" أثـر " / 3

2K 51 3
                                    




جي بابا وطلعنا ، حطني اني ومنتهى فالعيادة ومشي رفع ماما وخواتي للجردينة ورجعلنا ، عطلت شوي لأن التحاليل الي طالبينا عليا هلبا ، كنت مش مستريحة وفداخلي كنت متأكدة اني مريضة وممكن مرضي مش حيكون ساهل ، بس مكنتش نبين فهالشئ قدام امي وبوي وخواتي ، طلعنا من العيادة كان المغرب على وشك أذان وقف بابا قدام الجامع ونزل يصلي وقعدت اني ومنتهى فالسيارة ، منتهى شادة تليفونها واني سارحة نفكر شن يراجي فيا .. وفي عز الهدوء والظلام المغطي على قلبي قبل الجو ، نسمع في تخبيط ع روشن السيارة التفتت ع ايميني لقيت ولد نزلت منتهى الروشن ، وقعدت تكلم فيه ، واني كملت مشوار التفكير ، لكن وذني معاهم .

فهمت انه سيارتنا مسكرة عليه الطريق وهو مستعجل يبي يمشي ، منتهى قعدت تقوله استنى بابا اهو يصلي بيجي ، وهو مُصر يقوللها يا أختي واللهي مستعجل عندي موضوع ، منتهى مكانتش تعرف تسوق لأنها تخاف اصلًا ، وبما انه كنت نعرف نسوق وعندي حتى سيارة نزلت نتأفف وركبت ف مكان بابا وحولت السييارة ، مشي الولد فحاله
منتهى : باهي الي مش بروحي كنهدا ره اضطريت نخليه هو يحولها وممكن حتى يخطفني اني والسيارة .
أني : ديما المنقذة متعكم اني ، مش عارفة كيف بديروا بلا بيا 🙂.
منتهى : هي هي م تصدقيش روحك ،
وقطع على كلامها صوت تليفوني ..
سبأ : وينكم لتوا .
أني : بابا نزل يصلي شوي وجايين .
سبأ : تمام
سكرت من سبأ وجي بابا وطلعنا مشينا للجردينة ، قعدت نتمشى اني وسبأ الي واخيرًا حصلتني بروحي باش تحكيلي الحاجات المهمة لصاروا معاها ، نسيت م قلتلكمش انه سبأ اختي تحب جهاد ولد خالتي ، تقريبًا من لما كانوا صغار ، ومن فترة مش طويلة بدي يحاول يوصل فيها من خلال رقمها وحساباتها على السوشيال ، وسبأ كانت تقولي فكل شئ اول بأول واني نوجهه فيها والفترة الأخيرة لأن لهيت فموضوع مرضي تصرفت شوي تصرفات من دماغها وهدا ل خوفني ،
قالتلي انه ردت عليه وهدرزوا حتى ، ولليـوم قاعدة تهدرز معاه ، هالشئ بلا وعي مني خلاني نتعصب وقعدت نكشخ على سبأ ، ونلوم فيها بالطريقة الي وصلتها للبكي ، سبأ قعدت تبكي واني قعدت نهدي فيها وفروحي حتى ، شديت ايديها ودموعي على وشك انهم ينزلوا : سبأ اني خايفة عليك ، اني مش نبي نحرمك ، لا والله اني خايفة عليك تنغدري ، اني نعرف قداشك رهيفة ومش حتقدري تتحملي ، سبأ انتي بنية حلوا هلبا شاطرة في قرايتك ، محترمة والأهم من هذا كله قلبك نظيف ، خايفة عليك وربي ، لـو تصيرلك حاجة اني مش حنسامح روحي لأني موقفتكش ، م تخليش جهاد ولا غيره يستغل طيبتك ،
قطعت عليا : بس جهاد كويس وانتي ياماسة تعرفي .
اني : نعرف لكن معندييش في حد تقة ، كلهم على البر كويسين ، لاكن فالغريق يبانوا قداش مش نظاف .
سبأ : ماسة انتِ عشتي تجربة فاشلة هدا الي مخليك تقولي هكي .
اني بدو دموعي ينزلوا وبلا وعي علي صوتي : لاني عششت تجربة فاشلة زفتة منبيكش تعيشي ، لاني نكسرت م نبيكش تنكسري ، سبأ استوعبي الناس مش كويسين زي بابا وماما وخواتك ، مفيش بنادم يحبك زينا ، ومفيش بنادم حيخاف على مصلحتك الا حني ، اني فيوم من الايام كنت مقعمزة نفس تقعميزتك وكانت منتهى تحذر فيا ، لكن كنت نعارض فيها ونقوللها لا هو مش زي حد ، اليوم تشوفي فيا ؟
تشوفي فتقاسيم الهم الي راسم خطوطه على وجهي ؟ ، تشوفي ف صحتي تشوفي ف نفسيتي تشوفي في ماسة كيف بدت ؟ ، سبأ فيقي م تغلطيش بالله عليك م تتعلقيش ومتخليش لحد يكسر قلبك القنين ، حطي بابا وماما بين عيونك بس حتقدري تفوتي كل شئ ،
سبأ ولا صوت طالع منها الا الدموع ، اني عارفة انها حتكلمه لما نروحوا ، عارفة انه جهاد مش ولد ساهل ، ومتأكدة انه سبأ اختي أعظم حاجة ممكن يحصلها ولد زي جهاد في حياته ، مسحت سبأ دموعها ورجعنا للمكان الي فيه باقي العيلة
هالة : ماسة خيركم ؟
منتهى : هيا نمشوا نتعشوا ونروحوا حاسة روحي تعبانة .
هالة : ماسة سبأ نكلم فيكم !!
منتهى : خلي خواتك وانتي تعششي هالة .
نضنا وركبنا السيارة ، الهدوء كان مغطي عليا وعلى سبأ ..
همستلي منتهى : ماسة بجديات شن صار ؟ تعاركتوا ؟
اني : لالا علاش بنتعاركوا ..
منتهى : متأكدة !!
اني : اي
منتهى : مع اني مش مصدقة بس نوصلوا وتوا نهدرزوا .
قمت تليفوني وبعت لسبأ رسالة :
" مفيش بنادم حيحبك زينا ، تفكري هالشئ ديما بس ، أسفة "
شفت دموع سبأ الي نزلوا والي فيسع درقتهم بإبتسامة ، ورجع صوت ضحكتها هيا وهالة عبى السيارة ، نزل بابا خدالنا عشي وروحنا ..

خشيت لداري يدوبني غيرت حوايجي ورقدت بلا م نكلم حد من خواتي ولا نفتح حتى تليفوني ..
فقت الصبح الساعة سبعة ، الحوش كله راقد ، خشيت درت قهوة وطلعت قعمزت فالجنان ، كانت نسمة شهر نوڤمبر عاطية الصبح جمال فوق جماله ، فتحت قريت شوي من كتابي الي نقرأ فيه ، ونضـت وتيت الفطور وركبت انوض فيهم ، ناضوا كلهم وتجمعوا على سفرة الفطور ، والكل كان مستغرب منين ليا هالنشاط ، فطرنا وكالعادة كان صوت الضحك ينسمع من الزنقة التانية ، هالشئ الي مخليني كل مرة نحمد ربي ، لأني على قد م فقدت اني رابحة وكاسبة ، سادني خواتي وامي وبوي من الدنيا .

بعد الفطور كالعادة نضنا كل وحدة ضمت حاجة وداروا سفرة قهوة وطلعنا كلنا للجنان ، كالعادة هالة م تبطلش افكار لتغيير الروتين ، من كلمة الجو اليوم جو شوا طلعت مني عفوية ، لقيت خواتي اختفوا وكل وحدة بدت توتي لحاجة ،
ماما : خواتك على سبلة م يصدقوا يسمعوا كلمة 🤦🏻‍♀️
اني : ههههههههههههههههه باللهي مش مدايرنلك جو فالحوش ؟ كان عندك ولاد بس راك طول الوقت بروحك وتحددي وتغسلي واطيبي وتتصلي هيا روحوا .
بابا : اي سلم بنياتي ، الحمدلله .
ماما : اي تلاقوا عليا انتم وقولوا انه اني الي نبي الولاد ومالة من بنياتي ، يودي والله كان مش منهم راهو حالتي وين .
رقدت على رجل ماما : ههههههههههههه اعترافف حصري ياماما ره
على خشت هالة : أي اعتراففف شن تهدرزوا من ورانا .
ماما : فرخة هالة بري كملي ل فإيديك بري
أني : هههههههههههههه ماما مصارش من سلم بنياتي ؟؟؟
حطت هالة الي ف ايديها وجت تبوسس في ماما : يوخيتي سلم ماما الي تحبناااا ف ظهرنا بسس .
واني وبابا نضحكوا ، وماما ادف تقوللها ديري العقل وبري عاوني خواتك فييسع .
هالة مشت وهيا تضحك ، وتغدينا يومها شواء ؛ وقعدنا لبعد المغرب فالجنان ، خشينا داخلَ بعد المغرب ولما صقعت الدنيا ، فتحت منتهى فيلم وقعدت نتفرج اني وياها لين رقدت ..

نسيت م قتلكمش ، اني من فترة طويلة هاملة تليفوني ، للحد الي مخليني لما نكون فوسط خواتي ننسى حتى وين حاطته ومرات نرقد ونفيق وتليفوني منعرفش وين ، فقت تاني يوم الساعة 12 لقيتهم مدايرين فطور قعمزنا فطرنا نضنا ضمينا كالعادة ..

بعد الغدي طلع بابا ، ساعة تقريبًا ورجع ..
وجهه كان م يتفسرش ،  كان قلبي قابضني انه الموضوع ليه علاقة بتحاليلي ، وفعلًا قلبي المسكين عمره م يغلط ..
نسمع في بابا يقول لماما انه في تحليل بنضطروا نبعتوه لمصر بنعرضوه على دكاترة باش يتأكدوا منه ، خشيت عليهم نحاول نفهم ..
بابا : يابنتي مفيه شئ تحليل مهناش فليبيا بيبعتوه لمصر باش نطمنوا بس .
أني : بابا قلت يتأكدوا ، يعني فيه حاجة وانتم مش متأكدين منها .
بابا : شن معناها اني نكدب ؟؟ قتلك مفيه شئ
اني : حشاك يابابا ، سيبتهم وطلعت لداري

قعدت ندور على تليفوني ، نبي نحاول نقطع الشك باليقين ، لقيت منتهى وهالة يهدرزوا على نفس الموضوع ، وعلى التحاليل وعلى المرض ، فتحت تليفوني فيسع وكتبت ف القوقل ( أعراض مرض سرطان الدم ) ، بديت نقرأ ومع كل حرف قلبي ينقبض أكتر ؛ عرفت الي فيا ، بدون لا تحاليل ولا دكاترة ، عـرفت انه الي يراجي فيا مش ساهل ، داريت دموعي لين لزيت خواتي من الدار ، بكيـت وقلبي يرجف ويدعي ، اني مش خايفة من الموت ، أني لو متت مش حيوجعني شئ الا الوقت الي م فوتاش بين ضحكات خواتي وهدرزتهم ، دعيت ربي اللطف والصبر   ..


إند بـاك ..

يتبـع / نـورا نصر .

" أثـر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن