5..لك وحدك

2.4K 67 24
                                    

غادر ياغيز القصر مستقلا سيارته البورش الرياضية الزرقاء اللون متجها الى شقته..في الطريق اتصل به انور فرد عليه قائلا" أهلا انور" قال انور" مرحبا يا عديم الأصل..ايليق بك أن تتصرف بتلك الطريقة الوقحة عندما غادرت الشركة فجأة و دون سابق انذار؟ لماذا فعلت هذا ياغيز؟" اجاب بعصبية" و لماذا برأيك؟ لأنني لست جليس أطفال لكي أرافق تلك الوصولية حيث ذهبت..هل فهمت الآن لماذا؟" تأفف انور بضيق و قال" ياغيز..لا تقسو على نفسك و عليها..هزان فتاة دافئة و لطيفة..و لم أجد فيها أية صفات أو طباع تنفرني منها..على العكس..لقد استمتعت بصحبتها كثيرا..لماذا لا تعطي نفسك فرصة التعرف عليها عن قرب؟ و أنا واثق بأنك ستغير رأيك فيها" ضحك ياغيز بسخرية و رد" هذا رائع..و استطاعت أن تخدعك أنت أيضا..انها فتاة خطيرة حقا..ما دامت نجحت في ضمك الى صف مناصريها فسأعطيك فرصة مرافقتها دائما..و لتعفني انا من هذا الشرف العظيم" قال انور" غريب امرك يا صديقي..ما تفكر فيه هو مجرد حكم مسبق على انسانة لا تعرف عنها شيئا..فلماذا تصر على تشويه صورتها في ذهنك أكثر و أكثر..أنا لا أطلب منك أن تعتبرها أختا حقيقية لك أو أن تضعها مكان المرحومة..لكن على الأقل أعطها فرصة للدفاع عن نفسها و لتوضيح صورتها أمامك..هل أطلب منك الكثير؟" اجاب ياغيز" أنور..أخي..أرجوك..لا تجعل هزان تكون سبب خلاف دائم بيننا..لا أريد أن أخسرك و لا أن أختلف معك..أنت صديقي الوحيد..و تعلم بأنني أحبك كثيرا و أعتبرك أخا حقيقيا لي..لكنني أفضل أن تلتزم الحياد في هذا الموضوع بالذات..لأنني لن أغير نظرتي فيها مهما حصل..اتفقنا؟" رد أنور باستسلام" حسنا..كما تريد يا أخي..لكن لا تنسى بأنني حذرتك من أن تندم يوم لا ينفع الندم..هل نلتقي الليلة؟" قال ياغيز" آسف اخي..لا أستطيع..لدي موعد مع نازلي..سنعوضها مرة أخرى" قال انور" حسنا..سلم على نازلي..الى اللقاء" و أنهى المكالمة..

في القصر..طرق حازم الباب على هزان فسمحت له بالدخول..قال" اسمعي يا ابنتي..لقد أحضرت لك صورا لبعض العيادات الجاهزة و أريدك أن تختاري واحدة منها لكي أشتريها لك..كل الصور مخزنة هنا على اللوح الرقمي" و أعطاها لوحا رقميا أسود اللون أخذته من يده و راحت تتصفح الصور بفم مفتوح و دهشة ارتسمت على ملامح وجهها..قالت بعد طول صمت" واااو..كلها رائعة و مجهزة بأحسن التجهيزات..لكن" و عبست فجأة فجلس حازم بجانبها و قال و هو يلف يده حول كتفيها" لكن ماذا يا ابنتي؟ لماذا عبست فجأة؟" طأطأت هزان رأسها و تمتمت بصوت خجول" لكن هذا كثير جدا..انها عيادات فاخرة و باهظة الثمن..و أنا لن أكون قادرة على رد تكلفتها اليك..لماذا لا نكتفي باكتراء مكتب صغير مكون من غرفتين ..غرفة للانتظار و غرفة للمعاينة..و بهذا اكون قادرة على توفير المال لكي أعيد اليك كل قرش تدفعه لي" انتفض حازم واقفا و سأل بغضب" و لماذا كل هذا يا ابنتي؟ لماذا تفكرين بالمال و تعتقدين بأنك ملزمة باعادته إلي؟" اجابت" لأنه ليس من حقي..أي شخص سيرى ما تقدمه لي و ما تفعله من أجلي سيعتقد بأنني فتاة انتهازية استغلت وضع زوجتك لكي تضمن لنفسها حياة مرفهة و مالا لا يحصى و لا يعد..لا أريد أن تلتصق بي صفة الفتاة الوصولية لأنني لست كذلك..أنا لا أريد منك شيئا..لا مالا و لا ميراثا..أريد فقط عائلة تحبني و تحتضنني..و أريد أن أرد الجميل لكم..هذا كل ما في الأمر" قطب حازم جبينه و صمت قليلا ثم سأل" ياغيز هو من يسمعك هذا الكلام الجارح و يتهمك هذه الاتهامات السخيفة..أليس كذلك؟ أعلم جيدا بأنه يجد صعوبة في تقبلك بيننا..لكن أن تصل به الوقاحة الى هنا فهذا ما لم أكن أتوقعه منه..سأحاسبه على هذا و أضع له حدا..لن.." قاطعته هزان و هي تمسك بكلتا يديه" لا أرجوك..لا تفعل هذا..سيكرهني أكثر اذا عاتبته لأجلي..و أنا لا أريده أن يكرهني..ثم ضع نفسك مكانه..كيف كنت ستفكر بي لو رأيتني أحصل على كل هذا و هو ليس من حقي؟ أرجوك بابا حازم..اختر لي مكتبا صغيرا اجعل منه عيادة خاصة و سأدفع لك الايجار كل شهر..و هذا شرطي لكي أقبل..و هذا آخر كلام عندي" مرر حازم يده على عنقه و فكر للحظات ثم رد" حسنا..كما تريدين يا ابنتي..لن اجبرك على شيء..و سأفعل ما يرضيك فقط..اتفقنا؟" ابتسمت هزان و عانقته بقوة و هي تردد بسعادة" شكرا لك بابا حازم" قبلها الرجل على خدها و سأل" هل تريدين شيئا آخرا؟ هل تحتاجين الى شيء آخر؟ لا تترددي في اخباري يا ابنتي..يكفي بأن تأمرى و كل طلباتك ستجاب في الحين" ردت هزان" أستغفر الله..هو ليس أمرا في الواقع..هو مجرد طلب..مبلغ من المال..مبلغ كبير صراحة..أحتاجه لكي.." قاطعها حازم و هو يخرج دفتر شيكاته من جيبه" كم تحتاجين؟" سألت هزان" ألن تسألني لماذا أحتاج المال؟" هز الرجل رأسه بالنفي و ردد من جديد" كم؟ أخبريني..كم تحتاجين؟" تلعثمت هزان و هي تقول" هو..انها..خمسمائة..ألف..ليرة تركية..أعلم بأنه مبلغ كبير لكنني أعدك بأنني سأعيده لك متى عدت الى العمل..اعتبره دينا علي" كتب حازم المبلغ و أعطاها الشيك و هو يقول" لا تهذي هزان..لا يوجد دين بين الأب و ابنته..خذيه غدا الى البنك و اصرفيه..و كلما احتجت اكثر أخبريني..اتفقنا" ابتسمت هزان و قبلت حازم على خده ثم وضعت الشيك في حقيبتها و نزلت مع ابيها الى الصالون لكي يشاركوا سيفنش في شرب الشاي..

لَسْنا إخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن