#الفصل_التاسع_والاربعون(الاخير)
شعر بالرعب يسيطر علي كل جوارحه من صمتها ونظرتها تلك فـ قبل أن تاخدث سبقها بلهفه ونبره ملتاعه حزينه
- قبل ما تكسري قلبي وقلبك يا ميسره ان بترجاكي متهدميش اللي فاضل ارجوكي ، انا مش هقدر أكمل من غيرك انتي وسفيان والله مش هقدر ، ارجوكي سامحي واغفري ، غلطه ومستحيل تتكرر أبداً
نظرت اليه بوجع شديد وهمست بضعف وأعين دامعه
- انت مش مديني فرصه يا أيوب ، مش مدي لعقلي فرصه يرفض ، قلبي بيوجعني اوي ، هحس اني معنديش كرامه لو رجعتلك ، ترضهالي...؟!
اتجه اليها بلهفه ومسك وجهها بحزن واردف بنبره صادقه
- كرامتك من كرامتي انا عمري ما هعتبر رجوعك ليا كده ، عمري ما هبصلها كدا اقسملك دا حب يا ميسره متنكريش ، حبي لسه في عينكي واضح عليكي زي ما واضح عليا ، متدمريش قلبك بإيدك ، انا غلطان ومعترف بغلطي وانا أهو قدامك بترجاكي بس تغفري وتسامحي ، بترجي قلبك الطيب دا وحياه سفيان يا ميسره ارجعي معايا وانا هداوي جرح قلبك ، بس محتاج حضنك بس والله مش محتاج غيره ، محتاج احس اني مش يتيم ، انا هايف اموت لوحدي خايف اخسرك ، انا كنت بموت بالبطئ في الايام اللي فاتت دي ، انا محتاجك في بيتي ، محتاج احس بنفسك وبنفس سفيان بس ، محتاج احس بالدفا اللي هاجرني يا ميسره ، محتاجه فوق ما انتي متصوره..!
نظرت اليه بوجع شديد ، ولكن قلبها يدق بقوه متلهفاً لما يقوله ، قلبها يشعر بصدق كلماته ، عقلها وقف عن التفكير ، هي بالفعل لن تستطع البعد عنه لن تستطع ان تظل وتعيش حياتها بدونه ، تعلم انها تحبه بل تعشقه وتلك الايام التي ابتعدتها عنه تمزق قلبها وشعرت بالمراؤه والوحده رغم وجود طفلها ووالديها ، دائما تشعر ان هناك شئ هاماً ينقصها ، نظرت اليه بدموع ، ونظر هو لها برجاء شديد ، ابتسم إبتسامه صغيره وانهالت دموعها بكثره ، فنظر اليها بعدم تصديق ، بالفعل إبتسمت في وجهه ، لا لن يصدق الان يشعر بإنه في حلم ، ابتسامتها تعني انها سامحته...؟!
نظر اليه برجاء وهمس بضعف
- سامحتيني ، موافقه ترجعي معايا...؟!
نظرت اليه ومازالت ابتسامتها الصغيره مرتسمه علي ثغرها
- موافقه ، بس مسامحتكش..!!
نظر اليها بوجع وعدم فهم فأكملت حديثها وهي تنظر الي عيناه بعمق
- مش انت قولت انك هداوي جروحي وهتخليني اسامحك بس محتاجني اكون جمبك..؟!
نظر اليها بلهفه واومأ ايجاباً مؤكداً حديثها فقالت بإبتسامه اتسعت قليلا
- وانا مستنياك تداوي جروحي وساعتها هسامحك فعلا
إبتسم بإتساع كإنه نال جائزه كبري كانت مستحيله بالنسبه اليه ، رفع رأسه عالياً ناظراً كإنه ينظر الي السماء ودموعه هبطت كـ جريان النهر علي وجنتيه ، ثم نظر اليه بصمت وشكر ، حب وعشق شديد تغلغل داخل جدران قلبه ، فإبتسمت هي بحب ، دني من وجهها وقبل جبينها مطولاً وصوته خرج متهدجاً قائلا بصدق
- اقسملك ان دا احسن يوم في حياتي ، حاسس اني مرتاح لدرجه تفوق خيالك يا ميسره ، مش خايف عشان كل حاجه في قلبي وعقلي انتي عرفاها ، مفيش حاجه دلوقتي انتي متعرفيهاش غير حاجه واحده بس...؟!
نظر اليها فوجدها تنظر اليه بتوتر فإبتسم وقال بصدق
- الحاجه دي اني بعشقك ، وحبك في قلبي اكبر من حبي في قلبك بمراحل ، بحبك ومقدرش أعيش من غيرك..!!
أخذت نفسٍ عميق وابتسمت بنفس العمق وعيناه تحدثه بما لا يقدر اللسان عن البوح به ، نظر اليها بحب وقال
- هنضطر نكتب كتابنا من اول وجديد ، فتره العده خلصت للاسف
نظرت اليه بإبتسامه ولكنها قالت بجديه
- كده أفضل..!!
نظر اليه بتساؤل فقالت بهدوء
- عشان نقفل صفحه حياتنا القديمه تبقي اتقفلت خالص بحلوها ومرها ، ونكتب الكتاب كإننا لسه هنتجوز من اوي وجديد بحياه جديده وروح جديده
ابتسم بعمق لتفكيرها وقال بحب
- عندك حق حياه جديده وروح جديده بحب اكبر وراحه اكبر..!!
إبتسما معاً ثم صاح أيوب بنبره صوت عاليه متلهفه جعلتها تنظر اليه بتفاجأ
- يا عمــــي......!!!!
خرج مدحت ومعه زوجته ثم ابتسما لرؤيه ابتسامه ابنتهم فقال والدها
- ها أيه الاخبار...؟!
