قد جئتُ لك يا صديقي والدمعُ ينسابُ من مُقلتاي بعد أن باتَ سجينًا أعفيتُ عنهُ لِشعوري بِالشَفقة
كملاذٍ كنتَ دائمًا لِذا عقدتُ عزمي أن أُحدثكَ بما يجولُ بخاطري ويسكنُ روحي علَّ الراحة تجدُ بين ثنايا قلبي مكانًا لها
لا أعلم هل أتحدث لكَ عن ذاتِي المُمزقة أم وحَشتي المُفرِطة، عن ابتسامتي المُزيفة التي تُخفي تقاسيِمًا أصابها الشجنُ أسفلَها
أنا يا صديقي أشعرُ بِالغُربة في موطِني، أراها تحتويني غيرُ قادرٍ على ركلِها بعيدًا عني حتى باتت غُربتي هي الموطِن، كأن الانتماء له لَيس اختيارًا بل واقعًا
الصمتُ المُفرط كان يَرهقُني، ثُغري تم حياكتهُ بِالخيبات بات الحديثُ خانقًا، داخلي يبكي يا صديقي هل تسمع شهقاتهُ الصامتة؟
أمامَك روحٌ مُنهكة ألا تصلُ لك تنهيداتي المُتألِمة؟، أحاربُ شعوري لكني كنت أسقطُ طريحًا قبل بدءِ المعركة
مُصابٌ بِالأفراط!! أفرطُ في الأمل وهذا أسوء من اليَأس لو تدركُ يا صديقي
لا أُخفي عليكَ أنني قد سئمتُ الحياة، هذهِ التي قد غادرتني عِند مطلعِ الخَيبات لم تحتمِل !! هل تُرى داخلي جدار صلب قد ظنت أنه لا يميل؟
أنا ضعيف يا صديقي، ضعيفٌ لأنني لا أجدُ سببًا للِحياة، ولأنني غيرُ قادرٍ على التلاشي كأن لَم أكُن
كان هذا سري الصغير، أفصحتهُ لك علّك تكون طوقُ نجاتِي بيد أنني أدركُ أن الخلاصَ يَكمن بي
أنا فقط يا صديقي أؤكد لِذاتي أنني قد بذلتُ ما في وسعِي للصُمود لكنه لم يكن ذا جدوى
لِهذا أنا آسفٌ لكَ يا صديقي إذا تلاشيتُ كَالغبار، فقد أُرهقتُ ولم أعد استطيعُ المُقاومة