عزيزتي إليانا،
لم أعلم طيلة حياتي كيف يستطيعُ المرءُ صياغة شعورهِ بكلماتٍ جافة؟، بضعُ حروفٍ لربما أشبهَ ببعثرة قلمٍ على ورقةٍ مهجورة بأحدِ الرفوف،لذا لم تستهويني الكتب بأيِ حال، لكن يا إليانا، كيف يستطيع قلمكِ خربشةِ حروفٍ تُبعثر مشاعري؟، كيف للكلمات أن تجعل قلبًا ينبضُ بالحب وأخرى قادرةً على خيبة وأكثر،
حسنا، عزيزتي إليانا،
اليوم هذهِ لربما الرسالة الخامسةَ عشرٍ، أكتب بضعَ جملٍ لا صلة لها بمكنونِ قلبي، لا صلة لها بي،كان البوحُ لكِ بمثابةِ انقشاعِ الحزنِ عن قلبي، لكنني في أحايينٍ كثيرة أشعر بالرغبة في الفرارِ من كل شيءٍ ولا شيء، لكن هذا كان أشبهُ بغيمة حالكةُ السوادِ تقبعُ في قلبي، إذ كيف تُؤول الحياة بدونكِ؟،
نعم يا إليانًا أشعرُ أنا قلبي مُضرجًا بالحب، كأن الحياة أمستْ أنتِ، وكأن قلبي لا يعلمُ جهةً سواكِ،
أشعر أن الربيعَ قد حان، قد ٱنَ لخريف قلبي المفارقة على أيِ حال، أليسَ كذلك؟
كان حتى السيرُ تجاهكِ يُنبتُ الأزهارَ في قلبي، حينها كانت ربما المرة الأولى التي ينبض بها قلبي،
كان الأمرُ أشبهُ بالسيرِ في طريقٍ مهجورٍ، لا أفقه نهايتهُ، لربما كانت خانقة، لربما أيضًا كان الحبُ في نهايتهِ، لذا عمدتُ إلى التسليمِ به،
في حقيقةِ الأمر، لا أعلم هل يصلحُ قلبي للحب؟، كان دائمًا ما تغزوه الخيبات، لربما كان ينقبُ عنها بنفسهِ،
ما أعلمه أن حروفكِ كانت قادرةً على لملمةِ شتاتَ القلب، كأن الحياة تنبضُ بها، وكأن الكونُ أمسى حديثك ~