ها أنا بذاتِ المكان، أشعرُ أنني أنتمي لكلِ شيءٍ واللا شيء
أشعرُ بالحزنِ عند أعقابِ انقباضةِ قلبي التائِهة، عند انهمارِ الأدمعِ بعيني كغريقٍ وجد سبيلًا للنجاةِ،
حين تتبدلُ نظرتي الهادئِة إلى التيهِ، كأنَ الشَجنُ باتَ بروحيِ مُهيمنًا،
حين لا أعلم فعلًا يجعلُ قلبي يبتسمُ،
أفتقدُ شعورًا مر عليهِ حياةً، كأنَني مُغتربٌ لا يجدُ له مَلجأ،
ها أنا كنتُ هنا، أرى ذاتي القديمة، كانت أكثرُ سعادةً وأقلُ حزنًا،
أفتقدُها، أفتقد حديثها بشغفٍ عن اللا شيء،
رفاقُ دربِها ها هم، يتحدثون ويغمرُ المكانِ ضحكاتٍ صخبة، تزرعُ بقلبي الحنينُ لهم،
أتذكرُ غالبُ أوقاتنا كالأمسِ، كأنها لم ينقضِ عليها العُمر،
ها أنا ما زلتُ هنا وحيدةً كزرقةِ السماءِ حين ينجليِ النهارُ، لا تُرى ~