Part 16

67 11 7
                                    

يومان آخران قد مرا و لم أرى ماتيو، آنجليتا تغيّبتْ اليوم أيضاً، أظنها تتهرب من الدراسة و حسب، لكن ريكاردو قال لي أنه سيزورها اليوم.. ما يُحيرني هو أنهما لم يعترفا لبعضهما حتى الآن، هما فقط يتظاهران بأنهما صديقان..
توجهتُ نحو المخرج برفقة ريكاردو حيثُ وجدتُ سيارةً تبدو مألوفه، إنها سيارةُ ماتيو، مالذي أتى به؟
خرج ماتيو من السيارة تزامناً مع قول ريكاردو:
_يبدو أنك لن تركبي سيارة الأجرة اليوم، أراكِ لاحقاً إذن، وداعاً.
قال ذلك ثم ابتعد، لا يمكن أن يتركني مع ماتيو، لا أريد ذلك!
_كلا ريكاردو،إنتظر، فلنذهب معاً.
توقف و نظر إليّ متعجباً و قبل أن يسألني عن السبب شعرتُ بذراع ماتيو تسحبني بعيداً عن ريكاردو و بالطبعِ كنتُ أُقاومه، و لكن هل سينفع ذلك؟

ابتعدنا عن ريكاردو الذي رفع كتفيه بعدم مبالاة و ذهب في طريقه، بينما ماتيو يحاصرني أمام السيارة..
_ما المشكلة الآن؟
_اصعدي، علينا أن نتحدث.
انظروا من جاء للتحدث!
_ألم تقل أنه لا شيء لتُفسرهُ لي؟!
بدأ الغضب يسكن وجهه، و محاولاته في تبريد اعصابهِ واضحه..
_اصعدي و حسب، أنا أعلم أنكِ في أعماقك ترغبين بذلك، لذا لا داعي للمراوغة.
نجح في قرائتي كالكتاب المفتوح! لكنني لن أتوقف عن المراوغه، إذ حاولت الهرب منه و لكنه أمسك بي و جعلني أصعد السيارة رغماً عني... أم أنني من توقفت عن المقاومه؟!
توّجه إلى مكانٍ ما، لا أدري أين و لكن ما أعلمه أنها حديقة عامه، لكنها فارغه!
ترجلنا من السيارة و عندها وقفتُ شابكة ذراعيّ أسفل صدري و قُلتُ بنبرة منزعجه:
_تكلم الآن، ما الأمر؟
نظر إليّ ببرود، نظرةً جعلتني أرتبك بسبب نبرتي التي كانت وقحة معه..و ليتني لم أرتبك فهو استغلَّ ذلك لصالحه و اقترب مُحتضناً إياي بين ذراعاه، لكنني لم أُقاومه! جزء مني أراد ذلك العناق برغم كل ما حصل..
عناق قد تحوّل إلى قُبلة، قُبلةٌ أبلغُ من عبارات الأسف و الإعتذار أجمع!
_كارا،رغم أنني لا أزال غاضباً منكِ لعدم ثقتكِ بي و لكنني أعترف.. أعترفُ أنني لم أستطع الإبتعاد عنكِ.
_ماذا تعني بذلك؟ هل تلك الصور مزيفه؟
ضحك بخفة ثم أجاب:
_كيف لها أن تكون مزيفة؟! بالطبع هي حقيقيه و لكن..
من شدة لهفتي لبقية الجملة قاطعته:
_لكن ماذا؟
_حسناً، اظن قد حان الوقت لإخبارِكِ، قبل سنواتٍ مضت كنا أنا و ناتاليا على علاقة، إلا أنها لم تكن تُحبني فعلياً، لقد كانت فتاة تحب لفت الإنتباه و جذب الأضواء، كانت فائقه الغرور و متبجحةً كذلك، لكنني أحببتها رغم كل تلك العيوب، لا أدري لماذا، و لكنني أكرهها الآن بالقدْر الذي كنتُ أُحبها به سابقاً، لقد كنتُ أُحبها و اعترفتُ لها بالفعل... كم هذا سخيف، أما هي فقد خاضت علاقه معي مدتها خمسة أشهر فحسب، إذ اكتشفتُ في نهاية هذه الأشهر أنها كانت تخوض علاقه معي لغرض الإنتقام من إحدى الفتيات التي كانت تُحبني، هل تصدقين هذا السبب التافه؟... أنا لا أحب الحديث عن هذا الأمر و لكنني سأُكمل.. كنا نلتقط الصور الحميمه معاً، أنا كنت أخال أنها تفعل ذلك بدافع الحب، و لكنها كانت تفعل ذلك لإرسال الصور لتلك الفتاة التي تُحبني و تكرهها ناتاليا.. في تلك السنوات كنت اسكن مع أسرتي و هي كانت تمضي معظم أيامها معنا في المنزل..
قاطعتهُ قائله:
_هل هذا سبب مغادرتك المنزل؟ أ لأنها كانت تضايقك و تلتصق بك؟
_بالطبع هذا ليس السبب، أخبرتكِ سابقاً أنني أردتُ الاستقلال بذاتي و الإعتماد على نفسي،على أي حال ناتاليا لا تعني شيئاً بالنسبة لي، لا تدعيها تُفسد ما بيننا، أنتِ الوحيده و ما من امرأة سواك، تذكري ذلك جيداً.
عندها شابكت أصابعي العشرة بخاصته فاقتربَ طابعاً قُبلة أخرى على شفتي، قبلة ثم قبلة ثم قبلة و لا أدري متى توقفنا، و لكننا فعلنا و صعدنا السيارة نقصد شقتي على ما أظن..

إِعزِفْ لِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن