Part 12

69 12 6
                                    

عُدتُ إلى المنزل برفقة آنجليتا هذه المرة، إذ أننا نريد أن نتجهز سوياً للحفل، أم بالأصح آنجليتا هي من تُريد تجهيزي، حتى أنها جلبت لي ثوباً كهدية.. كيف أُقنعها أنه حفل مولد ماتيو و ليس حفل زفافي؟!
و هاهي واقفة تصفف لي شعري بعد أن جعلتني أرتدي الثوب..
_لقد لاق الثوب عليك كثيراً يا كارا، إنه يتلائم مع لون عينيك لذلك اخترتهُ لكِ خصيصاً.
هي لا تنفكُّ تتحدث عن الثوب! في الواقع ذوقها مميز، أنا أعترف، لقد إختارتْ ثوباً أخضر مُزرَق... أي أنه مزيج من الأزرق الفاتح و الأخضر من درجة متوسطه، و لكن هذا الثوب يميلُ أكثر للأزرق الفاتح، و لونُ عينيّ أزرق فاتحٌ كثيراً، لذلك بدا الثوب ملائماً، كما يلُفُّ خصرهُ حزام، و هو يُبرِزُ كتِفيّ قليلاً، أما أكمامه فهي متوسطة الطول تصِلُ لمفصل يدي، و الثوبُ متوسط الطول كذلك. علي الإعتماد على آنجي من الآن فصاعداً في إختيارِ ثيابي.
_هلْ أَترُكِ لك شعركِ منسدلاً أم أرفعهُ؟
_إتركيه منسدلاً فقط.
أخذتُ أتأملُ إنعكاسنا على المرآه، كم تبدو آنجليتا مهتمه و فائقه العنايه، لا أدري لماذا! و لكن يجب أن لا أبحث عن سبب في كونِ أحدهم طيباً!
هي صديقة واحدة،و لكنني برقفتها أرى الحياة بسيطة، بوجود آنجليتا لا حاجة لصديقة أخرى..
فتاة بقلبٍ يسع الكون كله، تُحيطها هالة من المرح و أخرى من النقاء!
_يكفي هذا يا آنجليتا، دعيني الآن أضع لك مسحايق التجميل فهذا الشيء الوحيد الذي أبرعُ فيه.
_حسناً هيا.
وقفتُ فجلست مكاني و أخذتُ أضع لها القليل فقط من مساحيق التجميل فهي لا تحتاجها، و كيف برأيكم ستكون نسخة ماتيو الأُنثويه؟!
وضعتُ لها ما يُبرِزُ ملامحها فائقه الأنوثه..
_كارا،لم أكن أعلم أنكِ تُجيدين ذلك!
ضحكتُ بخفة..
_كما لم أكن أعلم ذوقكِ السحري في إختيار الثياب.
_نعم هذا صحيح، أنا بارعة في عدة أشياء و أتمتع بعدةِ مواهب.

ما كان علي أن أمتدحها!

_نعم هذا صحيح، تتمتعين بعدةِ مواهب.
_هل تقومين بِمُسايرتي الآن؟
_هل لتوّكِ أدركتِ؟
_قاسيةٌ أنتِ.
أخذتُ أضحك على دراميتها و تعابيرها المنزعجه و المُحبَطه، هي تبدو ظريفة في الواقع..
_توقفي عن الضحك و أسرعي لقد تبقى نِصفُ ساعة على بدءِ الحفل.
_إنتهيت.
نهضتْ آنجليتا و ارتدتْ الحذاء ثم غادرنا الشقة برفقة سائق عائلتها الذي أوصلنا إلى الوجهه..
وقد كان قصراً باذخ الفخامة، فائق البهاء كما توقعت.. ليس كما توقعت، إنما فاق توقعاتي، و أنا لا أرى فيه الثراء بقدر ما أرى الجمال، لا أرى عدد الأثاث و نوعه و كم هو باهظ الثمن، بل أرى درجات الألوان المنسقة ببراعه و مواضع الأثاث المُختاره بإحترافيه، لم تُدهشني أنواع الأزهار النادرة بقدر ما أدهشني أشكالها الساحره و ألوانها الفاتنه، و كيفيه تنسيق الحديقه الذي يبدو أنه تم على يدِ محترف!

دلفنا إلى مكانٍ واسع صاخب، مليئ بالحضور... يبدو أنها قاعة الإحتفال، و لكن أين صاحبُ الحفل؟ و هل ستنالُ هديتي إعجابه؟
قاطعَ تساؤلاتي صوت آنجي التي قالت بنبرة خبيثه:
_أتساءل كيف ستكونُ ردة فعلك عندما ترين المُفاجأه؟
_أيُّ مُفاجئه؟
_المفاجئه التي حضرها لكِ ماتيو.
ما الذي سيحدثُ الآن؟! هل صاحب الحفل يُحضِّرُ مُفاجآت للحضور؟ و على ذكرِ ماتيو أين هو الآن؟

إِعزِفْ لِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن