Part 7

89 15 13
                                    

جالسة على الكرسي أتناول الطعام برفقه ماتيو كما ينبغي أن يكون.. الساعه الآن الثامنه مساءً، إنه يبدو كموعدٍ و هو موعدٌ بالفعل عدا أننا لا نتواعد، كما أننا لم نخطط الخروج في موعد و لكنه القدر.. أو بالأصح إنه التحدي..

_إذن كارا هناك سؤال أردتُ سؤالك له منذ فتره.

سؤال أراد سؤاله لي؟ عندما يقول لك شخص أنه يرغب في سؤالك عن شيء معين و هكذا من دون مقدمات.. لا شك أنك تشعرُ بالحماس و الفضول.. و هذا بالضبط ما أشعر به و لكن يجب أن لا أسرح بخيالي..

_ما هي مخططاتك؟
_مخططاتي؟ عن ماذا تتحدث؟ لا أخطط لشيء.
هل تصرفاتي معه أوحت له بحبي؟!
_أعني ما الذي تخططين له عند تخرجك؟ يبدو أنك فهمتِ الأمر على نحو خاطئ.

كما قلت.. يجب أن لا أسرح بخيالي..

_في الحقيقه أنا أحلم بأن أصير رسّامة مشهوره، لكن كما تعلم ذلك يحتاج الكثير من الجهد و لكنني حقاً أحب الرسم.
_هكذا إذن.. أتمنى لكِ التوفيق.
_ماذا عنك؟
صمتَ لبرهه ثم أجاب..
_في الواقع لقد حققتُ حلمي بأن أصبح عازفاً مشهوراً و لكنني مشهور على مواقع التواصل الاجتماعي إذ أقوم بنشر مقاطع و عروض حيّه تلقى استحسان محبي الموسيقى الكلاسيكيه.. حتى أصبحتُ معلم موسيقى..
_حقاً،هذا الرائع..
إعجابي به يزيد مع كل ثانيه تمُر..
_بالمناسبه.. لديّ حفلٌ موسيقيٌ في الغد، لذى لن أستطيع إيصالك بعد الدوام بسبب تجارب الأداء، أعتذر حيال ذلك..
هو ليس مرغماً على إيصالي.. كم هو لبق.. أم أنني مهووسة به؟!
_لا عليك، لا بأس.
صمتَ لبرهه كأنه يفكر في شيء ما ثم قال:
_سيُزعدني إن حضرتِ الحفل.
وددتُ لو أقول له سيسعدني أنا كذلك ولكنني قلت:
_سأحاول الحضور.

فتاي الذي أُناديه بِياء الملكيه و لكنني لا أملكه.. و لن أملكه بل هو من ملكني دون أن يطلب.. أم أنا من ملّكتُ نفسي له دون أن يطلب؟!
فتاي الذي يقتحم تفكري كلّما مرّ علي وقتُ فراغ، فأصبحتُ أشغل نفسي حتى لا أفكر فيه، فأصبح يقتحم عقلي في غير أوقات الفراغ.. عقلي الذي أمسى مسكناً لذِكراه...

جعلتني أصارع كبريائي حتى غلبته.. كبريائي الذي لا طالما تغلّب علي.. غلبته في سبيلك.
لا أعلم لِمَ أدفع بنفسي إلى الهاويه.. و إني لَأعلم أنها هاوية.. لكن تلك الهاويه هي الحب.. السقوط فيها جميل و لكنه كالسراب.. تسير إليه بآخر نَفَسٍ لديك و ما إن تدركه يختفي.. تخالها واحه و تدرك أنها سراب بعد فوات الأوان.. بعد أن تكون عاشقاً هائماً بآمالك الخائبه و أحلامك المستحيله..

استفقتُ من شرودي على صوته..
_إذن كارا، شكراً على الوجبه.. هل نذهب الآن؟
ليتك تبقى قليلاً.. علينا القيام بالمزيد من التحديات و أن أخسر فيها متعمده فنذهب لتناول الطعام، صدقاً بدأت أقع له عميقاً جداً..
_فلنذهب إذن.

إِعزِفْ لِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن