انا وَانتَ ، اتعرِف من نحنُ في الحُب؟.
نحنُ من لايترُك سوء الدنيا يقاتهُما.
نحنُ من اجتمعَ كل ماعلَى الارضِ مُحاولاً بمقت تفريقهُما.
ونحنُ من لم نفترق! من عجزا عن الافتراق، فنحنُ لاننتهِي مهما حدثَ، حتى لو اردنا ذلك لن ننتهِي!، لن يطلق الحُب سراح...
أخبروني انه في كُل الظروفِ لا شيءِ احنّ واعطف مِن اُم على أطفالها ، كَبِرت، وضحكتُ حين فهمتُ الطُرفة،وانسلّت دموعُ غزِيرة على ضحكتي.
لطالما حدثوني عن الخيرِ..هذا الخيرُ سيبقى في الارضِ الى الابد محفوظًا للاوفياء لهُ ، حاولتُ بكُل مالديّ لأكون من اوليائِه، قاومتُ كل ماجذبني بَعيداً عنهُ، وفي النهايَة علِمتُ..خيرُ الارضِ شحيحُ، اقلّ من ان يُمنح للجميعِ، وهُو على حافّة النفاذِ ولا احد يُولوِلُ على ذلك.
ابلغُوني عن الإنسانية بينما يغسِلون أيديهم حديثاً من دمِها، الان اعرِف، ان هذه الإنسانية..مقتولة وبشكلٍ كارثيّ جداً، ولا احد يلتفت الى جثمانها.
لانهُ في هذه الارضِ ، السيءُ يقتتل مع السيءِ، والأبرياء هم الضحية، ولا احد يلتفِتُ لِذلِك ، انه أمر مُسلّم به لايستدعي سُرعة التدخُل.
ان لم ترد ان تكون ضحِيّة، فعليك ان تتحول الى مُجرم..هذا العالمُ لايحتملُ طرفاً ثالثاً، احتجتُ وقتاً طويلاً لأفهم هذا، وفهمتهُ مُتأخِراً ، لكن مُتألماً جِداً ، مثخناً بالوجع، ومحملًا بأثقال الخيبة.
فهمتُ ان المرء يُولد، يكبرُ، يتحوّل، ثُم يمُوت. ولن يتحول احدُ بنعُومة وعطفُ، بل سيُحرق حتى آخِره، سيحولُ الى حُفنة رمادِ، بكل القسوة الممكنة، سيتكاتفُ كل سيءِ بلهفة عليّه.
تُرى ماذا بقي ليؤخذ مني أيضاً ؟ اِن كُل ما احببتهُ في هذه الارضِ اوجعني، تمسكتُ به رغم الوجع، فإذا بِه يؤخذ منِي.
