" أثـر "

" أثـر " / 2

فقت لقيت روحي في المستشفى في ايدي التغذية وفجنبي منتهى ، سألتها بصوت يدوب ينسمع : منتهى شن صار ؟
منتهى : فقتي حبيبتي ، مفيش شئ كله من الدلع صارلك فقر دم وركبولك تغذية وطلبوا عليك تحاليل وحاجات .
قلتلها منتهى نبي نروح وبديت نبكي ، قربت مني منتهى وبدت تمسحلي في دموعي وتقولي بطلي دلع يابنتي الصبح توا نروحوا اسكتي ، قعدت نبكي لين رقدت ،
فقت الصبح بكري لقيت ماما وبابا جو ومنتهى توتي في حاجاتي بنطلعوا ، فالطريق للحوش قالي بابا انه لازم نمشي ندير التحاليل الي طلبوها عليا ، قتله حاضر بس اليوم خليني نستريح فالحوش ، مقال شئ واني هني استريحت شوي ..

وصلنا للحوش لقيت هالة وسبأ في فم الباب يستنوا فينا ، حضتني هالة وقربت من ودني وبصوت واطي قالتلي : ياسر من الدلع يابنية خديتيه كله ، ضحكت بالشوي وبعدها حضنتني سبأ ، وقالت بصوت عالي : هالة أمس رقدت في داركم ، ولعبت بمكياجك يامنتهى
هالة ادف فيها وتقوللها ضمي فمك باهي خلاص ، ومنتهى تقوللها توا نفضلك ياهالة غر ندخل ماسة للدار ،
وماما تقول ياسر اسكتوا بلا دوشة زايدة اختكم مريضة ،
ركبت لداري لبست بيجامتي وخشيت لسريري والتعب كان واخد حصته من وجهي ، جت في جنبي سبأ من جيهة وهالة من الجيهة التانية ، رقدت على ايد سبأ وقعدت تلعب بشعري ، وهالة قعدت تحكيلي في هلبا حاجات نصهم مكنتش مركزة معاها لأني سارحة ، خشت منتهى قعدت تلز فيهم من الدار : نوضوا اطلعوا اختكم مريضة ، هالة ياسر دوة اني الي كيف جيت صدعت ،
هالة : منتهى معش تناشبي نهدرز مع ماسة وهيا مشكتلكش أصلًا .
سبأ : منتهى بنرقد فجنب ماسة الليلة عادي ؟
منتهى : ريحوني تربحوا ونوضوا لداركم
سبأ : منتهى بالله عليك خليني كان تحبي ربي
هالة : منتهى اي خلينا بالله عليك
تلفتلها سبأ : هالة من عزمك حبوبة ؟
هالة : مصحك بتقعدوا التلاتة مع بعض واني بروححي ، حتى اني بنرقد هني
منتهى : بنعد للتلاتة ومنبيش نشوف وحدة منكم هني ، فيسسسع
سبأ : باهي منتهى بلا عياط اهو طالعة
ناضت سبأ وجت هالة ف مكانها ،
منتهى : هالة وربي م نبي نفصل عليك قاعدة ره .
ناضت هالة تتأفف وطلعت .
تكلمت اني أخيرًا ، منتهى خليهم يقعدوا الليلة هني لينا هلبا م بتناش مع بعض .
منتهى : ماسة الي م تحبش الدوشة تبيهم يباتوا الليلة معاها ، شن هالتغيير ؟
أني : تعرفي وربي حاسة روحي مستاحشة حتى دوشتهم تقول ليا هلبا مشفتهمش .
منتهى بدت تضحك ، باهي فوتيهم توا بنرقد ، بعدين توا نقوللهم ، قلتلها باهي ، وقعدت نشبح للسقف ونفكر شن يستنى فيا فأيامي الجاية ، ليـن خداني النـوم ..

فقت ع دوشة خواتي وهما جايبين لعشي ف دارنا ، نضت مخلوعة وقعمزت ، تبصروا بتتعشوا هني ؟

هالة : بابا قال مدامك م تبيش تنزلي تأكلي حني نركبولك نوكلوك 🤣.
أني : هالة تبصري ولاه ، معمرها صارت فالتاريخ نتعشوا ف درانا .
منتهى كيف خاشة من لباب : عاجبك ي أنسة ماسة ؟ 🙂
اني : منتهى شن درت 🥺
منتهى : انتِ تدلعي واني ننبلى ، بالله عليك بيتعشوا هني مستوعبة الفكرة .
خشت ماما وبابا وبدوا يتسهوكوا عليا ويقولولي هي نوضي وبتأكلي بالسيف ، منغير جهد نضت بش م نزعلهمش ، قعدت نأكل بالشوي ، سبأ فجنبي همستلي بصوت هادئ : ماسة فيه حاجات جديدة صاروا بنحكيهملك ، هزيتلها براسي بمعنى تمام ، كملنا عشانا وناضوا كلهم طلعوا الا اني وسبأ ،
كيف جابتلي هالة امية قعدت تقول لسبأ مبردك استفردتي بيها ، نوضيييي معانا للكوجينة
سبأ : هالة اطلعي من دماغي ومن الدار مش عليا اماعين اليوم .
هالة : نوضي ديري شاهي .
سبأ : هالة وربي م تقلبيش وجهك الما نقول لمنتهى ، بلا فدد برييي .
أني : ياسر انتِ وياها بطلوا عراك ، بري هالة تربحي لكوجينتك بعدين تعالي ، اصلًا الليلة بتباتوا هني
سبأ : ححححاق قالت منتهى باهي ؟
هالة : بجديييات ماسسسة ولا تبصري ؟
بديت نضحك : اي حق اني قلتلها وقالت باهي .

ناضوا خواتي الزور طلعوا من الدار يجيبوا ف حاجتهم ويوتوا فالمكان الي بيرقدوا فيه ، حتى سبأ الي كانت تبي تحكيلي حاجة مهمة نستها ، قعدت اني في مكان سارحة فيهم ، ونقول فخاطري معقول فيه بنادم عنده عيلة حلوا زي عيلتي ؟ ، ربي م عطانيش خوت ننسند عليهم ، لكن خواتي ديما كانوا حنيناتّ بطريقة من حلاوتها صعب تنشرح ، دوشتهم عراكهم والهدرزة الي م اتمش ، حوشنا كانت فيه روح بيهم ، مع اني الهادية الي نكره الدوشة لكن نكدب لو قلت اني منحبش عراك هالة وسبأ ولا تكشيخ منتهى على أبسط تصرف يتصرفوه ، سهرنا هاديكا الليلة للصبح مع اني كنت مريضة ، ضحكنا هلبا ، وحتى كليت مكأنيش مريضة ، تفرجنا وسمعنا أغاني ، وكل وحدة منهم حكتلنا جديدها ، سبأ كانت تشبحلي هلبا ، وكانت تبي تحكيلي الحاجات الي م تقدرش تحكيهم فجنب هالة و منتهى بحُجة انِي الوحيدة الي نقدر نفهمها فكل مرة ، سبأ كانت رهيفة هلبا زي النسمة ، هالشئ الي مخليني نحبها أكتر وحدة فالحوش برغم انه منتهى أقربلي ، هالة وسبأ توأم بس م يشبهوش بعض لا في شكل ولا حتى طبع ، سبأ عيونها خضر ببشرة برونزية صافية وشعر بلون القستل كيرلي ، هيا أحلانا من كل النواحي ، حتى ف قرايتها كانت أشطرنا ، جمالهـا كان داخلي قبل م يكون خارجي ،
تشبه اللوحة ، طول الوقت نحب نتأملها ، طريقة كلامها وتحليلها للمواضيع ، بس كالعادة ديما فيه هاجس خوف ، ديما نحس فيها من كثر م رقيقة مش حتقدر تخش الغابة الي برا باب حوشنا ، سبأ طيبة هلبا لدرجة مخليتني نخاف عليها ،
وهالشئ الي مخليني منقدرش نزعلها بكل لأني نعرفها كيف حنينَة وقلبها حليب ، من لما جت للدنيا حاستها بنتي ، وهالشئ مكانش من فراغ ، فعلًا الوقت كان راسم رسمته .

بعد هاديكا الليلة القنينة جتنا ماما فالصبح من الساعة عشرة تفيق فيننا ، فتحت الضي والرواشن وجابت الفطور للدار ، ناضت منتهى متعفلقة ، لان م تحبش من ياكل فالدار
بابا : منتهى قريب تلزنا من الحوش 🤣
هالة : صح يابابا معقولة تاكلوا ف دار الأميرة منتهى وهيا حتى المية محرمتها ع ماسة مسكينة فالدار 🙂
منتهى : هالة صبح يفتاح م تخلنيش نعيط تربحي
سبأ : ماما حرام عليك واللهِ رقدنا قريب التمانية
ماما : سلم بنياتي الفالحات الي ناضو وتولي فطوري 🙂
هالة تاكل وتشبحلي : ماسة شاركينا لعراك خيرك اللطف 🤣
اني نشرب ف حليب ونقلب في عيوني فيها
بابا : ماسة بنتي اليوم بنمشوا اديري تحاليلك
اني بلا نية : حاضر يابابا
كملنا فطورنا وبدو خواتي يضموا ومنتهى قالتلي اقعدي ف سريرك ، ماسة كل شوي تجيني تقولي بالك تبي حاجة ، وهالة كل شوي تهرب وتجي ترقد ع سرير منتهى وتقولي نعسسسانة الهم ياريتني دخت زيك كنهدا راني مستريحة من الضمان واني نضحك بس ، كملوا ضمانهم وجو كلهم فالدار الا بابا طلع ، ماما قالتلي انه قبل العصر نوتي روحي بش نمشي ، قالتلها سبأ انه خلوقهم اطبقوا من الحوش ويبوا يطلعوا ،
كالعادة هالة أيدتها ومنتهى م قالتش لا ، وطبعًا تلاقوا التلاتة على ماما قنعوها ، فجاءة لقيت الدار فضت وكلهم ناضوا يبدلوا ، لقيت روحي اني ومنتهى ، نضت بلا جهد لبست حوايجي ونزلنا لوطة نستنوا في بابا ..

نـورا نصر / يتبـع .