Part 14

68 10 0
                                    

عُدت لغرفة الطعام لأنني تذكرتُ أنني نسيتُ هاتفي هناك، بينما ماتيو ذهب إلى غرفته بعد أن قال أن لديه شيئاً ما يبحثُ حولهُ، هو يبدو مشغولاً مؤخراً..
دلفتُ الغرفة فوجدتُ ناتاليا تعبثُ بهاتفي! ماذا تُريد هذه المرّه؟ ألم تكتفي بعد؟!
وضعتْ الهاتف على الطاولة فور ما لمحتني، فتوجهتُ نحوها بغضب و التقطتُ الهاتف..
_ماذا الآن؟ هل تُريدين قراءة مُحادثتي مع ماتيو لتقتنعي بأنكِ مجرد دخيله؟
ضحكت بسُخرية ثم أجابت:
_و لماذا قد أقرأ محادثتكما المبتذله؟ فقط كنتُ أتسآئل لماذا هاتفكِ ليس خُردةً كما كنتُ أظن؟.
بدأت تثير إستفزازي و لن أخوض معها في شجار كهذا، يُقال لا تتجادل مع الأحمق فقد يخلط الناسُ بينكما!
_أوه عزيزتي كارا الصغيرة.. إن كنتِ تظنين أن ليس لي سوى ماتيو فأنتِ مخطئه، لستُ أهيم به عشقاً بل هو من يفعل، و أنا أحب ذلك، لهذا فقط إغربي عن هُنا.
أطلقتُ ضحكة ساخرة.. هل قالت أن ماتيو يهيم بها عِشقاً؟ هذا واضح.. و هل قالت لي أن أغرب؟
_للأسف لن أغرب بل سأظل مشرقة حتى تحترقي.
لم أكن أحب الشجارات و المجادلات أبداً، كنتُ أفضل دائماً أن أرد على الناس بالصمت المستفز، كنتُ دائماً أتجاهل ولا أصدق الآن أن فتاة من النوع السخيف جعلتني أرد عليها.. عارٌ علي!
_كارا عزيزتي، لا تسرحي بخيالكِ بعيداً، لا أظن ماتيو يحبك فلو كان يحبك حقاً لأخرجني من حياته، و لكن انظري الآن.. لقد قبّلته بالفعل و لم يُمانع،لماذا لم يُمانع في رأيكِ؟

هل هي إحدى ألاعيبها مجدداً أم هي الحقيقه؟ لماذا لم يُمانع؟

_أرى أنكِ بدأتِ تُبصرين أخيراً، لا أحب ملامحك المنصدمه فحسب بل الحائرة أيضاً، كوني مستعدة للصدمة القادمه، للأسف لن أكون موجودة لرؤية وجهكِ.
الصدمه القادمه؟و هل تظن أنني سأقع في مكائدها مجدداً؟!
على أي حال تبقى يوم غدٍ فقط و لن أُبصر وجهها ثانية.

ذهبتُ إلى غرفة آنجليتا لنتحدث قليلاً.. التحدثُ إليها يجعلني أنسى الغضب الذي سببتهُ لي تلك اللعينه!
دلفتُ الغرفة فوجدتها تحفرُ في خزانة ثيابها..
_عن ماذا تبحثين؟ هل أساعدك؟
رفعت أحد حاجبيها بإستفهام..
_ألم يخبرك ماتيو أننا ذاهبون غداً لركوب الخيل؟.

و هل هو نفسه كان ليتذكر ذلك؟

_كلا لم يخبرني.
_لقد حلّ المساء، متى كان ينوي إخباركِ؟
لم أُجبها فأردفتْ:
_على أي حال تعالي و ساعديني في إختيار ملابسي، أما بالنسبة لثياب الفروسيه فهي موجودة في مزرعتنا.

نحن سنذهب لمزرعتهم إذن..

أخذت أبحث في خزانتها عن ثياب تُناسب المزرعه، فانتقيتُ تنورة بنية اللون متوسطه الطول مع حزامٍ على شكل جديله بنفس اللون، و قميصاً أبيض عليه بعض النقوش لأزهارٍ و أوراق شجر، مع حذاء بني طويل العنق مثل أحذية رعاة البقر (boots) . حسناً، هذا ما أراهُ مناسباً لمزرعه..
_أوه كارا إنها تبدو جيدة، سأرتديها غداً، و لكن هل أترك شعري منسدلاً أم أرفعه؟
_ارفعيه على شكل ذيل الفرس.
_و ماذا عنكِ؟ ماذا سترتدين؟
أنا لم أجلب معي أي ثياب تُناسب هذه الرحله!
_سأرتدي أي شيء.
_ماذا جلبتِ معكِ من ثياب؟
_فقط الثوب الذي ألبسه الآن و ثوب آخر ليوم غد، إنه طويل و لن أتمكن من التحرك به بحرية غداً.
_لا بأس سأُعيركِ بعض ملابسي.
_شكراً.

إِعزِفْ لِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن