تتفشَى سياراتُ الشُرطَة مُتفاوتة الاحجامِ فِي ذلِك
الشارِع ، ينطفِئ زئِيرُ صافِراتهَا ويبرِقُ انعكاسُ
اضوائِها علَى الأعيُن ، ينحدِرُ رجالهُا مُتخذِين
الاجراءاتِ المُعتادَة لِحادثَة كتلِك.
عَزلُ الجُثث واسعافُ المصابِين، والتأكدُ مِن
سلامة النُجاة."هلَ انتَ بِخير؟" .
يأتي صوتُ الشُرطي اللذي يحمِل غطاءً خفيفاً
ليدخُل مسامعَ الشارِد المُتكئ على الجدارِ خلفهُ ،
كاسباً بذلُك انتباهَ اعينه الرمادِية ، يمنحهُ ايماءَة
ويستلِم الغطاءَ مُن يديهِ ."بدلاً عني تعامَل معَ هذا الرَجل، انهُ جُثة"
ينطق بنبرة ثابِتة، جامِدة ، تُخالِف حقيقة كونهِ
مضَى كجُزء مِن عظِيم ذلك الحدثَ الجَديد تماماً
على حياته.اَو ربما ليسَ كذلك، فعناقُ الموتِ لهُ لم يكُن
بالأمرِ شديد الغُربة عليه.يُومئ الشُرطِي ولايُكلِف نفسَهُ عناء اخفاءِ تلك
الدهشة لِما شهدهُ مِن برودِ صادِر عن شخصِ
كانَ مُعرضاً للموتِ .تَطرُق خطواتهُ الشارِع مُبتعداً عَن ضجيج الزِحام،
يُخفض لون الرمادِ في عينيهُ ناحية يديهِ ، فلايجدهَا
حتى مُرتجفةً .. يُطِيل النظَر بِفراغِ اليهِمَا، وتُصيبه
حُرقة الغثيان في اعلَى مَعدتهِ .يطرقُ فِي ذهنهِ سؤال واحِد ، يصدُر مِن آخِر
بقايَا الانسانِ الصالح لديهِأوحشٌ انتَ ؟ قَد مدَ الموتُ اذرُعه الِيك فلِم
لست خائفاً ..؟.
.
-نامجُون .
بَين العقلِ والجنُون كانتَ تُوجد شعرَة ، بَين
المَوتِ والمحيَا كانتَ تُوجَد إبرَة صَدِئة ، وَبين
المعنَى والمعنَى كان يُوجد وجهانُ لعُملة واحدة.وقَد كُنت اخُوض وحيداً مُمثلاً عُملة الجنُون
والاتِزانِ ، المَوتُ فِي شهِيقي والمحيَا فِي زفيرِي ،
يَدخل السُم جوفِي فَيَّشلُ مايحوِيه مِن قَلبٍ وروحِ،
بالٍ ووجدانِ وكيانِ ، سُـم بِإسمِ صغِيري الذِي
اقترَب الفناءُ الِيه بعيداً عنِّي .
أنت تقرأ
مَـلجـأ || NamJin
Teen Fictionإكرهنِي اِن رغبتَ ، يكفِيني انَك تملِك ناحيتِي شعوراً . إرغب بزوالِي اِن شئت، سأظَلُ اختارُك ملجأً لِي مِن أذى العَالم . إملأنِي بالجراحِ كماتَودُّ ، فـبالنسبة لي لَن يؤلمني سوى جُرح يصيبك . الهوَى بِك مُصيبة، كانَ بلاءً لَو لَم يُصبني لدعوتُ بتضرّ...