نظر أيوب الي ميسره بحب وقال بعد تنهيده مطوله
- أخيراً رضيت عليا ، اخيراً...!!
ابتسمت والدتها واتجهت الي ابنتها واحتضنها وهمست بجوار اذنها
- اي ام مكاني كانت صرخت وغضبت ، بس انا لا انتي مش هتقدري تعيشي كدا ، وانا مش هقدر استحمل وجعك ، بس يا بنتي انا لو شكه واحد في الميه بس انه متابش او مبيحبكيش مكنتش وافقت ابدا بس هو بيحبك واتعذب في بعدك ، ربنا يهنيكي يا حبيبتي ويسعدك ويبعد عنك الشر
احتضنها ميسره بقوه وابتسمت بدموع ، بينما اتجه حمدي الي ايوب ناظراً الي عمق عيناه قائلا بجديه
- انا سلمتك بنتي مره وانت مصونتهاش ، لكن اقسملك باللي خلقني وخلقك لو لقيت بنتي بعد النهارده مهمومه انا اللي هجبرك تطلقها حتي لو لقيت روحها متعلقه بيك ، انا مسلمهالك دلوقتي عشان شايف الصدق والحب في عينك ، بس بنتي عندي اهم من حبك وحبها ، وجعها عندي يساوي الدنيا فـ لو لقيت بنتي موجوعه مش هيهمني حبكوا ووجعكوا اظن فاهمني..!!
ابتسم أيوب يعلم ان حديث والدها من قلقه وخوفه عليها فقال بصدق
- اوعدك اني هعيش عشانها وعشان سفيان ، هعيش لسعادتهم وبس ، هعيش عشان اعوضهم الفتره والسنين اللي فاتت ، مستحيل اهد عيلتي تاني ، مستحيل انا ما صدقت اني توبت لربنا ، بنتي جوه قلبي وجوه عيني يا عمي متقلقش..!!
ابتسم والدها بفرحه واحتضنه ايوب بقوه فقال حمدي بصدق
- وانت من النهارده ابني زي ميسره تمام..!!
ابتسم ايوب بإرتياح ونظر الي زوجته المبتسمه انتشلهم من تلك اللحظات المؤثره بكاء سفيان ، ضحك ايوب وركضت ميسره التي احضرت طفليهما ، اتجه اليهم ايوب وحمله برفق قائلا بهمس سمعته ميسره فقط
- مش هتبطل عادتك دي يا بني ، مفيش فايده
ضحكت ميسره رغماً عنها تتذكر سفيان دائما ما ينشلهم من لحظاتهم الرومانسيه الهادئه نظر اليها وهمس
- بحبك ومستحيل اسمح لنفسي اني ازعلك تاني لاي سبب
توهجت نظراتها فقال أيوب لحمدي
- يالا ننزل نكتب الكتاب..!!
حاولوا إقناعه ان يتم كل شئ غداً ولكنه أصر بشده ان تصبح زوجته ثانياً الان وليس بعد ساعه آخري حتي
وبالفعل تم عقد القرآن وأصبحت ميسره زوجته مره آخري ، جذبها واحتضنها بقوه وهي الآخري ضمته بأقضي ما لديها من قوه ، تنفس ايوب بقوه كإنه كان في مارثون وآخيراً نال جائزه الفوز فهمس بأنفاس عاليه
- مش هعرف اعبرلك انا ازاي كنت محطم من غيرك ، كنت جسم من غير روح ، انتي وسفيان روحي يا ميسره ، ربنا يخليكوا ليا
نظرت الي عيناه بعمق ، صادق ، عيناه ملتمعه بالدموع ، الصدق يشع من عيناه ، نظرته تقول انه انتصر بقربها منه ، ستتناسي ما حدث ، وستعيش من اجل سعادتها وسعاده عائلتها الصغيره
بعد ثلاث أيام استطاع أيوب حجز تذاكر الطيؤان المتوجهه نحو العاصمه الايطاليه روما واتجها الي منزلهما الذي سيشهد علي بدايه جديده صادقه ليس بها كذب ليس بها خوف
نظر اليها والي طفله وابتسم بحب قائلا بصدق
- هعمل المستحيل عشان ارجعلك ثقتك فيا ، هعمل المستحيل عشان اسعدكوا يا ميسره ، هداوي جروحك بس واحنا تحت سقف واحد اوعدك..!!
وضعت ابنها النائم علي الاريكه واتجهت اليه وأحاطت وجهه بكفيها وقالت بحب
- وانا مستنيه منك كدا ، ايوب انا بحب ، بس لسه جروحي ملتئمتش ، مش هقدر اسلمك روحي غير لما جروحي تلتئم
قاطعها بصدق : ميهمنيش حاجه غيرك ، اوعدك اني مش هلمسك غير لما ترجعي زي الاول يا ميسره ، اهم حاجه عندي انك في حضني وفي بيتنا دا كل اللي بتمناه ، مش محتاجه حاجه من ربنا غيركوا وبس
التمعت عيناه بالدموع واختنق صوتها بقوه ، ارتفعت علي اصابع قدميها واحتضنت عنقه بقوه شديده ، ابتسم بإرتياح وضمها الي قلبه وهو ينظر الي طفله النائم بسلام داعياً الله ان يحفظ عائلته الصغيره تلك ...
أنت تقرأ
نيران العشق والهوس "عشق آل قصاص"
Romanceعندما يجتمع العشق والهوس معا...!! يصبح له نيران وادخنه تحرق من يقترب بجانبها او بجانبه..!! عندما يتحول العشق لجنون وشغف وخوف من البعد..!! ماذا يفعل ذلك العاشق عندما تهرب منه معشوقته يوم زفافهم..!! ولماذا هَربت منه في ذلك اليوم التي كانت تتمناه..!! م...