Part 10

69 13 2
                                    

انتهيتُ للتو من التنظيف بمساعدة ماتيو، و الساعة الآن الثانيه عشر بعد منتصف الليل، تبقَّى فقط إعادة أثاث الغرفة إلى مكانه لذا عليّ جمع اللوحات التي رسمتها في هذه الفترة و اللوحات التي أحضرتها من منزل والداي و هي من رسمي كذلك.. بينما أنا أجمع اللوحات و أنقلها إلى غرفتي سألني ماتيو:
_ألا تنوين إنشاء معرض يا كارا؟ أنا أرى أن لديك موهبة و أسلوب مختلف.. عليك عرضها للعالم، ألم تقولي أنك تبتغين الوصول للشُهرة؟
_في الواقع يا ماتيو إقامة معرضٍ قد يحتاج للمال لاستئجار المكان، و حتى إن كان هناك معرض يقصدهُ الهواة هل سيقبل صاحب المعرض بلوحاتي؟ و إن أردتُ إنشاء معرضي الخاص فمن الذي سيأتي؟ لن يكونوا كُثُراً.
_لا تقلقي حيال ذلك، سأُساعدك، أعدُكِ بذلك.
_حقاً؟ شكراً لك ماتيو.
_إنه الواجب، أما الآن دعينا نُكمل العمل.

شرعنا في نقل الأثاث و هو كان يصر على أنني يجب أن لا أحمل الأشياء الثقيله و أنه سيتكفل بهذا الأمر و لكنني كنتُ أُصرُّ على حملها معه..
و فور ما انتهينا استلقيتُ على الأرض من فرط الإنهاك، و لم أكن وحدي المنهكه فهاهو ماتيو قد أتاني بزجاجة ماء كبيره كأننا جئنا من الصحراء، و قد سكب لي و أخذ يشرب بينما هو جالس القرفصاء.
_أظن علينا النوم الآن، شكراً لك على مساعدتي.
_لا تشكريني.. هل أعطيتهم عنونكِ؟
_أ تقصد والداي؟ نعم أعطيتهم إياه.
صمتتُ قليلاً ثم أردفت:
_هل تشعر بالنعاس؟
_كثيراً.
_كيف ستعود بأمان لشقتك إذن؟
_سأعود لا تقلقي.
_كلا، القياده بحالتك هذه و في هذا الوقت أمرٌ خطر، إبقَ الليلة هنا و نَم في الغرفة التي أعددناها، و غادر غداً في الصباح الباكر.
_هل أنتِ متأكدة أنني سأصحو غداً باكراً؟ ما لا تعلمينه أن نومي ثقيل و قد لا تتمكنين من إيقاظي.
_سأتمكن من ذلك، لا داعي للقلق.

°°°

مضت ساعات.. لا أعني ساعاتاً كانت مدةً لنومي بل ساعات و أنا أحاول إيقاظ ماتيو، و قد جربت كل الطرق بالفعل.. من صفع وجنتيه إلى رشّهِ بالماء و حتى دغدغته و لكنه لم يحرك ساكناً، فقمت بتشغيل الموسيقى و الصاخبة منها تحديداً، لكن لا نفع..
قمتُ بسحبهِ من الفِراش و كم كان ذلك صعباً فهو ثقيلٌ كنومهِ و قُمتُ بإدخالهِ أسفل سريري في الغرفة الأخرى و ألصقتُ على قميصهِ ورقةً كتبتُ عليها أن عليه أن يبقى أسفل السرير إلى أن أتدبر أمر والداي إذ فكرتُ في دعوتهما لتناولِ الإفطار في الخارج.. إن لم يوافِقا فسأكون في مأزقٍ لا مهرب منه..

بعد فترة من الوقت أملتُ خلالها أن يستيقظ ماتيو و لكننه لم يفعل حتى ظننتُ أنه في غيبوبه، سمعتُ طرقاً على الباب و كما توقعت.. إنهما والداي.
قفزتُ عليهما في عِناقٍ طويل فلقد اشتقتُ لهما حقاً..
_أوه كارا لقد أصبحتِ نحيلة، هل أجهدتِ نفسك؟
_كلا يا أمي، ثم أنني مشتاقة لكما.
_و نحن كذلك يا ابنتي.
هكذا قال أبي.. و بعدها أردفت:
_لا شك أنكما مُتعبان، هيا إلى الداخل.
_في الواقع يا ابنتي لقد ظلت والدتكِ تشتكي طوال الطريق من التعب..
قاطعتهُ أمي قائلة:
_نعم و لكن التعب قد زال فور ما إلتقيتك يا كارا.
قمتُ بأخذ حقيبتهما متوسطه الحجم و أدخلتها الغرفه و قد تبعاني إلى هناك و بالطبع لم أنسى إقفال غرفتي بالمفتاح في حال تجاهلَ ماتيو الورقه، أما إن استيقظ و قام بطرق الباب... حسناً هذا مستبعد، فهو يعلم أن والداي سيأتيان..
_بالمناسبه كم ستمكثان هنا؟
_يومان فقط فلدينا أعمال تركناها خلفنا.
أجابني والدي..
_هذا مؤسف حقاً، لقد كنتُ آملُ أن تمكثا أسبوعاً أو اثنين..
_لا عليك يا ابنتي، لقد خبزتُ لكِ الكعك الذي تُحبينه.
أمي رائعه.. ليس لأنها خبزت لي الكعك، هي رائعة و حسب، كلُّ منزلٍ خالٍ من رائحة أمي و صوتُ أمي لا يحق لي تسميتهُ منزلاً!
_شكراً لكِ حقاً لقد اشتقتُ لهذا الكعك.
قلتُ جملتي مرفقة بقُبلة على خدها..
_أنا من ذكّرتها بأن تخبزهُ لك، أعلم أنك تُحبينه.
كنتُ في البداية أستغرب أنها تذكرت خبزهُ لي، فأمي أحياناً تنسى هذه الأشياء.. هذا يفسر الأمر إذن!
_شكراً أبي،أنتَ مدعو لوجبةِ إفطار الليله على حسابي.
_أ تقصدين النقود التي منحناك إياها؟
_هيا أبي.. لا داعي للإحراج.
_أنا أُمازِحكِ فحسب.
ضحكَ والدي فقاطعه صوت أمي قائله:
_فلنذهب الآن إذن، أنا جائعه.

إِعزِفْ لِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن