زوجة المختار / 19

6.7K 439 69
                                    



♧"(انسجام وحميمة )"♧

🧿❤

_______________________________

مرت يومين وإساف مازالت محجوزة في حجرته ، لكن هذا اليوم كان مختلفا وحدث شيء لم يكن في الحسبان خصوصا انها نسيت امر خالها كريم ! مسكين هذا الرجل عندما انتشر خبر تسميمها في ارجاء المدينه وصله الخبر متأخرا فبدوره راح بأسرع مالديه متوجها الى قصر المختار ليتمكن من الاطمئنان على أبنة اخته لقد خاف عليها من الاذى ومن يلومه وأكد على اعوانه على ان لا يصل الخبر الى مدينة الرشيد فتنهار امها خوفا عليها ، عندما ماوصل هناك ! كان مترددا في الدخول خصوصا انه طُرد فيما مضى من نفس هذا المكان
رغم اعتذار المختار مسبقا منه ولكن يبقى شعور العزة يثقل خطواته نحو الداخل ، تردد كثيرا لكن عندما لمحه المختار من مسافة هلل ورحب به بشدة وكأنه يعتذر بطريقة ما عما بدر منه في السابق ' ادخله
وصار يتكلم معه عما يدور خارج اسوار القصر وعن الشائعات اللتي بدأت تتداولها الناس ، وبجرأة معهودة من المختار أكد له دون استحياء على انه الشائعات ماهي إلا حقيقة ماحدث ، كان قلقا عليها بعد هذا التأكيد وتمنى ان يراها بصحتها كما هي دائما ،
راح المختار يناديها بنفسه ، كآن سيأمر اي احد في وضع آخر ولكن لم يكن بيده اي حيلة سوا الذهاب ومناداتها ليوصيها على ان تكون اكثر بعدا وان لا تظل تحتضن جسد هذا الرجل امام عينه مطولا كما حدث في المرة السابقة ،

*********************

رغم الامتعاض اللذي احست به والغضب اللذي خالجها وهو يمطر عليها بوابل من الاوامر والتحذيرات إلا انها مرتاحة فهناك احد من عائلتها قريب منها ويمكنه زيارتها في أي وقت ، التقت بخالها ورحبت به بأقل حماسة من المرة السابقة خوفا من غاضب ! لكنها عللت ذالك بحجة التعب والمرض بطريقة غير مباشرة
جلست بالقرب من زوجها فاحتضن كفها الصغير براحة يده الكبيرة بتملك ، لم يمر هذا على كريم عندما سقطت عينه على هذا التوافق لم يستطع ان يخفي أبتسامة ارتسمت على محياه بدا مرتاحا بينهم هذه المرة لقد تحدث كثيرا وكان سعيدا لأنسجامهم ! رغم كل الاختلافات والتناقضات اللتي تدور حولهم فيما يخص العمر والشخصية والمركز والفهم وحتى الحجم
إلا انهم متناسقين بطريقة لا يمكن تجاهلها ! ماشاء الله
لا احد سيرى هذا المنظر دون ان يعلق في دآخله بغبطة عما يراه ، رجلا وقورا يحتضن كف زوجته الصغيرة الشقية اللتي لاتكف عن الحركه والانفعال اللذي ينم عن شخصية لطيفة و مشاكسة في الوقت نفسه وكلما انشغلت بالكلام وابتعدت بجسدها بعفوية قليلا قربها منه وازاح المساحة البسيطة اللتي تفرق بين اجسادهم بكل حميمية ، كان واضحا انه يعشقها ! لكنه حازما بأنفعالاته فكم مرة يلحظه يحذرها بنظراته عندما تتحدث بصوت ارفع او تتكلم في أشياء لاتناسب هذه الجلسة فتتراجع بدورها وتحاول ان تكون بصور أصح وانضج ، ضحك في داخله على هذه الصغيرة كان واضحا انها تهاب زوجها ولكنها طريفة في التعبير عن ذالك ، عندما بدأت المواضيع تتجه الى مستوى معقد لا تستوعبه او لا يلائم تفكيرها بدأت المواضيع تتخذ مجرى جادا من لرجل لرجل تسحبت دون ان ينتبه لها المختار اللذي كان يترأس هذا الحوار ، وفكرت ان تأخذ فرصتها في الهرب

*************

وكانت وجهتها هناك حيث ام المختار واخواته يجلسون كعادتهم اليومية تتوسطهم طاولة كبيرة في الفناء يوجد بها بعض المكسرات والخبز المحلى والقهوة ، ويتسامرون كانت ضحكاتهم تصل اليها رغم المسافه ، ضحكت بخفوت وهي سعيدة لأنها تمكنت من الهرب بنجاح وعندما رأتها امه هبت واقفه بسعادة ، فحاوطنها كل واحدة تأخذها من جهة ، قالت ليلى بحسن نية ' تعالي هنا اجلسي بالقرب مني ، واخيرا سمح لك بالتفنس كم صار لك في حجرته ؟؟ ، لقد كان قاسيا في حجزك ، اما إساف فقررت الاجابة على التساؤلات بصراحة مطلقة فابتلعت ريقها مجيبه ببعض القلق ' لكنني هربت ... كانت تتوقع الملامة لكنها انصدمت عندما انفجرن بالضحك جميعهم
سمية ' ماكنت اتوقع غير ذالك هههه احسنتي
الام ' هههه الم تخافي منه ؟؟
جلست على الكرسي وهي تأخذ حفنة من من المكسرات في يدها ' لن يفعل بي شيئا انه مشغول الآن بالكلام مع خالي عندما ينتهي سأهرول الى حجرته على الفور

****************

انتبه الى خروجها منذ البداية ، ولكنه قرر ان يعطيها حريتها لليوم لا يريدها ان تسأم منه ! أكيد هذا لا يعني انه سيكون راضيا عن طريقتها او ظنها انها قد تفلت من يديه غفلةً منه ، لكل شيء حسابه  فقرر ان يحاسبها لأنها قصدت الهرب ، لم ينتهي الكلام مع هذا الرجل
كان منغمسا في الاخذ والعطاء معه لقد احب سلامة فكره واخلاقه ، وعندما عرض كريم فكرة كتابه الجديد ! لم يحبذ المختار ان تنشر عنه صورة عاطفية
بعيدة عن ملامح شخصيته الحازمة لكنه سمح بذالك على مضض بشرط ان يبقيه بشخصيته نفسها وان لا يذكر ملامح زوجته او شكلها ! بأي شكل واقترح عليه ان يجعلها غير جميلة وغير محبوبة فضحك كريم بشدة ' لكن لو عرفت إساف بهذا اكيد لن ترضى
فقال المختار بجد يتخلله المزاح ' لا يهم ان ترضى ، لا احب ان يتخيل احد صورتها ، هي زوجتي وانا احق بالتغزل بها

~~~~~~~~~~~~~~~

اعرف قصير بس جايتكم 😍
لاني ماحبيت اطول عليكم بالجزء فنزلته رغم قصير
لا تطلع من الصفحة بدون تصويت 😉


زوجة المختارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن