1 - أُرِيدُكِ أَنَّ تُحَطَّمِيه

1.8K 138 218
                                    


تَمْضِي اَلْأَيَّامُ فَتَأْخُذُ مِنْ أَعْمَارِنَا مَا تَأْخُذُ ، وَمَعَ كُلِّ يَوْمٍ نَعِيشُهُ يَأْخُذُ مِنْ أَرْوَاحِنَا مَا كُنَّا نَمْلِكُهُ مِنْ بَرِيقِ يَوْمٍ ، وَنَبْقَى نَتَسَاءَلُ بِفُضُولٍ عَمَّا بَقِيَ لَنَا مِنْ اَلْوَقْتِ لِنَمْضِيهُ مَعَ اَلتَّوْأَمِ اَلْوَسِيمِ لِلْجَحِيمِ . . . اَلْمَدْعُوّ بِالْحَيَاةِ .

نُحَاوِلُ اَلْبَقَاءُ مُتَفَائِلِينَ ، نَتَمَنَّى فِي كُلِّ لَحْظَةِ أَنْ نَعِيشَ أَيَّامًا بِلَوْنِ اَلْغُيُومِ ، وَتَحَقَّقَتْ تِلْكَ اَلْأَمْنِيَّةِ فَقَطْ بِحُلُولِ اَلشِّتَاءِ ؛ فَقَدْ أَخَذَتْ اَلْغُيُومُ بِالتَّلَوُّنِ بِلَوْنِ أَيَّامِنَا .

حَيَاتُنَا اَلْآنِ أَشْبَهَ بِالْكِتَابَةِ بِقَلَمٍ أَسْوَدَ عَلَى صَفْحَةٍ سَوْدَاءَ ، وَهَذَا مُخِيفٌ بِحَقٍّ .

بَعْدٌ مَعْرَكَةٍ شِيجَانْشِينَا وَاسْتِرْجَاعَنَا لِسُورِ مَارِيَا تَغَيُّرُ اَلْكَثِيرِ وَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ عَلَى حَالِهِ ، وَلِهَذِهِ اَللَّحْظَةِ لَا زِلْنَا لَا نُدْرِكُ مَا اَلَّذِي وَجَدْنَاهُ فِي ذَاكَ اَلْقَبْوِ ، هَلْ كَانَ اَلْأَمَلُ أَمْ اَلْيَأْسِ ؟ !

وَبِهَذِهِ اَلْحَقِيقَةِ ، تَغَيَّرَ اَلْجَمِيعَ . . . إِيرِينْ تَغَيُّرٍ ، اِرْمِينَ تَغَيُّر ، جَانْ تَغَيُّرٍ ، هِيسْتُورْيَا أَصْبَحَتْ أَنْضَجَنَا ، وَحَتَّى كَوْنِيُّ وَسَاشَا أَصْبَحَا أَكْثَر هُدُوءًا . . .

آهٍ ! مِنْ يُصَدِّقُ ذَلِكَ ؟ !

وَيَبْقَى اَلثَّابِتُ اَلْوَحِيدُ هُوَ اَلتَّغَيُّرُ ، وَلَكِنْ بَعْدَ كُلِّ ذَاكَ اَلَّذِي مَمَرِّنَا بِهِ ، أَلَّا تَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ مِنْ حَقِّنَا أَنْ نَتَغَيَّرَ ؟ !

كَانَ أَكْثَرَ مِنْ تَغَيُّرِ مِنَّا بِشَكْلٍ جَذْرِيٍّ هُوَ إِيرِينْ ، أَصْبَحَ أَكْثَرُنَا هُدُوءًا ، تَفْكِيرًا ، وَرُبَّمَا أَلَمًا . . .

حَقِيقَة كَوْنِهِ بِهَذَا اَلْهُدُوءِ يُؤْلِمُ اَلْجَمِيعُ ، وَخَاصَّةٌ أَنَا فَإِنِّي لَا وَلَنْ اِعْتَادَ عَلَيْهِ هَكَذَا ، وَهُوَ لَمْ يَكُنْ قَطُّ كَمَا اَلْآنِ .

أَصَبَتْنِي قُشَعْرِيرَةٌ طَفِيفَةٌ بِسَبَبَ صَوْتِ أَقْدَامِ لَكِنِّي لَمْ أَهْتَمْ كَثِيرًا .

" مِيكَاسَا أَيُمْكِنُنَا اَلْحَدِيثُ قَلِيلاً ؟ " قَطْعُ صَوْتِهِ تَفْكِيرِي بِهِ ، لِأَرْفَع رَأْسِي مَوْمِئَة لَهُ بِالْإِيجَابِ ، لَا أَدْرِي مَا اَلَّذِي جَاءَ بِهِ اَلْآنِ ؟ وَكَيْفَ جَاءَ دُونَ أَنْ أَحَسَّ بِوُجُودِهِ ؟ وَحَتَّى مَا اَلَّذِي جَعَلَهُ يَسْتَيْقِظُ فِي هَذَا اَلْوَقْتِ مِنْ اَللَّيْل؟

شفق الودق | Mikasaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن