" أثـر " / 12
غدوا الصبح عميلتي ، ياسين كـان مقرر انه هالليلة حتكون حلوا هلبا ، كنت حاسته خايف اني معاش نفيقّ هدا علاش م يبيش يضيع حتى دقيقة بلا بيـا ، لـكن كان طول الوقت يبينَ فالعكس ، يـقولي حترجعي تفيقيلي وكل شئ حيكون كويس وحنروحوا لـ ليبيا زي م جينا ، ليلتهـا ضحكت هلبا مع انه هاجس خوفي كان محاوطني ، حكالـي هلبا حاجات ولأول مرة غنالي ، بعدهـا سكر ورجع اتصل بيا فيديو برضو لأول مرة ، اول مرة نشوفه لفترة طويلة هكي ، ستة ساعات كامـلات وملامحه قدام عيونـي ، حـتى لما نجي بنرقد م نقدرش نسيبه ، لين غفيت وتقاسيم وجههَ مقابيليني ، كنت عارفة انه يراجي فيا يوم صعب هلبَا ، كنت عارفة انه ممكن يراجي فيا الموت حتى لكن مع هذا كله كنت نتناسى ، نبي اخر وقت ليا يكون قنين ومعبي بفرحة وياسين ، فقت تاني يوم لقيتهم كلهم فايقين قبلي ، كان بابا يقولي انه عمليتي مش صعبة بـس اني مش صغيرة وكنت نعرف انها من أخـطر انواع العمليات ، لأن لا قدر الله ممكن جسمي م يتقبلش الخلايا ، او ممكن تفشل الزراعة ، او ممكن تلف العضو وممكن ننعمى لا قدر الله او حتى يصيرلي عقم وهالشي يمكن يرفع للموت حتى ، بـس كنت ندير فروحـي اني مصدقة كلامهم ، وانـي فداخـلي عارفة مزبوطَ مخاطر الشـئ الي اني ماشيتله وصعوبة المكان الي متلاقيني ، كنت طول الطريق نكلم في ماما وهالة ، نشوف في دموع ماما الي تحاول ادسهم ، وهالـة تقولي اني من لما جيت عالدنيا نشوف فيك آقوى بنية فالدنيا كنت نمسح في دموعي وخواتي الاتنين فجنبي وعيون بابا فالمرايا معلقات فينا ، وياسين ف تليفوني يبعتلي ف هلبا رسائل ..
وصلنـا للمستشفى ..
لقيـت ياسيـن يستنـى فيا ، مشي بابا يكمل فإجراءات العملية ، ولحقناه اني وخواتي بـعد م وقفت على ياسين شوية دقايق ، مقلناش فيهم شئ الا كلمة نحبك هلبا مرات ، وقعد يقولي انه حنطلعله كويسة وكل شئ حيكون قنين وقالي انه فـيه مفاجاة موتيهالي بعد م نطلع ، استريحت هلبا لما شفت التقة والإيمان فعيونه ، شادة في ايده نبكي ونرعش ، قعدت نشبحله هلبا لدرجة سألني خيرك ؟، ابتسمت في نص دموعي : نبي نشبع منك ، مرات نطلع فاقدة بصري ، قرب عليا وحضني بلا م يرد حتى كلمة ، قعدنا اتنينا نبكوا ، حسيت بدموعه وشفتهم لأول مرة ، كان يرجف زيني ، وكنت نحاول نشم ريحته هلبا نبيها تخـش ف اعماقي ، مكنتش خايفة من شئ الا انه نموت و هالمكان تسكنه وحدة تانية ، وكل م تخطر هالفكرة نرجع نبكي تاني ، ياسين كان مايبيش يسيبني كان شاد فيا هلبا ، كنت حاسته خايف حتى وهو داس ، بعد الحضن الطويل المعبي بخوفنـا وحبنا بعدت بالشوي عليه ، شديت ايديه الاتنين ودموعي م يبوش يوقفوا : حنرجع نطلعلك وعـد ، مسحتله دموعه في محاولة فاشلة اني نخليهم يبطلوا ينزلوا باسلي ايدي الي كانت على وجهه ، بعد الـ نحبك الأخيرة مـشيت ، وخليت قلبـي عنده .
مٰشيت وراء بابا وخواتي ، ايدي ف ايد سبأ ، نزلونا الدكاترة دارولنا شوية اجراءات من قياس ضغط وسكر والخ وجهزونا نخشوا للـعملية ..
كانت سبأ تشبحلي هلبا قربت عليها : سبأ انتِ من اول يوم كنتي بنتي مش أختـي ، أسفة سامحيني ، لـو متت ردي بالك تلومي روحك خليك قوية زي م علمتك وربيتك من لما كنتِ صغيرة ، تتفكري ؟
سبأ ضحكت في نص دموعها : ما نقدرش ننسى ، كـل م حد يضربني لما كنا صغار تجي تجري كأنك امي ادافعي عليا ، كل م حد يحاول يديرلي حاجة يلقاك واقفة بيني وبينه تحمي فيا .. كانت تضحك وتمسح في دموعها ، تتفكري ماسة ايام الامتحانات كيف كنتِ اضمي بدالي اني وهالة ؟ ولما منتهى تعيط كيف كنتي ديما ادافعي علينا ؟ ، ديما كنتِ اقربهم لقلبي ، انتِ حتفيقي وحنروحوا مع بعضنا ، لكن عندي شرط ؟
اني نبكي : قولي ؟
سبأ : لما حنروحوا اني بنبدا نرقد معاك فالدار .
اني بديت نضحك هلبا ف نص دموعي : حاضر وعد ." توا اني في الممر راقدة علـى سرير بيدخلوني للعملـية ، كنت خايفة وفرحانة وزعلانة ، خايفة لأنه ممكن معش نرجع من هالممر طالعة ، فرحانة بعيلتـي وحبيبي الي في أقسى وقت شدو فيا ، وزعلانة لأني مشبعتش من حضن ياسين "
--
زعمـا حـنرجع نفيق ؟ ، زعمـا بعد خمسة ولا ستة ساعات حنكون ماسة نفسها ؟ ، هـل حنطلع زي ماخشيت ولا حنطلع ناقصة ، ولا زعمك م نطلعش بكـل ! ، كنت نودع فكل شئ بعيونـي ، وقلـبي يقول : لا اعتراض على حكم الله ..لـو متت م تنسوش تقولوا لماما انـي ديما كل م كنت نفيق قبلها كنت نقعمز على طاولة الأكل وفخاطري نقول " الحياة م تفيقش الا لما تفيق امي "
قولوا لـبوي قداش كنت ندعيله ، لما نسمع صوت الباب تسكر الصبح بكري ف ايام الشتي كنت نلوم فروحي كيف اني راقدة وهو طالع يشقى باش يعيشني ، كنت ندعيله لين نرجع نغفى .
قولوا لخواتي بالوحدة اني كنت مستعدة نوقف بينهم وبين النار ، قولولهم قداش كنـت نحبهم وقادرة نغامر بكل شئ على خاطرهم ، لكن من سخـرية القدر صار العكس وهما الـي عطوني بدل م اني الي نعطي ونمد .
بوسـولي سبأ هلبا على قوتها ، على تضحيتها علـى قلبها الأبيض ، وهالة علـى قدعنتها ووقفاتها وعطائها الكبير ، ومنتهى على كتفها الي معمره ردني على حضنها الي ديما لامني وعلـى كلامها الي ديما يطيب فخاطري .
قـولوا لياسين م يحبش بعدي ، حنتعذب حتى كان فالعالم التاني ، قولوله حتـى لو تزوجت وفتحت عيلة مفـيش من حيقدر يحبك أكتر مني لا صغارك ولا امهم الي بتأخد مكاني ، قولوله يرقد شالي فجنبه ويحضنه ديما .. قولوله نحبه ❤️.نُـورا نصر / يتبع .
أنت تقرأ
" أثـر "
Romanceقصـتنا الجديدة ح ادور على حياة بنت في بدايـة عشرينياتها ، الدنيا حتخلـي عليها أثـر مش حينمحـى ، حتعلمنا الصبر ب أبهى أنواعه ، حنعرفوا معاها كـيف البنادم يقدر يعيش ويمجـد قوته ، كيـف يقدر يحارب كـل شئ ويوقف على رجلـيه ، حتكون الفارقّ ، وحتورينا انه ب...