" أثر " / 14

1.1K 41 0
                                    

" أثـر " / 14

"‏أحبك بكل الهمجية الكامنة في النفس البشرية ، لا أستطيع وصف الأمر بطريقةٍ أصدق!"

-
كان الوقت رزين علـى قلبي ، رزين كأنه مش حيتم ، وانتِ كنتِ  زي الملاك راقدة ومتندري على شئ ..
نراجي في آي معلومة ، مكنتش حاس لا بالصقع ولا بالمطر الي م وقفتش ، مكنتش حاس بشئ فالدنيا الا بيك ، كانت لحظة ضعف كل م نتفكرها ح نبتسم .. ح نحمد ربي هلبا .

بعـد وقت طويل وصلني مسج حسيت بدموع منتهى فيه " الحمدلله ياياسين ، نجحت العملية مبدئيًا جسمها تقبّل الخلايا الجذعية ، وحنزيدوا نتطمنوا لما تفيق ماسة وتكون تشوف " ...

بديت نبكي ونحمد فربي الحمدلله يارب الحمدلله على حكمتك الحمدلله على اختباراتك واختياراتك ، الحمدلله على كل شئ كنت غافل نحمدك عليك ، بكيت وم فيش على لساني الا الحمد والشكر.

كنت راضي حتى لو فقتي م تشبحيش المهم تفيقيلي ونعوضك ، كنت راضي المهم ترجعي تتنفسي وتتكلمي ونرجع ندفي عيوني بشـوفتك .

والرضـا اسمى شعور يسكن قلب البنادم ، لـو خش من الباب حيهرب الضيق من الروشن ، لو رضينا بروحنا بحياتنا بناسنا بمكانا بحالتنا المادية بأسمائنا بواقعنا حتى لو كان مفروض علينا ، حنستريحوا حنطمنوا ، حنكتشفوا انه الدنيا آسهل وانه كله ليه حكمة وكله ليه درس ، وكنت وقتها راااضي ، راضي وفرحان ومستريح ، ساد انك فقتي ، وقضاء خير من قضاء ..

م كنتش مقرر نروح ليلتها ، قعـدت راقد على الكرسي طول الليل ، فالليل متاخر وصلتني رسالة من منتهى : " حبيبتي فاقت وتشوف الحمدلله " .
بكيت هلبـا ، كنت زي الغريق الي معلق ف قشة ، ومع كل خبر حلو نبكي فرحتي اكتر .. قعدت للصبح ع الكرسي وكان الجو صقع هلبا ، شفت بوك طلع توقعت انه ماشي بيجيب حاجة ، فيسع خشيت لمنتهى وقفت قدامها وحالتـي كانت مش تمام ، كنت صقعان ومريض وهالشئ باين بلا تدريق ، فيسع فتحتلي باب الدار الي كنتي فيها ، سألتها قبل م نخشلك ع سبأ وقالتلي انها فاقت وحالها كويس هلبا ..

خشيتلك ، كنتِ راقدة بملامحك الهادية الي نحبها ، شعرك ع السرير وشوي منه على وجهك ، هالات تحت عيونك مخلينك احلى ، كنتِ زي البيبي الي راقد ومش  عارف شئ .. زي الملاك الي هارب من عالم مفـيشي الا الدمار ، شديت ايديك الي كانو آثار اليبر قاعدات عليها ، طبعت بوسة على الأثر الي ف ايديك ، حطيت راسي على السرير وحاولت نغمض عيوني وندفأ ونهدأ حتى لدقايق بس ، لـما نزلوا دموعي ع ايديك وحركتيها كان قلبي بيطلع من مكانه من كثر م يدق ومن كثر م فرحان ..
بصوتك المبحوح الي يجاهد باش يطلع : ياسين ؟
عيونك كانوا ذابلات معبيات بالتعب ، واني كنت مستعد ناخذ كل شئ ووترقدي انتِ هادية ومستريحة .

حطيت ايدي على وجهك : ياروح ياسين ..
كالعادة تجاوبي فيا بدموع ، تخلطوا دموعي ودموعك هالمرة ، كنت كل م نمسحهملك يزيدوا ينزلوا ، كانوا سخان ، كانوا يحرقوا فقلبي ..
: ياسين اني تعبانة ، تعبانة هلبا .
قتلك بإبتسامة : حبيبي انتِ بطلة ، شوي وحيكون كل شئ كويس وعد .
ريحتك كانت نفسها ، برغم ريحة المعقمات متع المستشفى لكن كانت ريحتك زي العادة طاغية وحلوة هلبا ، محسيتش بروحي الا واني راقد فجنبك ايديك على راسي ودموعي م يبوش يوقفوا ..

كان المكان فاضي من كل شئ الا صوت قلبي وتنهيداتي المدسوسات ، خداك النوم الي منقدرش نلومه لان يحب يسكن عيونك ، اني لو مكانه راني مسيب ليبيا كلها وساكن فيهم ، نحيت ايديك بالشوي ، طبعت بوسة على راسك ، وطلعت ..

منتهى قالتلي لازم تروح تغير وتاكل .. وهيا ح اطمني عليك ، وفعلًا هدا لصار ، روحـت فيسع لبست ، خديت قهوة من الطريق ورجعت على نفس الكرسي ، كنت نكلم ف امـي ، ونحكيلها شن صار معاك ، قالتلي انها دعتلك هلبا ، قلتلها : يما كتري منهم ، لآنه التعب الي يمسها يسكني ، سكرت الخط بعد م سمعت منها دعوات ترد الروح فالميت ..

الـوقت م يقساش الا باش يجرب صبرنا .. والحب م يطقش الا عالباب الي عارف صاحبه كاسح .. حكمـة ربي واختباراته مليهمش نهاية ، وانـي كل مرة وكل صبح جديد نتعلم درس ونفهم طريق ونسكر حساب ، كـل مرة الحياة تفتحلي باب ، وكل باب وراه باب ، وانـي م نبيش منها شئ الا عيـونك قدامي وكتفك وراي ..

وبكـل قوة البنادم على الحب والتضحية والـتقبَل والتحملّ ، انـي نحبك ومستعد نضحيِ ونغامر بالدنيا كلها علـى خاطرك ، مسـتعد نبيع لعالـم كله ونطلـع بيـك ❤️.

نـورا نصر / يتبـع .

" أثـر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن