حينَ فارقتُ أناملُك مُغادرة ٱخرِ الأمرِ، كان يلوحُ لي خيالَ أنني لن أستطيعَ بعد أعوامٍ من الأُلفة،
ولكن يا عزيزي قد فاضَ بي الشُعور، لقد شددتُ على يديكَ حتى الرُمق الأخير،
حتى لم يتبقى مجالٍ للتنفس، وكأن الكون أمسى خاليًا من الدفىء، خاليا من مقوماتِ البقاء،
حينها قد لاحت لي كموسيقىٍ ذي سيمفونية حزينة أحداثٍ مرَ عليها من الزمنِ بضعُ أيامٍ وعُمري،
كانت كلِ الأشياءِ تدعو إلى المُفارقة، عدا قلبي، كان يُنكِر، كان يأتي بٱلافِ الأعذار لك،
كيفَ وذكراكَ صارت تأتي بغبارٍ مُوحش لِقلبي، كيف وروحي بها كلِ هذه الخَيبة،
من يُعينني على البقاء؟، قد غادرت كل الأسبابِ كأمنيةٍ حزينة منسية،
حتى غادرتُك بقلبٍ مكلومٍ، ونفسٍ لم تعد كما الأمس.
![](https://img.wattpad.com/cover/232102600-288-k130019.jpg)