31..هذا لن يحدث أبدا

2.2K 67 14
                                    

في منزل ناظم..عادت نازلي من المستشفى و البِشر يعلو محيّاها و الابتسامة لا تفارق شفتيها..كان لقاءها مع سليم بمثابة ميلاد جديد لها..أمل و فرصة لم تكن تتخيل وقوعها..وضعت يدها على بطنها و همست بحنان" بنيّ..صغيري..سنبقى معا..و لن نفترق أبدا..لقد أرسل لي الله ملاكا يمسك يدي في اللحظة التي ظننت فيها بأنني استسلمت لقدري..ستنمو في أحشائي لسبعة أشهر أخرى..سترافقني أينما ذهبت..سأحدثك كل يوم..و سأروي لك قصصا ممتعة..سنستمع معا الى الموسيقى..و سنكون معا في كل مكان..حبيبي أنت و كل ما أملك..أدعو الله ألا يحرمني منك أبدا" ..فتحت باب سيارتها و ترجلت فسمعت صوت ناظم يأتي من الشرفة..كان يصيح بصوت عالي قائلا" أيها الغبي..أين اختفيت؟ و لماذا لا ترد على هاتفك؟ ماذا فعلت؟ ماذا؟ هل جننت؟ كيف تقوم بعمل أحمق كهذا؟ كيف؟ ستدمّر نفسك بغباءك هذا..اسمعني جيدا..عد الى المنزل و أبطل خطتك المجنونة هذه..جواد..اسمعني..لا تغلق الخط في وجهي..جواد..جوااااد" رمى الرجل الهاتف فتحطم الى قطع صغيرة و راح يردد" ليلعنك الله يا جواد..ستنهي نفسك و تنهيني معك..أحمق..غبي" اقتربت منه نازلي و سألت بقلق" عمي ناظم..هل أنت بخير؟" رد الرجل دون أن ينظر اليها" أنا بخير..لا تقلقي..اذهبي الى الداخل لكي لا تبردي" لم ترد نازلي أن تضغط عليه فذهبت الى الداخل و توجهت الى أمها بالسؤال" أمي..ماذا يحدث؟ لماذا يبدو العم ناظم عصبيا هكذا؟ هل حدث شيء لجواد؟" ردت المرأة" لا أعلم يا ابنتي..لكن جواد مختفي منذ أيام و لا أحد يعلم مكانه..عمك ناظم منشغل عليه..و يريد أن يتواصل معه لكي يعلم مخططاته..هذا الاختفاء مريب و مقلق..كلما اختفى هذا الشاب الا و حدثت مصيبة..دعك منه الآن..ماذا فعلت أنت؟" ابتسمت نازلي و أجابت" لن تصدقي ما حدث معي يا أماه..سأحكي لك" ..
في المزرعة..جلس ياغيز قبالة أنور و بتول بعد أن استحم و غيّر ملابسه..قال أنور" يجب أن نهدأ و نفكر معا بطريقة منطقية..أخبرنا ياغيز..هل حدث شيء مريب لك أو لهزان في الأيام التي سبقت الحادث؟ لا أعلم..تصرّف غريب من شخص ما؟ مصادفة أو مفاجئة غير متوقعة؟ أي شيء لفت انتباهك عندما كنت أنت و هزان معا هنا" مرر ياغيز أصابعه على خصلات شعره المبللة و تنهد بعمق و هو يغمض عيونه ليعود بذاكرته الى الأيام المميزة التي قضاها صحبة هزان منذ وصولهما الى المزرعة..كيف وصلا و كلهما حماس و سعادة لأنهما سكونان أخيرا بعيدا عن عيون الجميع..ليلتهما الأولى و التي كانت مليئة بالحب و الشغف و النشوة..وصولا الى الصباح الموالي عندما كانا يتبادلان القبل في المطبخ..نعم..عندئذ سمعا صوت طرقعة غريبة..و بعد ذلك..حادث وقوعه عن الحصان..و الدواء المهيّج الذي عثر عليه الخدم..و تحذير هزان له بأن هناك من يريد قتله..فتح ياغيز عيونه على اتساعهما و أجاب بصوت مرتعش" نعم..لقد تذكرت..عندما كنا معا أنا و هزان في المطبخ نجهز الفطور سمعنا صوتا غريبا..كان صوت صندوق خشبي وقع و ارتطم بالأرض..خرجت يومها للبحث لكنني لم أجد أحدا..و في نفس اليوم..أوقعني حصاني روزغار على غير عادته..كان هائجا و عنيفا و متوحشا..أصبت يومها برضوض مختلفة و بكسور في اضلع قفصي الصدري..اعتنت بي هزان و منعتني من الحركة الى أن تحسنت..ثم بعد ذلك وجدت علبة دواء مهيج في الاسطبل..و كان هذا الدواء هو سبب هيجان الحصان..حذرتني هزان يومها بأن هناك شخصا يريد التخلص مني..لكنني طمأنتها..و لم أعر الأمر أي اهتمام" انتفض أنور واقفا و صاح به بنبرة قلقة" و كيف تفعل هذا ياغيز؟ كيف تكون مستهترا الى هذه الدرجة؟ هذه محاولة قتل واضحة..و الدليل لديك..غريب أمرك يا أخي..هذه أحداث مترابطة..و من أراد أن يقتلك هو ذاته من دبّر أمر الحادث لكي يقنعك بموت هزان..هذا شخص يكرهكما و يريد أن يفرق بينكما..لا أكاد أصدق بأنك فعلت هذا يا صديقي" صمتت بتول قليلا ثم قالت" نازلي؟ أيعقل أن تكون هي؟ لقد انفصلت عليها ياغيز بعد أن اكتشفت علاقتها بجواد..أيعقل أن تكون قد اكتشفت علاقتك بهزان و أرادت أن تنتقم منك و منها؟ أنت عاشرتها مدة طويلة و تعرفها جيدا..هل بها شيء من الشر؟ هل هي قادرة على فعل أمور كهذه؟" هز ياغيز رأسه بالنفي و هو يردد" لا..لا..نازلي لا تفعل هذا..لا أعتقد..ليست شريرة أو مؤذية..لقد كذبت علي و حاولت أن تخدعني..نعم..لا أنكر ذلك..لكنها فعلت هذا لأنها تحب جواد..جواد..نعم..انه هو..أعتقد بأنه قادر على فعل هذا..انه يخفي وجها مخيفا خلف ذلك الوجه الهادئ الذي يضعه كقناع..عندما اكتشفت أمره هو و نازلي..أخبرتني بأن جواد هو من خطط لكل شيء..انه هو..أنا واثق من ذلك" نظر اليه أنور و قال" نعم..أظن بأنك على حق..يجب أن نتحرى اكثر لكي نجد اثباتا على شكوكنا هذه" ضرب ياغيز جبينه و انتفض واقفا و هو يصيح" يلدز..هي من كشفتهما..قبل موتها بوقت قصير..هو من قتلها..هو من تسبب في الحادث..و الآن يحاول أن يكرر الأمر نفسه..يريد أن يقنعني بأن هزان ماتت لا سمح الله لكي يحرمني منها..انه هو..يالله..كيف لم أفكر بهذه الطريقة من قبل؟ كيف لم انتبه الى مخططاته الشيطانية؟ أنا أحمق..غبي..يالله..جواد الشيطان هو من فعل هذا..أقسم بأنني سأقتله ان وقعت عيني عليه..لا بد بأنه يحتجز هزان في مكان ما" صمت لوهلة ثم أضاف بصوت مرتعش" ماذا اذا كان يؤذيها؟ ماذا اذا أجبرها على شيء..أو..تجاوز في حقها؟ لا..أرجوك يالله..احمها أينما كانت..سأنهيه اذا بأن يضع يده عليها" اقترب أنور من ياغيز و ربت على كتفه و هو يقول" اهدأ يا أخي..لن يحدث شيء..سنعثر على هزان و سينتهي هذا الكابوس..أعدك بذلك..لكن..يجب أن نبدأ من مكان ما..ما نقوله هو مجرد شكوك..نحتاج الى اثباتات دامغة..من أين سنبدأ؟" ردت بتول" من زجاجة الدواء المهيج..أمازلت محتفظا بها ياغيز؟" هز رأسه بالايجاب و هو يقول" نعم..انها في الغرفة العلوية..سأحضرها حالا" و انطلق مسرعا نحو الغرفة و ما هي الا لحظات حتى عاد و هو يمسك العلبة في يده..قالت بتول" هذا جيد..اذا افترضنا بأن جواد دخل الى المزرعة و رآكما معا و اكتشف علاقتكما..و لنفترض بأن الغضب أعمى عيونه و أراد أن يؤذيك..فلنبحث اذا عن أقرب صيدلية يستطيع أن يشتري منها هذا الدواء لكي يعود بسرعة و يعطي الدواء لحصانك أنت بالذات..هيا لننطلق في البحث" اخرج ياغيز هاتفه من جيبه و هو يقول" سأجري بعض الاتصالات الضرورية أولا" سأل أنور" بمن ستتصل؟" رد" بأردال..ثم بنازلي..سأسألها عن جواد..و أنا واثق بأنها ستساعدني" قال أنور" أتمنى ذلك..هيا لنذهب" ..ركب الجميع السيارة و انطلقوا مسرعين يبحثون عن أقرب صيدلية في المنطقة..في الطريق..اتصل ياغيز بصديقه المحقق أردال لكي يحاول تحديد مكان جواد عن طريق هاتفه ..ثم اتصل بنازلي و سألها عن جواد فأخبرته بأنه مختفي منذ أيام و بأن والده قلق عليه و سمعته يقول له بأن يتراجع عن خطته المجنونة و وعدته بأنها ستساعده لكي تكفر عن ذنبها تجاهه..و طلبت منه أن يسامحها فوعدها بأنه سيفعل اذا استطاع العثور على حبيبته في أسرع وقت ممكن..
وصلوا بعد وقت قصير الى الصيدلية..فأظهر ياغيز صورة جواد لصاحب الصيدلية و علبة الدواء و سأله" هل هذا هو الرجل الذي اشترى هذا الدواء؟" قطب الرجل جبينه و رد" لا أعلم يا سيدي..لا أتذكر جيدا" سأل أنور" هل لديك كاميرات مراقبة؟" رد" نعم..سأتحقق من المشاهد المسجلة" رافق ياغيز صاحب المحل الى الداخل حيث قام بعرض المشاهد و تأكد بأن جواد كان مصحوبا بجيداء عندما اشتريا الدواء..أعطى ياغيز بعض المال لصاحب الصيدلية و أخذ المشاهد في قرص و عاد الى أنور و بتول و ما ان ركبا السيارة حتى قال" انه هو..جواد..و معه تلك الحقيرة جيداء..لقد أخذت المشاهد كدليل..ماذا تريد تلك الفتاة السافلة؟ أإلى هذه الدرجة تكره هزان و تريد أن تؤذيها؟" اجابت بتول" جيداء؟ و أنا أقول أين اختفت هذه الفتاة منذ أيام؟ و الحال أنها تخطط لأمر قذر مثلها..لقد سئمت منها و من أفعالها الحقيرة..نعم ياغيز..انها تكره هزان و تغار منها..لكنني لم أكن أتخيل بأنها قد تقدم على أمر كهذا" قال ياغيز" ليلعنها الله..حقيرة سافلة..أتمنى بأن تجد جزاء أفعالها" سأل أنور" و الآن؟ ماذا سنفعل؟" تأفف ياغيز بضيق و رد" سأنتظر اتصالا من أردال يخبرني فيه بمكان ذلك الحقير..لكنني لا أعرف كيف سأكون قادرا على الجلوس هكذا دون فعل أي شيء..في حين هزان في قبضة ذلك النذل..أي صبر سيتنزل علي و يمنعني من فقدان عقلي؟ يالله..ساعدني أرجوك" أخفى ياغيز وجهه بين يديه فربت أنور على كتفه و همس" أخي..يجب أن تكون قويا و صبورا..فكر في تلك اللحظة التي ستجتمع فيها بهزان..تلك اللحظة هي التي ستعطيك القوة اللازمة لكي تقف بثقة و تجابه هذا الشر و الحقد الأعمى" هم ياغيز بأن يجيبه عندما رن هاتفه..انها نازلي..رد" نعم نازلي..هل من جديد؟" قالت بتردد" ياغيز..هناك ما سأخبرك به..و آسفة لأنني تأخرت الى الآن لكي أصارحك بهذه الحقيقة المرة..هل أنت جاهز لسماع ما سأقوله؟" اجاب بعصبية" نازلي..هل هذه أحجية تريدين مني فك لغزها؟ قولي ما ستقولين بسرعة..لا وقت لدي للكلام الفارغ" بدت نازلي مترددة كثيرا و هي تقول" ياغيز..يؤسفني اخبارك بأن جواد..ارتكب جريمة بحق عائلتك..انه هو..من..قتل..أختك..يلدز..هو من عبث بفرامل السيارة..بمساعدة رجل اسمه مسعود أولتاش..ياغيز..آسفة لأنني لم أخبرك بهذا سابقا..لكن.." قاطعها" و بم تفرقين عنه أنت؟ مالفرق بينكما؟ هو مجرم و أنت شريكته..لقد أخفيت عني الحقيقة..ثم كيف سمحت له بارتكاب جريمته القذرة هذه؟ بم آذتك يلدز؟ مالسيء الذي فعلته معك؟ ها؟ أخبريني" قالت نازلي بصوت مختنق" ياغيز..أقسم لك بأنه لم يخبرني بما يخطط له..لو أخبرني لكنت منعته..لم يعترف لي بهذا الا منذ فترة قصيرة..انه مجرم خطير و يمكنك أن تتوقع الأسوأ منه دائما" رد ياغيز" حسنا نازلي..كوني واثقة بأنني لن اغفر لك هذا أبدا..لكنني أتمنى بأن يكون ضميرك قد استيقظ من غفوته و بأنك لن تتأخري في اخباري بأي جديد" و أنهى المكالمة قبل أن يسمع ردها..امتلأت عيون ياغيز بالدموع و نظر الى أنور و قال بصوت مبحوح" نازلي..أخبرتني..بأنها تعرف..أن جواد هو من قتل يلدز..هو من عبث بفرامل سيارتها بمساعدة رجل اسمه مسعود أولتاش..يجب أن نجد هذا الرجل..هو مفتاح وصولنا الى الحقير جواد" قطب أنور جبينه و تمتم" لا حول و لا قوة الا بالله..ليرحم الله يلدز الحبيبة..و ليساعدنا لكي نعثر على جواد قبل أن يرتكب جريمة أخرى" رن هاتف ياغيز من جديد فرد قائلا" نعم أردال..قلي" أجاب أردال" ياغيز..انه في نفس المنطقة التي أنت فيها..انه في ريفا..لكنني لم أستطع تحديد مكانه بالضبط لان هاتفه مغلق..بمجرد أن يفتحه سننجح في تحديد مكانه بالضبط..لكنني أؤكد لك أنه في ريفا..هذه معلومة أكيدة" قال ياغيز" حسنا أردال..شكرا لك..هناك شخص آخر أريدك أن تعثر لي عليه..يدعى مسعود أولتاش..هو الرجل الذي يعتمد عليه جواد و يساعده في كافة جرائمه..أريدك أن تجده لي بأسرع وقت ممكن" نقر أردال على الحاسوب الذي أمامه ثم رد" هذا الرجل صاحب سوابق ياغيز..تم القبض عليه أكثر من مرة في قضايا مختلفة منها السرقة و المخدرات و غيرها..له محل تصليح سيارات في نيشان تاشي..سأرسل اليك صورته لكي تتعرف عليه اذا رأيته..سأخرج مجموعة للبحث عنه في منزله و محلّه..و سأخبرك بما يستجد" قال ياغيز" شكرا لك أردال..لن أنسى معروفك هذا..أتعلم بأن نازلي أخبرتني بأن جواد اعترف لها انه هو من قتل يلدز بمساعدة هذا الرجل مسعود..ارجوك سجل هذا في تحقيق رسمي و أعد فتح ملف القضية..يجب أن يدخل جواد الى السجن..هذا اذا لم أقتله أنا بالطبع" صاح أردال" لا..ياغيز..اياك ان تفعل هذا..لا تفقد عقلك و تقدم على فعل كهذا..سنجد جواد و ستكون هزان بخير..أؤكد لك هذا صديقي..المهم أن تبقى هادئا و ألا تتهور" رد ياغيز" حسنا أردال..المهم ألا تتأخر في ايجاد هذا الحقير..و أنا سأنطلق في تمشيط المنطقة هنا لعلّي أجد أثرا للنذل جواد..و لا تنسى أن تتصل بي فور حصولك على أية معلومة..و شكرا لك من كل قلبي" و أنهى المكالمة فانطلق أنور بالسيارة في عملية بحث و تمشيط في المنطقة..
في اسطنبول..رافق أردال فرقة البحث الى منزل مسعود لكنهم لم يجدوه..أخبرتهم زوجته بأنه مختفي منذ أيام و لا يرد على هاتفه..أخذ أردال رقمه منها و أمر زملاءه بأن يحاولوا تحديد مكانه..ذهبوا بعد ذلك الى ورشة التصليح التي يملكها فأخبرهم الصبي الذي يعمل هناك بأن معلمه أخذ شاحنته و خرج منذ أيام و أخبره بأن لديه عملا مستعجلا و لم يعد منذ ذلك اليوم..حصل أردال على رقم الشاحنة التي يتنقل بها مسعود و أخبر عنه كل شرطة المرور لكي يعلموه بأي تحرّك له..و بعد بعض الوقت..اتصلت به أحد الدوريات لكي تعلمه بأن الشاحنة تجاوزت دورية كانت متمركزة على مشارف ريفا..و بأن المدعو مسعود لم يكن لوحده بل كان معه مأمور زواج..و عندما سأله الشرطي أخبره بأنه ذاهب لحضور زواج في ريفا..أخبر أردال ياغيز بالمعلومات التي حصل عليها و بأنه سيحضر قوة مداهمة الى ريفا لكي يقبض على جواد و مسعود و جيداء معا..
في البيت الخشبي..وقف جواد أمام هزان و في يده علبة كبيرة..ابتسم بسعادة و هو يفتحها و يقول" هزان..حياتي..انظري ماذا أحضرت لك" حملقت هزان في فستان الزفاف الأبيض الذي أخرجه جواد من العلبة و راحت تهتز و تغمغم بصوت مكتوم..اقترب منها و نزع اللاصقة عن فمها فصاحت به" ماذا تقول يا هذا؟ ما هذا الهراء؟ انا لن أتزوجك أبدا..أموت و لا أتزوجك..هل فهمت؟ انا لا أحبك و لا أريدك..أطلق سراحي و دعني أذهب من هنا..و تراجع عن جنونك هذا" اقترب منها جواد و أنشب أصابعه في خديها حتى أنّت ألما..تكلم من بين أسنانه" اسمعي يا هذه..لقد تحملت برودك و تعنتك هذا كثيرا..لكنني سئمت من دلالك و تمنعك..انظري الى نفسك..أين أنت..انت في قبضتي..و لن يأخذك أحد مني..ستكونين زوجتي..مأمور الزواج على وشك الوصول..اما أن تقبلي..و الا سأقتلك..هل فهمت؟ لا حل أمامك سوى الزواج بي..من سينقذك مني؟ هل هناك من ينقذ ميتا؟ أنت ميتة في نظر الجميع..فلا تنتظري معجزة لن تحصل أبدا..سأفتح لك يديك و ساقيك..غيري ملابسك و ارتدي هذا الفستان..و لا تفكري في الهرب..لأنني سأقتلك دون أن يرف لي جفن..الابواب و النوافذ مغلقة..و لا فرصة لك للهروب..ارتدي فستانك و هيا" صاحت به" لن أفعل..افهم هذا..و اقتلني اذا أردت..الموت لا يخيفني..الموت أرحم من وجودي معك" خرج و صفق الباب وراءه دون أن يفك قيودها..بكت هزان بمراراة و راحت تردد بصوت منكسر" أرجوك يالله..يارحيم..ساعدني..و أرسل لي من ينقذني من هذا المجرم..ياغيز..حبيبي..اين أنت..تعالى و ساعدني..أنا لم أمت..لكنني على وشك أن أموت..لأنني لن أرضى بأن أكون زوجته..أفضل أن يقتلني عوضا عن ذلك" ..عاد جواد بعد قليل و فك قيد ساقيها ثم قادها و هو يجرها الى الأسفل حيث كان مأمور الزواج و مسعود و رجل آخر معه ينتظرونها..نظرت الى المأمور و صاحت" أيها المأذون..أنا لست موافقة..لا أرضى بأن أكون زوجة هذا المجرم" حملق المأذون فيهم و قال" هذا لا يجوز..أنا لن أكتب هذا الكتاب دون موافقة العروس..هذا باطل" أشهر مسعود مسدسه في وجهه و قال" بل ستفعل سيادة المأذون..اذا أردت أن تخرج حيا من هنا" ارتعد الرجل خوفا فابتسم جواد و أجبر هزان على الجلوس و جلس بجانبها و هو يضع المسدس على رأسها..قال" هيا..اكتب الكتاب..هذه الفتاة الجميلة ستصبح زوجتي بصفة رسمية" سمع الجميع فجأة صوتا يقول" هذا لن يحدث أبدا الا على جثتي" ..انه ياغيز الذي كان واقفا بالباب و يشهر مسدسه في وجه جواد..

لَسْنا إخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن