مرّ يومٌ و ها نحن جالسون حول طاولة في أحد المطاعم، وصل ماتيو للتو و يتوجب علي الآن تعريفهم به..
_إذن كارا، هل هذا هو صديقك؟
سأل والدي فأجبته تزامناً من جلوس ماتيو و إلقائه التحيه:
_إنه هو، مرحباً ماتيو، شكراً على الدعوه.
_مرحباً سيدي و سيدتي، يسرني أنكما قبلتما الدعوة.
قالت أمي متفاجأه:
_هل أنت ماتيو؟ إنه نفس الفتى الذي في اللوحه، رغم أنها كانت ممزقة قليلاً و لكنني أستطيع أن أجزم أنك هو.
صحيح فلقد سبق و مزقتها عندما كنتُ أظن أنه تهرّب مني.. فجأة تسائل والدي:
_عن أي لوحة تتحدثين عزيزتي؟
_سأخبرك لاحقاً، إذن ماتيو، لقد حدثتني كارا عنك قبل مجيئنا، لكنني أحبذ أن تخبرنا أنت عن نفسك.
_أنا موسيقار في الثانيه و العشرين، شقيق صديقة كارا.
_نعم و أعلم أنك صاحب شهرة كذلك، ، يالهُ من تواضع.
_أشكرك سيدتي.
_نادني بخالتي.
_حسناً خالتي.
تدخلتُ قائلة:
_يبدو أنكما على وفاق إذن..
_آمل أنكما موافقان بي كصديق لابنتكما.
أجابه والدي:
_يبدو أن كارا تحبك، كما أظن أنك جيد لها و لكن إن قمت بإغضاب ابنتي في يوم من الأيام أو الإساءة إليها..
قاطعتهُ قائلة:
_كلا يا أبي إنه طيب معي.
أعقبت أمي بسؤال كنت متأكدة أنها ستسأله:
_متى ستتزوجان إذن؟
قلتُ غاضبه:
_أمي.. إنه مجرد لقاء تعارف، لماذا سنتحدث عن أمر كالزواج؟
_ما الأمر يا كارا ألا تريدين الزواج من ماتيو؟
احمرت وجنتاي قليلاً فتخيُل هذا الأمر مُخجل قليلاً و بدأت أتخيل أشياءً و أشياء.
_ليس الأمر كذلك و لكننا مشغولان في الوقت الحالي.
تدخل ماتيو قائلاً:
_في الواقع يا خالتي، لدي شيء ما علي إنجازه و لذا..
قاطعه أبي :
_لا بأس بُنَي، أنا أتفهم.
مرّت ثوانٍ من الصمت إلى أن وقفت أمي قائله:
_كنا نود الحديث معك أكثر يا بُني و لكن الوقت يُداهنا، لذا علينا الرحيل، وداعاً.
_وداعاً يا خالتي.هكذا جرى اللقاء و قد كان سريعاً و رسمياً نوعاً ما و ذلك ما ضايقني.. لكنهم سيعتادون على الأمر مع الوقت، يكفي أنهم لا يكرهون ماتيو، و قد استغربت أن أمي لا تكرهه رغم علمها أنه هو نفسه الذي كان في الغرفه، لكن لا يهم، هذا جيدٌ في الواقع.
فور وصولنا للشقة ذهبت للمطبخ إبتغاء الحصول على وجبة جيده إذ لم أتمكن من الأكل لأنني كنتُ متوترة قليلاً، خشيت أن يجري الأمر على نحو سيء.
حملتُ طبقاً و توجهت لغرفتي أنوي الإتصال بماتيو فنحن لم نتحدث منذ مدة أما والداي فهما في الغرفة الأخرى يتحدثان، ربما عن ماتيو، لا أعلم..
ستكون مكالمة قصيرة فأنا أريد إمضاء المزيد من الوقت مع والداي فهذا آخِر يوم لهما..إتصلتُ بماتيو و لكنه لم يرد من المرة الأولى، فعاودتُ الإتصال و لكن لا رد..
ألقيتُ بالهاتف جانباً و نهضتُ لفعل أي شيء أُلهي به نفسي لكن عندها بدأ الهاتف بالرنين.._مرحباً ماتيو، اتصلت بك و لكن لم ترد.
_نعم أنا في منزل العائله، كنت أتحدث مع أمي في أمر ما.
_هل من خطب؟
_كلا، كل ما في الأمر أنها أرادت إقامة حفل لمولدي، مع أن لا داعي لذلك و لكن..
قاطعته بسرعه:
_هل كان عيد مولدك اليوم؟ لماذا لم تُخبرني؟
_ليس اليوم يا فتاه، بل الغد، و لقد اتصلتُ بك لدعوتك.
_هذا رائع.. لكن أين سيُقام؟
_لم أكن أعلم أنك تُحبين هذا النوع من الإحتفالات، على أي حال سيقام في منزل العائله.
منزل العائله؟ أ هذا يعني أنني سألتقي والديه و الكثير من معارفه؟ لست مستعدة لذلك البته! ظننتها حفلة بسيطة سيحضرها أصدقاؤه فقط!
_لا أحب أعياد الميلاد في الواقع، و لكن عندما يكون عيد مولد حبيبي فالأمر يختلف.
_عندما تقولين(حبيبي) هكذا، يبدو الأمر رائعاً،ليتني أسمعها مراراً و تكراراً.
_ماتيو.
_نعم.
_لا أظن والديك سيُحبانني.
_لا تفكري بهذه الطريقه، في الواقع يا كارا لا أستطيع إخفاء أن والدتي صعبة المِراس، لكنني أضمن لكِ أن والدي سيُعجب بك، في النهاية أنتِ إختياري، إختياري الخاص، حتى إن وقفت ضدنا شعوب، أنتِ لي ولا شيء سيحول دون حدوث ذلك.

أنت تقرأ
إِعزِفْ لِي
أدب الهواةهو لا يقول الكثير، ولكن موسيقاهُ تفيض بالمشاعر و على ألحانه أسير كالمُخدره و سمفونيه حُبنا تحكي الكثير. 1 in #literature 2 in #violin ٥ في #كمان لا أسمح بالإقتباس أو النقل.