خراب

33 6 13
                                    




بعد أعوامٍ من الخراب، عدتُ إلى موطني، لا أدري كيف مر العُمر مني،

أشعر بالتيهِ بين شوارعهِ، لم تعد كما كانت، حين الحرب، اندثرت معالم موطني،

وبالذاكرة لا أتذكرُ سوى طفلٍ يسير منكسًا رأسه للأسفل، والعبراتُ تَسكن وجنتاهُ برحابةِ صدرٍ،

كان يسيرُ على أنقاضٍ، الخراب حوله يعمُ المكان، وألسنةُ اللهب تجعل من العصي عليه الرؤية،

يراه أمامهُ، يتمنى لو يستطيعَ لمسه، إخباره أن كل شيءٍ سيكون بخيرٍ رُبما، يعلم أن أعوامًا من الخيبة تَلت ذلك، لكنها لم تأخذه معها،

هل كان يستطيعُ العودة، إلى يومٍ تاه بين الأنقاضِ كما عادتهِ، وحين عودتهِ تاه مبناه بين الخرابِ حوله، حدَ أنهُ لم يجد جثمانَ والديهِ،

ويومها لم يقف العالمُ عِزاءً لوالديه.

كان هذا خلال السنوات الأولى من الحرب، لا يعلمُ كيف استطاعَ الصمودَ إلى الٱن، الحياة بلا إرادة منه تمر،

كان مُشردًا كلاجئٍ في وطنه، كان بالأحرى لا أحد، حدَّ أنه بعد عدةٍ أعوامِ نسيَ كنيته وما يكون.

شرودِ نفسٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن