Part 15

68 11 9
                                    

هذا الرقم الغريب اللعين قد أتاني بصورٍ كاللعنة! و أظنني أعرفُ هويّة المُرسل، فقد كانت صور لناتاليا و ماتيو، يبدو أنهما من التقطاها، ولا يمكنني وصفُ كم كانت تلك الصور غراميه! أم يجدرُ بي القولُ أنها مثيرة للإشمئزاز!
صور لهُ و هو يُعانقها من الخلف و صور لها و هي تُقبلهُ و غيرها الكثير، حتى أنني لا أريد الإطلاع عليها جميعها، إذ لا أستطيعُ ذلك.. لا أستطيعُ أنا أرى ماتيو و هو قريبٌ لتلك الدرجة من فتاة غيري، تلك الصور تؤلم، بكل ما تعنيه هذه الكلمه من معنى... تلك الصور تُحرقني حية! فقط ما تفسير ذلك؟ أريد أن أسمع أي شيء حتى لو كان غير مُقنع، ما علاقة ماتيو بتلك اللعينه؟ هل يُحبها؟ بل هل يُحبني؟ ماذا كان يحدثُ في ذاك اليوم؟ ربما تم إلتقاط هذه الصور عندما كانا في غرفته البارحه، فناتاليا كانت ترتدي نفس الثياب التي في الصور! ما القصة تحديداً أنا لا أفهم؟ ما هو موقعي من الإعراب؟ على الأرجح أنا تاء التأنيث.

توجهتُ إلى شقة ماتيو تحت ظلام الليل، مظلمٌ تماماً كقلبي في هذه اللحظة.. قلبي الذي بِتُّ أبغضهُ بشدةٍ لوقوعهِ في حب ماتيو..
وصلتُ الشقة و سرعانَ ما بِتُّ أطرق الباب بقوة كالغضب الذي استفحلَ داخلي!
فتحَ الباب بوجههِ المُرتاب و لكنني لم أُعطِهِ فُرصة للتحدث، إذ دخلتُ دون الاستئذان، و جلستُ على الأريكة بتعب، ليس جسدي هو المتعب إنما روحي، أيُّ خطأ إرتكبتهُ حتى أُقابلَ بالخيانة؟!
_فسّر هذا.
عرضتُ الهاتف قبالتهُ و أخذتُ أمرر عليه الصور تِباعاً، و كل ما بدا على وجهه هو تعابيرٌ خائبه، لِمَ الخيبه يا عزيزي؟ أليستْ تليقُ بي أكثر؟ أم أنه الندم من فعلتك القذره؟!
_كارا.. ألا تثقين بي؟
أطلقتُ ضحكة ساخرة.. و هل الجميع يستحق الثقه؟
_أنتم الرجال تريدوننا أن نتغاضى عن أي شيء تحت مسمى الثقه، ثم كيف تأتي الثقه و هذه الصور على هاتفي؟
ما كان علي تركُ هاتفي في غرفة الطعام لتعبث به تلك الأفعى، يبدو أنها أخت رقم الهاتف، رغم أنها تأتيني بالصدمات و لكنني لا أريد..
يقولون أن الصدمات تكشف لك الحقيقه، هي قاسيه و لكنها صادقة، و لكن إن كانت هذه الحقيقه فإنني أُفضل أن أبقى مخدوعة!
_إن كنتِ لا تثقين بي فلا سبب لأُفسر لك هذا.
عجباً، و أنا التي كنتُ أظنه سيعتذر!
_حسناً إذن ،لا تفسر شيئاً فالأمر لا يحتاج تفسير!
قلتُ ذلك ثم خرجتُ و لم أنسى صفق الباب بقوة حتى ظننتهُ سينكسر!
لا أدري هل أغضب أم أحزن؟ كل ما أعلمهُ عن نفسي الآن هو أنني لستُ بخير، هذه أول مرة لي و هذا أول شخص أُحبهُ بصدقٍ هكذا، و لكن ماذا حدث في النهاية؟! ياللقدر الساخر! تخال نفسك في حلم فيتبيّن أنه كابوس! كابوسٌ يجعلك تستفيق و أنت مفزوع، تُقاوم نبضاتك السريعه و القويه، تلك النبضاتُ الخائفه، لكنك تستفيق في النهاية.. أي أنك لا تعلق في ذاك الكابوس الدهر كله، و هذا ما حدث.. لقد استفقتُ مقررةً أنني لن أخوض في علاقة عاطفية مجدداً، و الحقيقة أنني لم أكن أؤمن بهكذا أمور، كنتُ أسأل نفسي لماذا يخوض الناس في علاقه يعلمون أنهم لن يخرجوا منها بشيء سوى قلب محطم غير قادر على الوقوع في الحب؟ و ماذا حدث بعد ذلك؟ قابلتُ رجلاً زيّنتهُ لنفسي و ظننتهُ استثناء، عشقتهُ و هِمتُ بهِ حتى النخاع، و كم كُنتُ سازجه!
فقط علي النوم الآن، الوقت تأخر ولا أزالُ أسيرُ في الطرقات، متوجهة نحو الشقه..
وصلتها و سرعان م استلقيتُ على سريري، لا أشعر بالنعاس.. أريد أن أنام و لكنني لا أستطيع، يبدو أنني لن أستطيع النهوض غداً صباحاً.

إِعزِفْ لِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن