الثامن عشر

23.7K 1K 66
                                    

مر اسبوع... ارادة الله بأن تلد في بيت رضا حتي تظل لديها.. لترعاها.. وتكون تحت ناظريها.. بدون تكلف او حزن لريحانة.. لم ترد ان تأخذ مكان والدتها.. ولكنها ارادت ان توفي بوصيتها لامال بأن تراعاها كابنة..

اسبوع غير حياة الجميع..
تلك الصغيرة المبهرة التي تتضح ملامحها خطفت جميع القلوب.. فيبدو ان جلوس سامر مع ريحانة كثيرا اينع بريماس التي اخذت ملامحه الاوربية.. بداية من شعرها الاشقر وجسدها الابيض.. لكن عينيها..
تلك العنيدة لم ترد افصاح الجميع عن لونيهما..

امير شعوره انه هو من انجب ليس اخيه.. تلك الريماس خطفت قلب عمها الاكبر..
رضا تشعر بأنها جدة لاول مرة..
سامر.. شعوره غريب فقد حضر لحظة خروجها للحياة.. مازال مندهشا.. هو مراهق في الرابعة عشر من عمره.. لكن هي كلها كطفلة غريبة بالنسبة اليه..

اما منيب.. فشعور الابوة ساحر..
فريحانة شعرت بأمومتها منذ اللحظة التي علمت فيها بحملها.. اما هو شعر بأبوته منذ ان استمع لاول صرخة انطلقت من جوف ملاكه الثائرة..
اما ريحانة فشعور رضاها ازداد بقرب ابنتها..

وتلك الريماس تبخل عليهم جميعا
فانها في اليوم الاول.. تبكي وفقط.. وتتمسك بأي اصبع يقع في يدها.. لكن في اليوم الثاني..
وعند تجمع الجميع..
امير وزوجته.. وروزا وابويها.. ورضا وسامر..
اقتربت روزا من ريحانة التي تحملها..
وفي تلك اللحظة جادت عليهم الصغيرة وفتحت خزانتها التي تخبئ داخلها تلك الورود الفيروزية..
اتبهرت روزا.. ورفعت اصابعها لتدخلهم بأعينها..
اجفلت ريحانة التي كانت تتحدث مع رضا.. تبعد ابنتها عن مجال اصابع روزا...

امسكت داليا روزا الصغيرة.. سريعا

تهاتفها بحنان
-ليه كده يا روزا!
نظرت لها روزا بأعين مبهورة
-عينيها زي السما!

ابتسموا علي حديثها..
واقترب منيب ينظر لها.. واتضحت له رؤيتها.. اه من سحر عينيها.. زرقة صافية بلون المياة في يوم مشمس.. وشعر اشقر.. بديع هو مظهرها..

اقترب الجميع لرؤيتها..
وانبهروا بجمال عينيها الواسعة برموش شقراء غريبة.. فيبدوا ان جمالها سيكون عقبة كبيرة..
اخذتها رضا سريعا تخبئها من اعينهم المتأملة.. تحادث نفسها.. ماذا سيفعلون عندما يرون غمازتها اليمنى.. او نملات ذقنها كما اخبرتها ريحانة كما تدعوها..
فتلك الريماس اخذت جميع الملامح البراقة لدى الجميع.. ولم يعلموا من اين اتت بتلك العيون.. الفيروزية اللامعة.

الان يحمل منيب ابنته.. ويجلس بحجرة معيشة رضا.. بينما ريحانة بالداخل تغتسل.. ورضا تقوم بتحضير وجبة متكاملة لتغذية ريحانة.. بينما سامر داخل غرفته..

اه من تلك الصغيرة.. طوال اسهر حملها لم تجعل والدتها تطيق اقترابه.. ولكنها الان ما ان يحملها تستكين.. وتهدأ..

عقد قران .. بقلم Doctoritaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن