" أثر " / 24

989 37 0
                                    

" أثر " / 24

بعد أربعة شهور ..

كنت راقدة في حوش اماليا .. فجاءة معاش بديت طايقة ياسين ، قاعدة نأخد فالعلاج ، لاكن م نحسش في تحسن بالعكس كنت نزيد كل يوم نتعب أكتر .. طول الوقت فيا ضيقة م تتصدقش ، كل شئ نشوف فيه أسود ، كارهة الدنيا كلها ، غريزتي وحبي الكبير لياسين معاش باينـات ..
كانوا أسوء أيام حياتي ، جاني أرق فضيع ، لدرجة بشرتي  البيضاء تحولت لـ حاجة شاحبة هلبببا ، ضعفت وملامحي تغيروا كليًا .. ياسين كان يجي كل يوم وكنت نرفض حتى نشوفه ، فالمرتين الي طلعتله فيهم كنت نشوف فيه بنظرة اخي ، حاسة روحي كارهته حاسة روحي نبيه يموت ، منقعدش الا نقوله نكرهك وطلقني ، ياسين م يردش لكن نظرة عيونه الي تلمع بالدموع سادة ، كان ضميري مرة مرة يأنب فيا
مع هذا مـش قادرة نسيطر على روحي ..


تجينا ام ياسين وخواته لكن فجاءة بديت نحس فيهم أعدائي ، كرهتهم كرهت كل شي فيهم ، كرهت اي شي ليه علاقة بياسين ، حوشي وسريري وحوايجي الي عالقة فيهم ريحته ، قصيت شعري لانه يحبه ، كرهت كل تفصيل فيا عليه أثر ياسين ..

مكنتش فاهمة ولا حاجة .. مكانتش ليا أدنى ايد فلي صاير ، وكل م بابا يفتح معاي موضوع الرجوع لحوشي كنت نمرض اكتر ، جسمي يتعب والدموع مايبوش يوقفوا ، ولما يلغي الفكرة نرجع نتحسن .

ليا أربعة شهور بالضبط من زيارة الشيخ ، أربعة شهور بالضبط واني نشوف في راجلي ألذ أعدائـي ..

مكنتش قادرة ندير شئ .. نسمع في سورة البقرة كل ليلة وبرغم كل شي يصير كان في داخلي فيه صوت يقولي الي اديري فيه غلط ..

في أوقات يجيني شعور استيحاش لياسين .. نفتح على صورنا ونبدا نتفكر ونبكي .. لكن مجرد م نشوفه واقف قدام نحس فروحي نبي نقتله ، نبيه يموت ، نبيه يمشيّ ..

مانسمعش الا فكلمة سحر .. مسحور .. واكلته .. خطين .

ومع هذا مكنتش قادرة نوقف الي يصير ، الشيخ نبهّ عليا م نسيبش صلاة ونافلة ، لكـن لأول مرة فحياتي بديت حاسة الصلاة رزينة على قلبي ، حاستها بعيدة عليا وصعبة .. كنت نتعذب الف مرة باش نقدر انوض نصلي ، ولما نصلي نتلخبط ومش مركزة وصايرلي تشتتَ واضح .. مع هذا كنت ف كل سجدة نبكي وم نقولش الا فكلمة وحدة " يارب فرج عليا " ..

حوشنـا كله ذبل .. زي كل مرة اني سبب سكون الحزن والهم .

اماليا ملحقوش يفرحوا بشفائي وعرسي .. فيسع جبتلهم هم جديد ، خلـى الصمت والحزن ينرسم على ملامح كل حد فيهم .

أمـي ديما تقول الفرج يجي بالشوية ، مع انه عطلَ لكن الإيمان كان ينقذ فيا ، سيورني ح نهدأ ، سيورنِي حنرتاحّ ، سيوره الهم يخليني ...

ليلتها أجزمت انه حنبدا نقرأ سورة البقرة كل ليلة مع القيام ..
وفعلًا فقت في نص الليل ، توضيت وصليت القيام وشديت مصحفي وقعمزت ،، كنت ملاقية صعوبة كبيرة فالقرايا لكن مع ذلك كنت ضاغطة على روحي ، نقرأ ونبكي ، نقرأ ونتعذب ، نقرأ ونلوح فالهموم وراي ، نبكي ونبكي ونبكي ..

لدرجة كنت حاسة روحي حنموت قبل م نكملها .. حاسة بالموت قريب وللسبب هذا م نضتش لين كملتها ، كملتها ورفعت ايديا للسمي نطلب فالفرج ، حسيتّ روحي خفيفة زي الريشة للحد الي خلاني نرقد على صلايتي ..

استمريت تقريبًا 20 يوم على الحال هدا وبدو بوادر الفرج يبانوا .. اولهـا كانت بتقبليِ لياسين ..

يومها فقت الساعة 2 الظهر ، بعتله رسالة : " استحشتك نبي نشوفك حبيبي " ..

اول مرة من مدة طويلة حاسة روحي نبي نحضنه ، نبي نتأسف منه نبي نبكي عنده ..

جيِ ياسين فيسع .. نزلتله بشحوب وجهي ، سكرت المربوعة وخشيت ، بدون ولا كلمة خداني في حضنه ، انيِ نبكي وهو بالمقابل يبكيْ ، كان ميقولش فشئ الا أسف ..

يومها قررت انه حنرجع لحوشي .. روحت اني وياه وخليت دعاء امي وبوي حاضني ..

اول ما وصلنا خشينا للدار .. ليـا هلبا عليهّ .. سلمته روحي من غير م ننطق بحرف .. كنت نحاول نعوضه ، نعوضه على الوقت الي كان محتاجني فيه وسيبته ، على التعب الي ذوقتهوله ، والشوق الي عقبتهوله .

مع كل شئ كان صاير ف ملامحي ومع كل التعب والألم الي ساكن فيهم ، كـنت معاه نحس اني حلوا هلبا ، مفـيش مرة كنا على نفس الفراش وم حسيتش بالشي هدا ..

ومن هنـي بدي الإصلاح شوي شوي .. يجوني أيام نتعب فيهم ونمرض هلبا .. بس ياسين م سيبنيش واني ماسيبنش القيام وسورة البقرة .. كنت نتعذب في كل مرة بنوضلهم ، ومع هذا كنت نقاوم ونقـاوم ..

بعـد أسبوعين من رجوعي لحوشيِ :

الساعة 10 الصبح .. فقنا على صوت تليفون ياسين ..

فراس يعيط : ياسين تعالالي .. فيسع ياسين فيسع
ناض ياسين يلبس وم خليتاش يمشي الا رجلي على رجله ..

وصلنا لحوش فراس لقينا باب الشقة مفتوح ..
فراس مقعمز وجهه يخوف يبكي ..

قرب منه ياسين .. شن صاير !

فراس يشبح لياسين ويضحك ، قتلتهم ، يضحك بصوت عادي ، قتلتهم .
اني نرعش وياسين م طلقش ايدي : من هما الي قتلتهم فراس شن تقول !!

فراس يضحك بصوت عاليي قتلتهممممم ياياسين ، بالك نتخلص من لعنتي ..

اني وياسين مكاناش فاهمين شئ .. خشيـنا للديار ندورو وملقينا حـد !!
ياسين يخبط ف فراس يحول يفيقه من الحالة الي هو فيها ..
منهمااااا الي قتلتهم فهمنيييي منها !!!
فراس بدي يبكي ، يبكي ويقوله هيا السبب ، يبكييييي هلبا : هييييا السبب هيااا لعنتي ، هيا موتي هيااااا حبسي وفاء السبب ياياسين مش اني ، وفاء سبب كل شي اني درته ، سبب كل شي اني عشته سبب الدمار الي فيا ..

هو يبكي واني وياسين نبكوا معاه .. منغير م نفهموا شئ كنا نبكوا ..

كان صبح مفيشي ذرة ضوء .. كان صبح مظلم .. صبـح مفيشي اي معنى للصبٰح .. اني حاسة بدوخة وحاسة روحي بنرجع ، مشّ قادرة نوقف على رجليا .. فراس مش راضي يحكيلنا من قتل وشن لصاير .. ليـن غفي ومقدرش ينطق بحرف ..

زعما فراس من قتل ؟ ، قتل وفاء وصغارها ! ، ولا لقي حد مع وفاء وقتله وقتلها .. زعمـا شن الي صاير وشن الي حيصير فالساعات الجاية .. هالأسئلة كانت شاغلة بالي وبال ياسينَ .. وكـنا على جمر نراجوا نعرفوا شن صايـر .. مع هذا قعدنا ساكتين ونستنوا في فراس يدوي بإرادته لان الضغط بيزيد يخليه يسكـت .

نورا نصر / يتبع

" أثـر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن