كان الرِهان مع ذاتي أنه لا هجرَ في صداقةٍ وربما حبٍ كهذا، كالذي بيني وبينكَ، كنسمةِ مطرٍ، ربما شيء لا أعلمُ له معنى، ولا صلةٍ، كأنه كلُ شيءٍ ولا شيء،
كان قلبي مُضرجٌ بالحب، هل تعلم كيف يغفو المرءَ في لهفة للقاءِ شخصٍ ما؟، شخصٌ بات الحياة، وباتت من دونهِ الساعاتُ تَمر كما الأيام، كما السنون،
لم أعلم أنه من الخيبةِ أن تشعرَ بكل جارحة من جوارحك، ربما أن تشعر بالأحرى، وأنا التي كانت أيامي مُشبعةٌ بك،
لا أُخفي عليكَ الأدمُعَ، غادرتني مفارقةً على حين غرةٍ، أصبحَ الشعورُ الذي كان يُشبعُ روحي بغبطةٍ يُشبعها بحزنٍ لا نهايةَ له،
هل تعلم يا عزيز القلبِ كما كنت تحبُ أن أدعوكَ، حين اللقاء أول مرةٍ، كانت العيون ترسمُ ملامحك في ثنايا القلبِ، قل لي هل تجد حيلةً لنسيانِ قلبي؟،
حسنا مرت أشهرٍ كانت الأسعدُ لقلبي على الإطلاق، كطائرٍ جناحيهِ كان قد أصابهما العطبَ ولم يكن يفقه سبيلًا للطيرِ، للحرية ~
يا عزيزي أتعلمُ أنه حين سردتُ ذات مرةٍ بحبكَ لي وصرحت أنني لا أراكَ سوى صديقٍ، لا أعلم هل كان الظن أنني لا أسرد الحقيقةَ لي أم لكَ، بيدَ أنَ الخوف كان يغزو رحاب القلبِ،
أعلم أنه حين الحبِ ربما يتلاشى لكن الصداقة كانت عُمرًا في ظني، شيءٌ لا يفنى وإن أصابه العطب،
لذا بداية أحببتُ أن تستمرَ صداقتنا كما العادة، لكن بمرور الأيامِ كان الحبُ ينمو في قلبي بشكلٍ أعجزُ عن احتوائهِ، كانت الخيبة أصابت قلبي أيضًا، كان مُضرجًا بالخيباتِ كيف يَصلُح في الحب؟،
كان السردُ لكَ بمكنونِ قلبي أشبهُ بغيمةِ مطرٍ، أتذكر ارتسامِ ابتسامة على شفتيكَ كأنها الأمس، كأنه لم تمر أعوامًا، وكأن الحبُ لم يندثر،
هل تفقهُ أنني لا أجدُ سببًا للفراقَ إلى الٱن؟، كان الظنُ أنه خيبةَ منك، ربما كان الانتظار، ربما انطفئت شُعلة الحب منذ زمنٍ وكنت غافلةً عنها،
لذا قل لي أبعدُ الهجرِ لقاء؟