زوجة المختار / 16

7.2K 567 97
                                    


🖤《مشاعر مُهلككة 》🖤

~~~~~~~~~~~~~~~~~
●●●●●●●●●●●●●●●●



▪︎

'

مرت ثلاثة أيام والمختار غائب ، اظطر للبعد عن القصر رغم انه كان حريصا على توصية امينة على زوجته الصغيرة الاقرب الى روحهه الى انه كان منشغل البال ولم يرتح للحظة كانت لاتغيب عن باله لدقيقة واحدة
لكنه لا يملك خيارا آخر هذا ماتوجب عليه لا يريد لهذه المشاعر ان تحذف جهوده اللتي اجتازها بصعوبه لسنوات لابد ان يستمر وان يخصص وقتا كافيا لمدينته! وكما توقعتم بالضبط إساف لم تفوت هذه الفرصة هي فعلا كانت مستغله للفرص نعم كانت تشتاق اليه لكنها وجدت متسعا كبيرا من الحرية ينتظرها
وماحدث نهار هذا اليوم  يثبت ذالك !! ..... كانت تجلس وتأكل العنب وترمي ببذرتها بأهمال بالطبع ستفعل !
فهم وبطبيعة الحال يقسمون الاعمال بينهم وبمثل هذا الوقت كانت العفراء واختها من استلموا التنظيف ، فما كان منها إلا ان تتواجد في المكان اللذي هم يعملون عليه وهند لم تتركها لوحدها كانت تشاركها فإساف لم تشعر بالوحدة لمرة واحدة هند لاتتركها وإساف لاتترك هند كانت تنظر اليهم باستمتاع وكأنها تشاهد تمثيلية وتعلق على اي شيء يسقط نظرها عليه وتضحك
اما هند فوجدت ذالك مسليا فإساف دائما ماتضحكها
حتى لو كان الموضوع لا يستحق كل هذا الضحك لكن إساف بإسلوبها الساخر تجعله مضحكا بطريقة ما ، اما العفراء كانت تدعي التجاهل ولكنها تحترق حقا وهي تراهم يتسامرون خصوصا انها تعرف انها واختها المقصودين ، اقتربت إساف من هند هامسة بضحكة' يا الله لا اصدق منظر المؤخرات وهي تهتز من الواضح انهم غير معتادين على النظافة والكد .. ( قالت مدققة وهي تصوب نظراتها على تقاسيم ضحى ) انظري اليها  كم هي مترهلة ،انفجرت هند وتعالت ضحكاتها ' يا الله إساف ارحمي حالي انت حقا كارثة لا اريد ان نلفت الانتباه الى تلك الدرجة ، لكن ضحى كانت ذكية كفاية لتكتشف انهم يعلقون على جسدها فقالت بسخرية سوداء ' هل الحديث كان عن جسدي ؟ ، اسحبي ضحكاتك إساف وانظري الى جسدك جيدا مع التركيز انتي كالخبزة اليابسة ! ناشفة ولا تفي بالغرض ولا اريد ان اوضح كم ذالك بدا مضحكا للعفراء اللتي اطلقت ضحكات عالية على تعليق اختها واخيرا هدف في صالحها !
قالت إساف بثقة وهي تنزع خمارها عن جسدها بتسرع غير مدروس وترفع ثوبها لتظهر افخاذها الملتفين كانت ملساء وشديدة البياض ' هل عندك مثل هذه البشرة ! جسدي كفاية ، استطيع ان اتفاخر به كيفما أشاء
ابتلعت العفراء ريقها فبالمقارنه بها إساف كانت بيضاء وتملك بشرة نظره تلفت الانتباه اما ساقيها كان اجمل مارأت عيناها لم تتوقع ان تكون إساف مثيرة حقا ! دائما ماتكون المرأة الاسمن هي الاجمل في نظرهم  والاكثر اثارة طبعا فالافخاذ الكبيرة كان يُخط عليها الاشعار الغزلية انذاك لكن بعد اللذي رأته تضعضع رأيها فكيف لرجل ان يقاوم هذا ! اعتلتها الغيرة بطريقة مؤذية لها لكنها اخفت ذالك بمهارة مردفه بحقد ' مثيرة للشفقة وانت تكشفين لنا عن جسدك الرخيص ماذا لو رآك احد اخوة المختار وانت ترفعين هذا الثوب ؟ لسنا وحدنا بالقصر انا لن افوت هذا وسأخبر المختار عما فعلته
بهت وجهها ، هل حقا ستخبر المختار فورا سحبت خمارها وارتدته بهدوء كان اخر ماتتذكره في هذه اللحظه هو عندما وبخها لانها لم تشد الحجاب على وجهها ! شعرت بالخوف يحيط بها احتر جسدها لم تفكر حقا وهي تفعل ذالك كانوا كل الموجودات نساء فما الضير اذا ؟ لكن المختار لا يعرف ذالك ولا يجده عذرا من الاساس ، تمنت انها كانت في غرفتها لحين عودته استغفر الله .. مع الاسف كانت ردة فعل إساف واضحه للعفراء بدت خائفه حقا فابتسمت الفعراء بخبث عندما اكتشفت نقطة ضعفها
الواضح عندها ان إساف خائفه ان تشتكي العفراء وتخبر المختار عما حصل ، على الرغم من ذالك لم تسكت هند فقالت للتخفيف من الموقف ' اخبريه ، انا وإساف لدينا الكثير لنخبر به المختار عما تفعلينه يوميا
راحت هند وهي تسحب إساف خلفها وما ان دخلن حجرتها قالت هند بلوم ' إساف كنت مخطئة تعرفين انها تحاول ان تتصيد اخطائك ف لماذا تمنحيها الفرصة بنفسك لتستغلها ضدك
جلست إساف على الكرسي وهي تميّل رأسها بقلق ' هند انا حقا خائفه ان تخبره سوف يقتلني انت لا تعرفين كيف يغضب اذا تساهلت في هذه الامور اخر مرة كاد ان يضربني .
قالت هند لتخفف عنها ' إساف لاتبالغي في خوفك منه ف بالنهاية هو لن يقتلك ، ليس هنالك مايستحق لاتقلقي كل شيء سيمر
قالت إساف بجضر وهي تتأفف ' افف بالطبع ستقولين هذا فلست انت الواقعه بل انا ، لقد فعلت كل شيء يغضبه بينما هو خارجا اتمنى ان ترحمني امينه هذه المرة ايضا وتتستر علي ، رغم انه الموقف غير مضحك
ولكن هند ضحكت على هذه الجنية اللتي لا تفكر بأفعالها إلا حين تنتهي من فعلها !
ثم قالت بعد صمت ' هند اريد منك خدمة
هند ' ماذا ايضا
إساف 'اففف لاتكلميني بهذا الاسلوب يبدو انك لاتريدين مساعدتي
هند بنفاذ صبر ' ليس هذا بالضبط فأنا اخاف ان تؤذيك العفراء وانت لاتكفين عن محاربتها
قالت إساف بسرعة ' لا دخل لها .. هذه الخدمة تخصني
هند ' ماذا تريدين ، استرسلت إساف ' اريد اي شيء يساعدني على التسمين ، لم تستطع هند ان تكبت ضحكاتها لكن إساف كانت مستاءة ولم تشاركها كما العادة . اردفت هند يضحكة ' ياالله إساف انا لااصدقك كنت تتباهين قبل قليل ، ماذا تريدين بزيادة الوزن ؟؟
إساف ' اريد ان اريهم الى اي مدى استطيع ان اكون جميلة ، سوا كنت امرأة نحيفه او ممتلئة
ابتسمت هند 'لاتفكري في تسمين جسدك وانت بهذا العمر الصغير سوف تنجبين طفلا وعندها سيزداد وزنك بدون مجهود فلا تفسديه من الآن
تنهدت إساف بضيق واضح ' هل تظنين اني بلا احساس كي لا أتاثر وهي في كل مرة تتحدث عن كوني فتاة نحيفه لا اصلح لشيء ، اخاف ان ينظر الي المختار مثل نظرتها وان يكون رأيه يماثل رأيها 
هند ' لا إساف لا ، لا تجعلي العفراء تؤثر بك فتظفر الكل يتفق على كونك جميلة وعينا المختار لا تبارحك ، كلامك ليس به من الصحة واضح انه معجبا بك
ابتلعت ريقها بتأثر من كلام هند كانت تريد تصدقه لكنها قالت ' شكرا هند انت تقولين هذا كي لا احزن
هند بحدة ' إساف اين ثقتك ؟ ماذا دهاك لماذا تبدين فتاة بائسة لاتثق بنفسها الآن لم اعهدك هكذا .. يعني العفراء صادقة وانا اللتي لا تصدقيني ؟؟
قالت إساف ' لا طبعا ... بل هي الكاذبة انا جميلة منذ نعومة اظافري ولكن تعرفين تزداد حساسيتي عندما تأتي الدورة الشهرية فأصبح اكثر هشاشة
ضحكت هند ' قولي هذا من البداية
***************
مازالت الحرب قائمة ، كانت العفراء تحاول تجنب رغبتها الملحة داخليا في التخلص من إساف الى الأبد ولكنها فشلت ، عندما حل الليل وذهب كل منهم الى فراشه استعدادا للنوم  راحت خفية الى غرفة إساف رغم الخوف والتوتر اللذي استوطنها مما هي مقبله عليه الى انها جرّت قدميها جرا وهي تتخيل نفسها بين احضان المختار حيث لا شريكة تشاركها به ولا منافس
لحسن حظها كانت الغرفة غير مقفله ، توجهت ناحيتها
والحقد يحيط بها في هذه اللحظة وكأنه الشيطان قد انتحلها وتجسد بصورتها ، تأملتها بشر ثم اخرجت السم المدسوس في جيبها وافرغته داخل الماء اللذي يتوسط الطاولة بالقرب من سريرها ' نامي بهناء ايتها الصغيرة ، احببت ان اسبق الجميع في توديعك . وداعا !
*****************
في صباح اليوم التالي استيقظت إساف من نومها وهي تسمع ضوضاء في الخارج ابتسمت وهي تتنفس برآحة هذه الفوضى تدل على شيء واحد ! عودة المختار الى قصره الحمدلله . احست بالشوق اليه لقد اشتاقت لحضنه و للدفء اللذي يخصها به رغم كل مايظهره اليها كانت تحس به ملجئها لقد احبته الى درجة هي لاتعرف كيف تصفها فلم يعد بمقدورها الاستغناء عنه خصوصا
انه ودائما يحرص على الاهتمام بها اكثر من اي شخص
اخذت تصب الماء في كأسها لتبلل ريقها قبل ان تستحم وتغير ثيابها للقائه ، شربت القليل ونظرت لما في يدها بعبوس وهي تستطعم الماء ؟ لكنها تجاهلت هذا وهي تسكب بقية الماء للتخلص منه فبدا طعمه سيئا ولاذعا لاتدري لماذا ، راحت تفتش في دولابها للبحث عن شيء مناسب احست بالتعب يتمكن منها فجلست على الارض في محاولة لاستعادة توازنها ربما تشعر بالارهاق او بسبب اعراض الدورة الشهرية حتى ازداد ذالك الشعور ليصبح خانقا بدأت في التعرق وهي عاجزة عن اخذ انفاسها ، ضغطت على رقبتها في محاولة للتنفس ولكن هيهات كان جسدها يتعرق بشدة حتى البلل نظرت الى جسدها الراجف بصدمة بدأت تتقيء بطريقة جعلتها تشعر انها ستتقيء كل مايحوي جسدها من الداخل لم تستطع ان تخرج صوتها او تصرخ لقد كانت تنازع الموت بقسوة
*****************
لقد كان يتوق لرؤيتها لذالك لم يأخذ التفكير من وقته كثيرا ليذهب متوجها لحجرتها كانت هي هدفه من المجيء ! لم ينتهي حتى الآن كان يجب عليه ان يبقى يومين آخرين لكنه استعجل للعودة اليها والاطمئنان عليها يكرهه ان يبقيها بعيدة عن عينه حيث لا يدري عن احوالها حتى لو كانت بين عائلته هذا لا يكفي ، لااحد سيحرص عليها كما يفعل هو او بالأحرى لا احد يحبها بقدره هو ، دخل حجرتها بحث بعينه عنها فوجدها على الارض تنازع ووجها شاحب كالموتى
شعوره بالفزع من منظرها جعله يصرخ بطريقة جلجلت القصر ليرتعد من فيه فهب الجميع ناحية حجرتها ،
كان فزعا بطريقة مفجعة احتضن جسدها ورفض ان يبعدها عنه رغم دخول الطبيب لقد كان يرجف وهي بين يديه هامدة لا تتحرك ، كانت امه تبكي بعجز وهي ترى انهيار ولدها وزوجته الهامدة بين يديه يرفض تركها قالت بصوت باكي ' غاضب حبيبي اتركها ستموت بين يدك ... كان يهز رأسه برفض تصرفه الآن يدل على شيء واحد! وهو انه غير مدرك لما يفعله ، سحبت امه واخواته إساف من يده بقوة ليفحص الطبيب حالتها
بعد مدة اخبرهم الطبيب بضرورة اخلاء المكان ليتمكن من اعطائها بعض التركيبات العشبية لغسيل المعدة عن طريق القيء للتخلص من بقايا السم في جسدها ، كانت تستفرغ وكأنه روحها تخرج في كل مرة تتقيء فما اعطاها اياها لتشربه كان شيئا يفتت داخلها من قوته في جعلها تتقيء ، اعطاها الكثير من الماء وكانت تشرب من يده دون حواس ، امر الطبيب بتبديل ثيابها وغسل جسدها حرصا و اظطر لأعطائها مسكر ليجعل جسدها يتخدر بعض الوقت فمازال جسدها يعطي ردات فعل قوية لن تتحملها ، هي فعلا كانت تنازع الموت !
*****************
عندها طمئنهم الطبيب انها ستكون بخير ولكنها ستحتاج للراحة ، وامرهم بأعطائها الماء فقط لمدة اربعة وعشرون ساعة وقال انه التسمم اللذي اصابها كان بنسبة قليلة جدا وإلا ماكان سيستطيع انقاذ حياتها
وهي فعلا لم تشرب من الماء سوا قطرات لسوء طعمه وقد كتب الله لها عمرا جديدا ، وكل شيء في النهاية يسير بمشيئة الله لا بمشيئة الناس !
**************
لطالما كان جبلا شامخا شديد البأس لا شيء يؤثر به او يزعزع صموده كان يصبر على كل بلاء ويتحمل ، جابهه كل المساوئ والبلايا بقلب قوي وراضي بقضاء الله ولكن هذا المنظر كان قد ادمى قلبه ، إساف صغيرته اللتي لا يحتمل ان تختفي صورتها عنه ولا ان يغيب صوتها عن مسامعه بات يدمن عنادها ويصبر على سلوكها هي العزيزة الغالية عنده  كانت تنازع الموت في يده  ، والله لو بمقدوره ان يجرب شعورها مرارا الى ان تغيب روحه ولا ان يصيبها مرة واحدة وهي اللتي اغلى من روحه بل هو لا يساوي شيئا امامها. كان يمسك رأسه بقوة يصارع هذه المشاعر اللتي اهلكت قلبه حتى الآن هو خارج السيطرة الكل يتكلم ولكنه لا يسمع صوت احد ، اقتربت امه القلقة ناحيته حتى ضربت وجهه كي يستعيد وعيه وهذه كانت اول مرة تضربه !
ولكن غاضب بدا غريبا وكأنه مغيبا . انتفظ وهو يمرر مقلتيه عليهم جميعا لمعت عيناه بألم وجمود' اين إساف
قالت الام بتعاطف ' بني لا تقلق هي بخير الآن ق
لم تكمل كلامها لانه راح ناحيتها بهلفه ، كان الجميع متواجد واللحظة اكثر تأثيرا مما تتصورون ! فاللذي يرونه الآن يوزع قبلاته بخفة ويكوب وجهها بخفة يخاف ان تتأذى من لمسته ، ردة فعله مؤلمة كاللذي احس انه سيفقد اغلى شيء يملكه ولكنه ظفر بالنهاية وبقي معه . بكت امه لهذه الحميمية وخالجها شعور غريب وهي تتأمل لهفة ابنها ، هذا ليس غاضب اللذي تراه ابدا لم يكن هو .......




************************

وشكرا مقدما ع التصويت 🤔😂⚘
ان شاء الله اعجبكم البارت

دمتم بخير .

زوجة المختارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن