حين تصرّ الحياة على لعب لعبتها المفضلة..فتقلب موازين كل شيء رأسا على عقب..فيصبح الغريب قريبا..و القريب غريبا..حين تحدث صدفة لا يصدقها عقل..فتضع شخصين غريبين في مواجهة أحدهما الآخر..لا يجمعهما لا رابط دم و لا قرابة..و رغم كل هذا..يسمونهم إخوة..هزان ش...
انسحقت شفاه هزان تحت وقع قبلات ياغيز المحمومة و التي تكاد تسرق أنفاسها من صدرها..وجدت نفسها تستسلم له و تجاريه في جنونه و اندفاعه الذي جعلها تعيش هذا الشعور للمرة الأولى..و ما أحلاه من شعور..العيون مغمضة و الأجساد متلاصقة و الأنفاس مختلطة..و الشفاه تتداخل و تشتبك مع أحدها الآخر في معركة طاحنة..و لا تسل عن خفقات القلوب التي تدق كالطبول في اذنيهما.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
.وضع هو يده على صدرها صدفة ففاجئه النبض المتسارع لقلبها..خاف عليها و ابعد رأسه عنها قليلا و سأل بصوت مبحوح" هل أنت بخير؟" فتحت عيونها و نظرت اليه لوهلة ثم ردت بصوت خافت" لا تقلق..أنا بخير..لكنني أشعر بأن قلبي يكاد يغادر صدري..ماذا فعلت بي؟" ابتسم ياغيز و أراح جبينه على جبينها و همس" علّمتك ما تريدين تعلّمه..هل كان الدرس سيئا؟" احمرت وجنتاها خجلا و تمتمت" لقد..كان..رائعا..و حابسا للأنفاس..شكرا لك يا معلّمي" مرر أنامله برفق على خدها و قال" معلّمك جاهز لتعليمك متى أردت ذلك..يكفي أن تطلبي فقط" ..و كأن السحر الذي كان يسيطر عليها اختفى فجأة و عاد عقلها يسمعها صوته و يدق أجراس الخطر فقطبت جبينها و عبست و وضعت يديها على صدره و جعلته يتراجع الى الخلف و هي تقول" لم يكن يجب أن يحدث هذا..هذا خطأ..لا يجوز..لقد أخطأنا" همت بالابتعاد عن ياغيز لكنه أمسكها من ذراعها مجبرا اياها على البقاء في مكانها و سأل" أخطأنا؟ و كيف ذلك؟ لماذا تعتبرين ما حدث بيننا خطئا؟" حدجته بنظرة حادة و تمتمت بعصبية" و تسأل أيضا؟ هل نسيت بأنك رجل مرتبط و على وشك الزواج؟ هل نسيت بأن هناك امرأة في حياتك اسمها نازلي؟ فماذا يكون اذا ما حدث بيننا منذ قليل ان لم يكن خطئا؟ أجبني" أحاط ياغيز وجه هزان بيديه و قال" هزان..لقد اتخذت قرارا يخص علاقتي بنازلي..سأنهي ارتباطي بها و سأفسخ الخطبة..لن ادع علاقتي بها تقف عائقا بيننا بعد الآن..سأخرجها من حياتي" سألته" لماذا ستفعل هذا؟ أليس هذا ظلما لها؟" هز ياغيز رأسه بالنفي و رد" لا..ليس ظلما..الظلم لو أبقيت على علاقتي بها بعد أن صرت واثقا بأن مشاعري تجاهها تغيرت الى الأبد..لم يبقى في قلبي لنازلي سوى بعض الاحترام و المودة..أما الحب..فهو لم يكن موجودا بيننا من الأساس..كنت أشعر معها بالاستقرار و الأمان و هذا ما كان يطمئنني و يشجعني على مواصلة علاقتنا..لكن هذا كله اختفى..و لم يبقى منه شيء..فلماذا أبقي على علاقة مشاعرها منتهية؟ هزان..كوني واثقة بأنني لم أكن لأقدم على خطوة كهذه بيننا لو لم أكن أنهيت نازلي بيني و بين نفسي و اتخذت قرارا نهائيا بحقها..أنا لم أكن يوما رجلا خائنا..و لن أكون..كنت مكتفيا بنازلي عندما كنت مقتنعا بأنني أحبها و لم أخنها يوما..أما الآن فكل شيء تغير..سأنهي علاقتي بها لكي أكون حرا و قادرا على عيش المشاعر الحقيقية التي أشعر بها الآن..ما أحس به الآن في هذه اللحظة يؤكد لي بأنني لم أحب نازلي يوما..لم تكن بيننا هذه الشرارة..هذه اللهفة..هذه النار..و هذا الجنون..أنا هنا ياغيز آخر حتى أنا لم أكن أعرفه من قبل..لم يسبق لي أن كنت هذا الرجل الذي أكونه الآن..هزان..لقد غيرتني و غيرت كل حياتي..و أنا واثق بأنني أكبر في أعماقك كل يوم مثلما تكبرين في أعماقي كل لحظة..فلا داعي للانكار و الهروب بعد الآن..انظري الي" رفعت هزان عيونها نحوه فواصل كلامه" ما نعيشه الآن من مشاعر أقوى منك و مني..و لا نملك سوى الاستسلام لها..و صدقيني..انه استسلام لذيذ و رائع لا غنى لنا عنه" بدا الخوف و القلق واضحا في عيونها فطبع ياغيز على جبينها قبلة رقيقة قبل أن يحتويها بين ذراعيه و يضغط على جسدها و كأنه يريدها أن تصبح قطعة منه لا تنفصل عنه أبدا..دفنت هي وجهها في صدره و تعلقت يداها بكتفيه و حاولت ألا تفكر في شيء و أن تستمتع بوجودها بين أحضانه..
