كانت القلوبُ ها هنا، تسيرُ بذاتِ الدربِ، تملأُ وجومِ الوجود بغبطةِ اللقاء،
أناملُنا كانت دافئة، والآن أضحى الصقيعُ يعتمرُها معظمِ الأحيانِ،
كان الحنينُ يَتمثلُ بعناقٍ، وجلسة مُطولة عن خيرِ الأحوالِ،
والحزنُ كان ينقشعُ بتربيتِ الأصدقاءِ، والآن باتَ مسكنًا للقلبِ،
كيف مرَّت سنونِ المراهقةِ كالحياةِ؟،وباتت السعادة تفتقرُ سبلَ اللقاءِ بنا،
حينَ أضحت الدروب تتشتت، وباتت الأرواحُ كالأجرامِ سحيقةُ البُعد عصيٌ لُقياها،
حينَ مرت كلحظةٍ حُلوة، وباتت الأيامُ تتجاوزُنا بهدوءٍ مُريب،
أضحت الأناملُ وحيدة، تفتقدُ رفيقتها كما القلوبِ،
وبات للنُضجِ مكانًا لا مُرّحبا له بهِ.