نَفس

27 5 1
                                    



ها أنا ذا،
أقتربُ من نفسي، وفي كلِ خطوةٍ أشعرُ أنني بذاتِ المكانِ لم أبرحهُ
أشعرُ بها بعيدةً كل البعدِ عني، كأنها تَلفظُني
ماذا أنا بفاعلةٌ لكِ؟

كيف وكانت أقربُ لي مِني، ماذا حدثَ؟
لِمَ فارقت يدي، وأمسيتُ بلحظةِ على مُفترقِ الطريقِ وحيدةً، بلا نَفس

في كلِ حينٍ كان الثقلُ عابقُ بروحي يأبى المُغادرة، بِتراكمه بها كونَ نفسًا جديدة
نفسٌ لا أعلمُ عنها شيئًا، ولا تعلمُ عني شيئًا

تُشارك أحاديثي المملة، وابتسامتي الباردة التي باتت تَسكنُ شِفتاي معظمِ الأحايينِ،

كانت نفسٌ جيدة، تُحب ذاتي كـ أنَا، لكنها لم يكن بها ما بِنفسي، ببساطةٍ لم تكن كَهي،

لم تعُد البهجةِ تسكنني، كأنها بذاتِ يومِ لملمت أشيائِها وغادرت مُفارقة،

ولكني بمرورِ الأعوامِ والشهورِ، أضحيتُ أشتاقُ لها، إلى نَفسي

كيف وكان بها شيءٌ مني، شيءٌ رحلَ برحيلِها ولن يعود.






شرودِ نفسٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن