" أثر / 15 "

1.1K 42 1
                                    

" أثر " / 15 .

نورا : خلاص ياسين خلينا نسمعوا مـاسة توا .
ياسين : باهي قوليلها نحبك .

-
مـاسة ياسين يحبك .
ماسة : نحـبه هلبا .
نورا : هـي ابدي احكيلنا .

--

قعدت أربعة ايام فالمستشفى بعد العملية ، كان ياسين كل م يحصل فرصة يجيني ، كنا قراب هلبا ، نقعمزوا فالدار بالساعات نهدرزو ونضحكوا ، اني كنت مريضة ويادوبني نقدر نحرك ايدي ، لكن لما نشوفه طاقتي تلقائيًا تتجدد ، كان يجيب معاه ف ماكلة باش يوكلني ، واني فعليًا مكنتش قادرة نأكل الا معاه ، كان يشوف فيا في أقسى لحظاتي ، بشرتي الشاحبة التعبانة وعيوني الذابلة وشعري المتقصف لبسة المستشفى ، مكنتش حاسة بالنقص معاه ولا مضايقتني عفويتي ، بالعكس كان كل مرة يجي يقولي علاش كل تحولي اكتر ، ممكن هالشئ يكون مش صح ، بس اني كنت نحس فيها من قلبه وكنت نفرح بيها هلبا .
وبطبيعة الأنثى بكلمة صغيرة تقدر تهديها وتكسب قلبها وحنيتها ..
صورنا هلبا صور وحني فالمستشفى، كان واعدني انه حيحطهملي في ألبوم ينحط في حوشنا ويكون على الغلاف مكتوب " انتِ حبيبتي ، واني آقوى من المرض " ..
كان يجيبلي ف كتابات باش نسهر عليهم .. ونفوت بيهم الوقتّ اني وهُو ، كانت المكالمة م تتسكرش ، وديما مفتوحة بلا انقطاع .. منتهى كانت تقولي ديما " مقلقة راحتنا الواحذ حتى كان بيقول كلمة يتحشم من ياسين 🙂" ، وانـي كنت نقوللها معليشي ياسين من العيلة م تتحشميش منه ، وهكـي كانت الأردن تتفرج علينا كـيف نحبوا بعض ، تسمع في ضحكنا وهمس كلامنا فليالي شتاها ، كنت نستنى بالثانية امتى حنروحوا ، لأول مرة حياتي كنت بكل م فيا نبي نفتح حوش ، و نبيه ، بـرغم المرض انـي مكنتشّ حزينة ، ومكنتش نفكر في شئ الا فيه وفـ الأيام القنينةّ الي تراجـي فينا
كنت كلِي أمل واثقة في ربي ، كنت مؤمنة بقضاء ربي ، وكنت متأكدة انه الي صار كله اختبار ، وعلى قد م صبرنا ربي حيعطينا .
فـاتـوا الأيام .. وجـي اليوم الـي بنروحوا فيه لـ ليبيا ، كنت كيف بادية قادرة نمشي ، وقاعدة نبي من يساعدني ، وزي م تعودت خواتي وبوي سنـد م يميلش ، وهكـي كنت نحاول نوقف على رجليا رغم كـل شئ ..

وجود ياسين فجنبي ومعاي فكل مكان اني فيه كان يزيد يقوي فيـا ، يزيد في إيمـاني وتقتي ، ويارب ثقتـي م تخيبش والقدر م يعاندنيـش ..

-
فـي ليبيا :
اول م طلعت من المطار حسيت الهواء المصقع استفز دموعي ينزلوا ، كان هواء ليبيا الي نحبّ مختلف ومميز ديما ، نسمة مصقـعة ولقلبي دااااافية ، معبيا بالحنية وبريحة أيام زمان ..

في طريقنا للحوش كنت نتأمل فالشوارع ، فالناس فالسيارات فالحياش فكل حد وكل شئ ، لسان حالي يحمد ويشكر ، بعد م كنت نتخايل فروحي معش حنروحلها اليوم اني في حضنها ، اني فيها وهيا فيا ديما ، وكـان ليبيا تعرف قداش نحبها حتبكي  ..

دموعي كانوا يهربوا وندس فيهم ، وفبالي نفكر زعمـا ياسين وين توا ، وين مقعمز ومع مني وأي ريحة مسيطرة عالمكان الي هو فيه ، زعمـا مقعمز فالقهوة الي تعودت تفتحله بابها كل م يضايق من الناس ، ولا قدام البحر يتأمل فيه وفي ودنه اغنية لفيروز زي ما تعود يدير ، زعما راقد على رجل امها يحكيلها عليا ، ولا قاعد فالطريق ؟ ، زعما وصل لحوشهم ورقد على سريريه ، تغدا المكرونة الي قالي انه استحشها ، مقعمز في جنانهم يدخن زي كل مرة ؟

" أثـر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن