتُ ضَيق!" ابِي
قالَ لِي بصوتٍ ضعِيف غلبهُ مُقاومة البُكاءَ ،
تلاشَى صوتهُ القوَي والواثِق دائِماً امامَ رهبَة المَوتِ .
الِى من اهربُ ..ابِي؟
الى الحياة؟ وهلَ انا مجنون!
ماذاَ يفعلُ طِفل بحجمِي وضعفِي وحيداً؟ امامها!.
حرَّكت راسِي نفياً مُبتساً بِرضى علَى قرارِي .
اِن كانَ والداَي ذاهبانِ للنهايَة، فلَستُ ذاهباً
للبداية اطلاقاً.
كانتَ احدَى عشرَ عاماً لطِيفة ، الحياةُ لَيست مكانِي
لمُدة اطوَل منهَا ، لابأس سُوكجين ، انهُ قَدرُك !
لَن تُحقق بعضَ الوعودِ ، لَن تتزوَج ولَست ذاهباً
لتقعَ بالحُب قريباً ، آه كانَ سيكُون جيداً لُو رتبت
غُرفتي صباحاً ولَم اُعانِد والدتِي ، لكِن لابأس!
رحلتِي انتهت هنا .
اذاً لِم ابكِي ..؟
مالذِي يجرِي؟ لم اصرخُ بكُل قوتِي..؟
"الـنَّـجـدة! ليُساعدنِـي احدكُـم لازِلت حيـاً!" .
ولأنني استهلكتُ الطاقَة المُتبقية بصوتِي، ولَم
يكُن هناكَ احدُ بتلِك الشجاعَة ليسحبنِي مِن هناك
فقدَ وضعتُ رأسِي علَى الشارِع الذِي اخذَ مايكفيه
مِن دمِي ، والسوادُ غطَّى الرؤية امامِي.
أنت تقرأ
مَـلجـأ || NamJin
Teen Fictionإكرهنِي اِن رغبتَ ، يكفِيني انَك تملِك ناحيتِي شعوراً . إرغب بزوالِي اِن شئت، سأظَلُ اختارُك ملجأً لِي مِن أذى العَالم . إملأنِي بالجراحِ كماتَودُّ ، فـبالنسبة لي لَن يؤلمني سوى جُرح يصيبك . الهوَى بِك مُصيبة، كانَ بلاءً لَو لَم يُصبني لدعوتُ بتضرّ...
