أسبوع آخر قد مرّ و الأوضاع كما هي غير انني بدأت بتكوين صداقات جديده، أم علي القول أن الصداقات هي من جاءتني على أقدامها، إذ ظهر فتى يُدعى ريكاردو و هو من النوع الاجتماعي اللذي يحب الحديث إلى كل من يراه، إنه لطيف غير أنه يستمر بالالتصاق بي كالعلكه و قد بدأتُ أعتاد على الوضع.
و ها هو ذا جالس إلى جواري مع آنجيليتا نتبادل أطراف الحديث...إلا أن ألقت آنجي علينا سؤالاً بدا سؤالاً عابراً و لكنه شغل من تفكيري جيزاً كبيراً.._من برأيكم أكثر الطلاب مهارة في كليه الفنون؟
صمتتُ للحظاتٍ و لم أكن أفكر في إجابه على هذا السؤال، بل في كيف أجعل من اسمي إجابة على هذا السؤال..
عندما كنتُ في الثانويه كانت المعلمه تمتدحني كثيراً لتفوقي على أقراني في الرسم، و لكن الآن رأيتُ في كليه الفنون العديد من المواهب و المهارات، حتى أن البعض قد أثار دهشتي..قاطع تفكيري صوتُ آنجيلا.._كارا ما بك تبدين شارده؟
نفيتُ ذلك بسرعه ثم حاولتُ الخوض في حديثهم من جديد..
_كلا لستُ شاردة... أظن أن صوفيا هي الأكثر مهاره.
أومأت لي آنجليتا توافقني الرأي فمهارة صوفيا لا يتجادلُ فيها اثنان.. على الأقل هذا رأي، رغم أني نادراً ما أمدح شخصاً ما..
_دعكما من ذلك، كارا... هل لي بسؤال؟
كان هذا ريكاردو و حدسي يقول أنه سيسأل سؤالاً أخرق و قد صدق حدسي عندما قال:
_هل تواعدين أحدهم؟
_ما سر هذا السؤال المفاجئ؟
_تبدين كشخصٍ شاردٍ في أموره العاطفيه.ياله من مراهق حالم..
_كلا.
أجبته بأكثر رد مختصر لدي و لكن آنجليتا كانت تنوي الإطاله في الأمر إذ سألتني مجدداً و كأنني لم أُجب للتو..
_أ حقاً لا تواعدين أحداً كارا؟
يبدو أن آنجليتا و حتى ريكاردو تستهويهما أحاديث الفتيات هذه..
_كلا لا أفعل.
_لا شك في أن أحدهم حطّم قلبك الصغير الرقيق.لا يسعني وصف كم بدتْ شاعريةً و هي تقول ذلك..
_كلا هي فقط صعبة المنال.
هكذا قال ريكاردو فتدخلت..
_لا هذا ولا ذاك.
سألتني آنجليتا :
_ماذا إذن؟
صمتُ قليلاً أفكر في رد يقلبُ هذه الصفحه ثم أجبتها..
_فقط كل ما يشغل بالي أمور تتعلق بمستقبلي و مواضيع كهذه..
_ممله أنتِ.
هذا ما قاله ريكاردو.. أقسم أنه فتاة في جسدِ فتى..
تجاهلته فحسب._آه.. تذكرتُ شيئاً.
صرختْ آنجليتا فجأه...فسألها ريكاردو:
_ما الأمر؟
بدتْ متحمسه جداً و هي تقول:
_بعد يومين سنذهب في رحله جامعيه إلى غرناطه و تحديداً إلى الجبال لنقوم برسم المناظر الطبيعيه، سنمكثُ هناك ليومين و سيكونُ الأمر رائعاً.
بدا ريكاردو مستغرباً ثم قال:
_و لكنني لم أسمع بذلك.
_لأنك كنت نائماً.
أجابته آنجليتا زميلتنا، صحيح أنها تسبقني بعام و لكنها عنتْ أنها قامت باعادته نظراً لصحتها التي تدهورتْ في العام الماضي..
_بالمناسبه يا كارا، سمعتُ من آنجليتا أن لديك ورشه في شقتك.
آنجليتا الثرثاره...
_نعم هذا صحيح، قمتُ بإعدادها بنفسي.
_أرغب برؤيتها يوماً.
قال ريكاردو فأردفت آنجليتا:
_وأنا أيضاً فلم يسبق لي أن زرتُ شقتك يوماً.
_ما رأيكم أن تزوروني اليوم إذا، لنذهب برفقه ماتيو فهو سيأتي بعد دقائق على أي حال.
علي أن أبدأ في الاعتماد على نفسي قريباً، لا يعقل أن يُكرس ماتيو وقته من أجلي كل يوم.. قاطع مخططاتي صوت ريكاردو..
_لقد وصل ماتيو بالفعل.
وقعتْ عيناي على ماتيو الذي ترجل من سيارته و سار صوبنا.. كان ريكاردو على وشك الذهاب برفقتي إلى أن أوقفته آنجليتا قائله:
_كلا يا ريكاردو بوسعنا زياره كارا في وقت لاحق، أما الآن دعني أُقلُّك فمنزلك في طريقي و السائق شارف على الوصول.
الحقيقه هي أن منزل ريكاردو ليسَ في طريق آنجي إنما هي تريد مرافقته فقط، و لم يخفى علي أنها معجبه به، لا أدري لماذا...
_حسناً كارا عليك الذهاب الآن، وداعاً.
اقتربت آنجليتا لتعانقني ففعل ريكاردو المثل.. إنه عفوي بشكل كبير، و قد تمكنتُ من ملاحظه آنجي التي تنظرُ له بخيبه، و شخصٌ آخر كان ينظر له بعدائيه كذلك..
أنت تقرأ
إِعزِفْ لِي
Fanfictionهو لا يقول الكثير، ولكن موسيقاهُ تفيض بالمشاعر و على ألحانه أسير كالمُخدره و سمفونيه حُبنا تحكي الكثير. 1 in #literature 2 in #violin ٥ في #كمان لا أسمح بالإقتباس أو النقل.