The Last Chapter

64 10 21
                                    

مضتْ ثمانية أعوامٍ على وفاة آنجليتا، ظللتُ خلالها أحاول مواساة الجميع، خاصةً ماتيو الذي ترك العزف و المعهد الذي كان يُدرِّس به، و قد أوشك على التخلي عن فكرةِ فتح مدرسةٍ موسيقيةٍ خاصة به لكنني كنتُ أقول له أن الحياة لن تتوقف و أنها مثل العجلة، لكي تحافظ على توازنك عليك بالاستمرار في الدوران..

كنتُ أقولُ ذلك في الوقت الذي كنتُ أحتاجُ فيه لشخصٍ يواسيني و يُخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية..

أما ريكاردو فقد قام بعد ذلك اليوم بأسبوع بالمشاركةِ بإحدى لوحات آنجليتا في معرض الكلية، و قد نالت اللوحة إعجاب الكثير من الناس و لكن آنجليتا لم تكن هناك لترى ذلك!
ثم سافر إلى باريس عاصمة الفن و أكمل دراستهُ هناك، و أخبرنا أنه بدأ العمل هناك، و هو لا يعود من باريس إلا في الشهر الذي توفيت في آنجليتا ليقوم بزيارةِ قبرها في اليوم الذي ماتت فيه و يخبرها أنه لا يزالُ يُحبها!

كنّا دائماً نُخبرهُ أن يواصل حياتهُ و يتزوج و يُنجب أطفالاً و لكنه دائماً ما كان يقول:( إن قلبي هرب معها إلى السماء، أو ربما مدفونٌ بقبرها، لا أعلم.. كل ما أعلمهُ أن ليس لدي قلبٌ لِأُحِب به فتاةً أخرى).

°°°

_كارا هيا أسرعي كي لا تتأخري عن مُقابلتك.
صدح صوتهُ يحثني على الإسراع فأجبته:
_لا تقلق لقد أوشكتُ على الإنتهاء.
بينما كنتُ أُصفِّف شعري و أضع اللمسات الأخيرة سمعتُ وقع أقدامها تركض بخفةٍ إلى أن دخلتْ غرفتي..
_هيا يا أمي بسرعة، أنا متشوقةٌ لأراكِ على التلفاز.

نعم لقد تزوَّجتُ من ماتيو و أنجبتُ ابنتي آنجليتا ذات الأربعة أعوام، إنها عزاؤنا فهي نسخةٌ مصغّرةٌ عن عمتها المُتوفاة!

_حسناً يا صغيرة الكنغر لقد انتهيت.

أنا أُطلق عليها لقب صغيرة الكنغر فهي لا تتوقف عن القفز، حتى عندما أُناديها لا تسيرُ إليّ بل تأتي قافِزة.

خرجتُ من الغرفة فوجدتُ ماتيو واقِفاً قبالتي ينظرُ إلي من رأسي إلى أخمص قدميَّ إلى أن قال:
_تبدين جميلة.
ابتسمتُ بخفةٍ على تعليقهِ فأردف:
_و الأهم من ذلك أنكِ ترتدين كفنانةٍ حقيقية.
_أنا فنانةٌ حقيقيةٌ بالفعل..
قهقه ماتيو على كلامي و قال رداً قد توقعته:
_أصابتكِ موجةٌ من الغرورِ فقط بسبب مقابلتكِ على التلفاز، هل ستمرين من جانبي بدون إلقاء التحية علي غداً؟
نقرتُ جبينهُ بعبثٍ بينما أضحك..
_توقف عن السخرية، لقد كنتُ أُمازِحكَ و حسب..
_نعم نعم استمري بالمزاح أيتها الرسامة المغرورة.
قالها بينما يُبعثر شعري الذي تعبتُ في تصفيفه، و في تلك الأثناء خرجت آنجليتا الصغيرة من الغرفة و وجهها ممتلئ بمساحيق التجميل.. يبدو أنها كانت تعبث بأغراضي كالعادة!

إِعزِفْ لِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن