أخذنا السيرُ جانبُ بَعضِنا البعض، بهذا الطريقِ الفَسيحِ فارغًا من أحدٍ سِوانا، كأن الكونُ أمسى نحنُ،
حين نتلاقى ببضعِ أحيانٍ نُباشر السيرَ إلى ما لا نهاية، إلى القمرِ واللاعودة،
بهذا اليومِ كانت رُوح يعتمرُ قلبها الحزنَ، اتضَح هذا في سيرها مُنخفضةُ المنكبينِ وكأن ثقلَ العالمينَ يقبعُ عليهما،
أنا ورُميساء نُدبر مُقلتانا تجاهها كلِ حينٍ، نجاهدُ لمُلاقاةِ مواساةٍ وإن كانت زائِفة وإن كانت محضَ عباراتٍ لا صِحة لها، فقط لِإزاحةِ غيمةِ الحزنِ عنها،
وكأن الحروف يستعصي عليها تكوينُ كلماتٍ لائِقة،
حِينها نبستُ وابتسامةٍ شاسعة تُزينُ وجهي، أنَّ لا بأسَ ببعضِ المُغامرة،
لم أتلقى ردةِ فعلٍ تُذكر من رُوح لكن رُميساء سُرعان ما تَزين وجهُها بذاتِ الابتسامة حينَ فقهت مُرادي ورددت أن أُتابع،
توقفتُ عن السير جاعلةً من الاثنتينِ تتوقفانِ أيضًا، وهمستُ لهما وأنا أقف على أهبةِ الاستعدادِ أن أركُضا،
وبدأت ساقاي تتسابقُ مع الريحِ وتبعتني رُميساء في حينِ روح حدَقت بنا هائِمة ثم انصاعت لي وتبعتنا هي أيضًا،
أدبرتُ مقلتايَ لهم، على بعدِ بضع سنتيميتراتٍ وجدتُ أنَّ ابتسامةَ رُوح قد عادت، بالرُغم من احتلالِ حزنٍ طفيفٍ بمُقلتاها، كنت قادرة على رؤيتهِ وإن جاهدت لإخفائهِ،
بعد بضعُ دقائقٍ حين غمرَ الإرهاقُ أجسادُنا توقفنا، كلٌ منا على بعدِ مسافةٍ من الأُخرى، ضحكاتُنا تصدحُ بالطريقِ الفارغِ تُزهر قلبي سعادة،
ابتسمت رُوح بصدقٍ وغمرتنا بعناقٍ دافئ،
من حسنِ الحظ أننا هُنا، هكذا قالت ~