أيَا نَفسي الباهِتة، ما حالُك؟، ألا زالَ الحُزن يقتاتُ من روحك بضعًا؟،
أما زلتي على طبيعتكِ القديمة؟،
ينهشُ بكِ الندمُ نهشًا لكاملِ أفعالك حتى وإن لم تُلاقي للخطأِ طريق!!،
لا تهوي الانتظارُ المطولِ لأشياءٍ رُبما لن تأتي لكن حكمِ انتظارها لساعاتٍ دون جدوى مُرهِق،
الحزنُ لكِ بابٌ تَبحثينَ عن كل الطرقِ إليهِ، رُبما لتبريرِ مزاجكِ المُتقلبُ بدونِ أسبابٍ بعينها،
تخافينَ مفارقةَ عزيزٍ لكِ، تؤرقكِ تخيلِ مُضيّ حياتكِ بدونهِ، كيف وكانت الحياة طرُقها تؤدي إليهِ، كعادةٍ عسيرٌ الحيادِ عنها،
عبراتُك تسكنُ وجنتاكِ أحيانًا كثيرة، عندما باتَ حديثكِ مُختنقًا عند عتبةِ فمكِ،
هذا أنتِ ولا تغفلي عن حبكِ للصداقةِ، رِفاقُ الليلُ من تتباينُ طرقِهم بأهدافٍ واحدة،
فطريقٌ يؤدي لسعادةٍ غامرة، وطريقٌ يغزوهُ أشواكَ الحزنِ، وآخر تعتمرهُ راحةً تسكنُ الروح، وآخر أحيانًا كثيرة تحتلّه عبراتُ إفراطِ الضحك،
وطريقٌ يؤدي لَهم جميعًا كرفيقِ الروحِ.
كما أنكِ وبمعظمِ الأحيانِ تعتمركُ السعادة لكلماتٍ آثرها طيبٍ على قلبك، كتعبيرِ حبٍ من أعزِ الأصدقاء،
ذكرى لآراءٍ صادقة تُبهج روحكِ المُنطفئة، كسندٍ لا يميل كُلما مالت به الأيام،
كَسحابة من الطمأنينة،
فيا نفسي، اتركِ السعادة تقتاتُ من قلبكِ حياةً كما فعلكِ مع الحزنِ.