8..صفحة جديدة

2.3K 69 24
                                    

وضع ياغيز هزان على مقعد السيارة الأمامي و جلس بجانبها خلف المقود و انطلق مسرعا..كان يحاول ان يركز على الطريق و عليها في نفس الوقت..كان وجهها شديد الشحوب و قطرات العرق تلمع على جبينها..بالكاد كانت تتنفس..امسك ياغيز بمعصمها بيده اليمنى و تحسس نبضها الذي كان ضعيفا جدا..قال بصوت كله قلق" هيا هزان..لا تستسلمي..كدنا نصل الى المشفى..لا تتركي نفسك..تماسكي..هيا"..مالت هزان برأسها على كتفه دون ان تعي ذلك لأنها لم تكن تقوى على الجلوس ثابتة و الألم يمزق صدرها..شعر ياغيز بثقلها على كتفه فنظر اليها بطرف عينه..لف جسدها المختلج بذراعه و ضمها اليه بحنان..هي المرة الأولى التي يشعر بضعفها و يكتشف هشاشة جسمها..هي المرة الاولى التي يراها فيها بطريقة اخرى بعيدا عن طريقة الكره و الاحتقار و الاذلال تلك..هي المرة الأولى التي يشعر فيها بالخوف و القلق عليها من كل قلبه..تحسس نبضها من جديد..انه مايزال ضعيفا..هي المرة الاولى التي يدرك فيها بأن هذا القلب الذي ينبض بين اضلع هزان..ماهو الا قلب أخته المرحومة..غاليته يلدز..رفع عيونه نحو السماء و همس بصوت مخنوق" يلدز..حبيبتي..غاليتي..لقد وهبتها قلبك و أعطيتها فرصة لحياة جديدة..فلا تتخلي عنها..و لا تأخذي منها ما منحته لها..انها المرة الأولى التي اشعر فيها بأنك ما تزالين هنا..بيننا..على هذه الأرض..هذا قلبك مازال ينبض..و يضخ الدماء..و لو كان ضعيفا..لكنه ذكرني بأنك تعيشين بقلبك داخل جسد آخر..هو جسد هزان..انها ضعيفة جدا و تحتاج الى الراحة..سأنقذها..و لن اسمح لها بالذهاب..و خاصة ان كان ذهابها هذا بسببي..كيف سأنظر الى نفسي في المرآة اذا أصابها مكروه بسببي..هذا ما لن أقدر على تحمله..أرجوك يالله..ساعدها و ساعدني" ..زاد ياغيز من سرعة سيارته و ما هي الا لحظات حتى وصل الى المشفى..حمل هزان بين ذراعيه و دخل بها مسرعا ثم صاح بأعلى صوته" دكتوووور..ارجوكم ساعدوها..انها في حال حرجة" اقتربت منه الممرضات و وضعنها على نقالة ثم اصطحبوها الى غرفة الاسعاف..سأله الطبيب المناوب" ايها السيد..ماذا تستطيع اخبارنا عن وضعها؟ ان نبضها ضعيف جدا" رد ياغيز بنبرة مرتبكة" انها..مريضة قلب..اجرت مؤخرا عملية زرع قلب..ماتزال في فترة النقاهة..هل ستكون بخير؟" قطب الطبيب جبينه و رد" لا يمكنني طمأنتك..وضعها حرج..سنأخذها الى العناية المشددة..و سنستدعي طبيبها الخاص..ما اسم المريضة؟" رد ياغيز دون تردد" هزان ايجمان..اسمها هزان ايجمان" ..طلب الطبيب من الممرضة ان تبحث عن ملفها الطبي فيما اصطحبها هو الى غرفة العناية المشددة حيث اعطوها بعض المنشطات القلبية و وضعوها على جهاز تنفس..لم يمضي الكثير من الوقت عندما قدم الدكتور سليم و عاين بنفسه حالة هزان ثم خرج و خاطب ياغيز" سيد ياغيز..هل أنت من كان معها عندما فقدت الوعي؟" أجاب" نعم..أنا" سأل سليم" كيف حدث هذا؟ منذ يوم واحد التقيتها و كانت مؤشراتها ممتازة..انها ماتزال في فترة النقاهة و يجب أن تبتعد عن كل توتر..اخبرني لو سمحت..كيف حدث هذا؟" طأطأ ياغيز رأسه و تمتم بخجل" أنا السبب..لقد خضت معها نقاشا حادا ثم رأيتها تخرج من المنزل فتبعتها..ذهبت الى المقبرة حيث قبر والديها الحقيقيين و هناك..تكلمت معهما مطولا..و بكت..ثم غابت عن الوعي و ضاق نفسها..أنا آسف..لم أقصد أن أؤذيها..أرجوك ساعدها دكتور" مرر سليم يده على عنقه بعصبية ثم رد" سأفعل..طبعا سأساعدها..هزان مريضتي منذ خمسة عشر سنة..و أنا أكثر من يعرف معاناتها و حياتها المأساوية..كنت سعيدا و متفائلا عندما حصلت على هذا القلب الجديد..و بدأ وضعها يستقر..لكن يبدو بأنها مازالت تعاني في منزلكم..ستبقى هذه الليلة تحت المراقبة..و اذا لم يتحسن نبضها فسيكون من الجيد لك أن تبدأ الدعاء..لأنها لن تنجو هذه المرة اذا صار جسدها يرفض القلب الجديد..و عندها سأحاسبك أنا بنفسي..عن اذنك" لم يجد ياغيز كلاما يقوله لسليم لانه كان يعلم جيدا بأنه محق في كل كلمة قالها..هو المسؤول عن وضعها هذا و هو من ضغط عليها و استفزها و ازعجها الى ان حصل ما حصل..اتكأ ياغيز بجسده على الحائط و تنهد بعمق و هو ينظر الى غرفة العناية المشددة..سمع صوت خطوات تقترب منه..التفت فإذا والده يخطو بإتجاهه..فهم فورا بأن الدكتور سليم هو من اتصل به..وقف حازم أمام ياغيز و سأل" ياغيز..ماذا حدث؟ أين هزان؟" رد" انها في غرفة العناية المشددة..نبضها ضعيف و تنفسها غير منتظم..يجب أن تبقى هذه الليلة تحت المراقبة" تجهم وجه حازم و رمق ابنه بنظرات حادة ثم قال" لن أسأل بسبب من توجد هزان هنا لأنني أعرف جيدا بأنها هنا بسببك أنت..لم تسمح للفتاة بأن تتنفس..لم تعطها فرصة لالتقاط أنفاسها و لاستجماع نفسها..جسدها مازال ضعيفا..و تلزمها فترة نقاهة مطولة..عاملتها ببرود و بحقد..أهنتها و أزعجتها..و كنت كلما اقترحت أن أتدخل للتحدث معك..كانت ترفض و تقول دعه على راحته..لا تزعجه..لا تجبره على شيء..ليتك تدرك قيمة هزان..ليتك ترى وجهها الحقيقي الذي تعجز عن رؤيته..معدن هذه الفتاة ذهب خالص..بل الماس نادر..و سيأتي يوم و ستلمس ذلك بنفسك..ادعو من كل قلبك أن تتجاوز الخطر و أن تسترد عافيتها و الا سأقلب حياتك الى جحيم لا يطاق..لم أربّك على الأذى و على اهانة الناس و ظلمهم..ربيتك ولدا عاقلا حساسا مراعيا و صادقا..فلا تخيب ظني من جديد..أنا و أمك نحتاج هذه الفتاة لكي تملأ علينا الفراغ الرهيب الذي تركته أختك المرحومة..لا تستكثر علينا سعادتنا بوجودها معنا..لو سمحت يا بني" ربت ياغيز على كتف أبيه و قال" آسف أبي..أقسم لك بأنني لم أقصد أذيتها..و أعدك بأنني سأغير معاملتي معها بمجرد أن تستعيد عافيتها..لن أكون بعد اليوم ذاك الولد القاسي و المسبب للمشاكل..أعدك بذلك"  ابتسم حازم رغم شحوبه ثم قال" أتمنى ذلك..سأذهب للقاء الطبيب سليم..أريد أن أسمع منه عن حالة هزان" و مشى من أمامه أما ياغيز فنظر الى ساعته ليجد بأنها تشير الى الثالثة فجرا..اقترب من غرفة العناية المشددة..أقنع الممرضة المناوبة بأن تسمح له بالدخول..ارتدى زيا معقما ثم دخل..وقف يتأمل هزان لوهلة ثم اقترب منها و جثى بالقرب من سريرها..ارتعشت يده و هو يضعها على يدها..نظر الى الأسلاك المتصلة بصدرها و الى تخطيط خفقان قلبها المضطرب ثم همس" هزان..اياك و الإستسلام..لا ترفضي هذا القلب الذي لُمتك على الحصول عليه..لا تقاومي الدواء..و لا تتخلي عن حقك في العيش..الحياة أعطتك فرصة أخرى..خذيها و استغليها و استمتعي بها..أعلم بأنني جعلتك تكرهين هذه الفرصة و تتخلين عنها..لكن أريدك أن تعانديني و أن تفعلي عكس ما اجبرتك عليه..اخبروني بأنك فتاة محاربة و قوية..أين ذهبت اذا هذه الفتاة المحاربة؟ هل ستستسلم بهذه السهولة؟ هل سترضى بأن تكون ضعيفة و منهزمة؟ هيا..أثبتي لي بأنك اقوى مني..و بأنك ستعيشين رغما عني..ستتقبلين هذا القلب رغما عني..و ستتمسكين بالحياة رغما عني..اسمعيني جيدا..لن أتحرك من هنا قبل أن تعطي ردة فعل على كلامي..أجبري جسدك على التمسك بالحياة و على تقبل قلب أختي..أريدك أن تستردي عافيتك لكي تسنح لي فرصة التعرف عليك من جديد..أريد أن أرى هذا الوجه الملائكي الذي يحدثني عنه الجميع..أجبريني على تصديقك و على الثقة بك..لأنك نجحت في الحصول على ثقة الجميع حتى صديقي أنور الذي لم يرك سوى مرة واحدة..هيا هزان..افعلي شيئا..أظهري لي بأنك تسمعين ما أقوله على الأقل..لو سمحت" بقي ياغيز للحظات ينتظر رد فعل قد يأتي من هزان على  كلامه..و عندما شارف على فقدان الأمل..حركت هزان أصابع يدها و ضغطت بها على يده..ابتسم ياغيز بسعادة و علت البهجة ملامحه..ربت على يدها و قال" أحسنت..هذا جيد..هذا يعني بأنك تسمعينني..و الآن أريدك أن تستجمعي قوتك و أن تنهضي على قدميك..هيا..أريني قوتك أيتها المحاربة" ..فتحت هزان عيونها على مهل و راحت تجول بنظرها المثقل في أرجاء الغرفة..توقفت نظراتها عند عيون ياغيز البلورية التي لمعت و هي ترى استيقاظها..أبعدت هزان عيونها عنه و سألت بصوت ضعيف" أين أنا؟" أجاب" أنت في المشفى..في العناية المشددة..لقد غبت عن الوعي و ضعفت دقات قلبك..فأحضرتك الى هنا" تمتمت بصوت خافت" شكرا لك" هم ياغيز بإجابتها عندما دخل سليم و طلب منه المغادرة لكي يعاين مريضته و يطمئن على وضعها..وجد ياغيز والده واقفا بالخارج..طمأنه قائلا" لقد استيقظت يا أبي..ستكون بخير..أنا واثق من ذلك" عانق حازم ابنه و بقيا ينتظران سليم الذي خرج بعد لحظات و قال" تهانينا..لقد تجاوزت هزان مرحلة الخطر..و انتظمت دقات قلبها..سأعطيها بعض الأدوية الجديدة..و لا أوصيكم..ما حدث اليوم لا يجب أن يتكرر أبدا..و الا لن نكون قادرين على فعل شيء..انها تحتاج الى الراحة و الابتعاد عن التوتر و الغضب..سننقلها الآن الى غرفة عادية..و في الصباح تستطيعون اصطحابها الى المنزل" صافح حازم الطبيب و شكره كثيرا ثم التفت الى ياغيز و قال" الحمد لله..ستعود هزان الى المنزل قبل أن تنتبه أمك الى غيابها..لقد تركتها نائمة بعمق بسبب الأدوية..لو كانت مستيقظة لكانت انهارت بمجرد معرفة أن هزان في المستشفى"..
في الصباح..اصطحب ياغيز و حازم هزان الى المنزل..اعترضتهم سيفنش في الباب و سألت بلهفة" أين كنتم منذ الصباح الباكر؟ خيرا؟ هل حدث شيء لا اعرفه؟" قبلت هزان المرأة و عانقتها بحنان و هي تجيب" آسفة ماما..أنا من طلبت منهم أن يصطحبونني في جولة في المدينة..أردت أن أرى شروق الشمس من مكان عالي..انني أتدلل عليهم و هم يتحملونني..مساكين" ابتسمت المرأة و عانقت هزان بقوة و هي تقول" تستحقين أن يهتموا بك و أن يدللوك..انت ابنة رائعة..هيا تعالوا..الفطور جاهز" قطب ياغيز جبينه و قال بنبرة مازحة" و أنا؟ ألم يعد لي مكان في هذا البيت؟ أمي نسيتني..و أبي كذلك..سأذهب و أبحث عن عائلة اخرى لنفسي..هذا الوضع لا يحتمل بصراحة" اقتربت منه سيفنش و قرصت خديه و هي تقول" من يغار من اخته يا ترى؟ من هذا الولد الغيور؟ حبيبي..أنت نور عيني و أول فرح لي في هذه الدنيا..مكانك محفوظ في قلبي..لكنني أعتني بأختك الجديدة التي مازال جسدها ضعيفا و تحتاج الى الرعاية..اضافة الى أنني أريدها أن تشعر بأنها في منزلها و بين أهلها الحقيقيين..فلا تغار منها و أحبها كثيرا..انها رائعة" عانقهما حازم و قال بسعادة" هذه هي عائلتي الحقيقية..كم أحبكم..هزان..اقتربي..اريد حضنا عائليا..و لنلتقط صورة سيلفي بالمناسبة" اقتربت هزان ووقفت بجانب ياغيز الذي نظر اليها بطريقة لطيفة و وضع ذراعه على كتفها ليقربها منه قبل أن يخرج هاتفه من جيبه و يلتقط صورة للعائلة..على طاولة الفطور..قال حازم" يا اولاد..ما رأيكم أن نقضي عطلة نهاية الأسبوع في مزرعة الخيول في ريفا؟" سألت هزان بسذاجة" هل تملكون مزرعة خيول؟" ابتسم ياغيز و أجاب" نعم..انها مزرعة كبيرة و فيها مجموعة من الخيول العربية الأصيلة..لدينا ارض زراعية شاسعة و منزل خشبي جميل..هل تحبين الخيول؟" بدت البهجة على وجه هزان و ردت بحماس طفلة صغيرة" نعم..أحبها جدا..و لطالما رغبت في امتطاءها..لكن وضعي الصحي لم يكن يسمح لي بذلك..هل استطيع أن أفعل الآن؟" زم حازم شفتيه و رد" لا اعتقد ذلك..أنت ماتزالين في فترة نقاهة..لكن سترين الخيول عن قرب و ستلاعبينها..و ما ان تستعيدي عافيتك كليا حتى نسمح لك بالركوب عليها..لا تحزني" سألت سيفنش و قد عاد عقلها للضياع مرة اخرى" و ما بها ابنتي؟ صحتها بخير و الحمد لله..انك لا تشكين من شيء..اليس كذلك يلدز؟" تبادلت هزان نظرات صامتة مع حازم و ياغيز ثم ربتت على يد المرأة و هي تقول" أنا بخير يا أمي..لا تقلقي..لكن ساقي تؤلمني قليلا..لذلك لن أستطيع ركوب الخيل" ابتسمت سيفنش و واصلت تناول فطورها..في غرفته..استحم ياغيز و غير ملابسه و هم بالنزول الى الأسفل عندما رن هاتفه..انه رقم غريب..رد قائلا" مرحبا..من معي؟" أجابت جيداء" سيد ياغيز..هذه أنا جيداء..كيف حالك؟" اجاب" أنا بخير شكرا لك..خيرا ان شاء الله؟ هل تحتاجين الى شيء؟" صمتت جيداء قليلا ثم قالت" لا شيء..أردت فقط أن أسألك ماذا فعلت مع هزان؟ هل ستطردها من حياتكم؟ هل تحتاج الى مساعدتي لكي أثبت لك طمعها و قلة أصلها؟ صدقني سيد ياغيز..انها فتاة حقيرة و لا تؤتمن..غاياتها وضيعة و .." قاطعها ياغيز محاولا اخفاء عصبيته" نعم..أعلم انها كذلك..لكنني سأحل الأمر على طريقتي..شكرا لك جيداء..و لا تنسي..ان احتجت الى شيء فلا تترددي في طلبه مني..و الآن عن اذنك..يجب أن أنهي المكالمة" و أغلق الخط في وجهها..ثم اتصل بصديقه المحقق أردال و قال" مرحبا صديقي..كيف حالك؟" أجاب أردال" أنا بخير يا صاحبي..و أنت؟" رد" جيد..الحمد لله..اخبرني..هل تحريت لي عن جيداء بيلغيتش؟ هل هناك ما يلفت الانتباه حولها؟" ضحك أردال و قال" اسمع يا صديقي..ان كانت تجمعك أية علاقة بهذه الفتاة فأنصحك بقطعها على الفور..انها متورطة في عمليات تحيل و سرقة..سجلها اسود..و لولا صديقاتها اللواتي يقطنن معها و يحاولن تبرئة ساحتها لكانت في السجن الى اليوم..لقد سألت بعض أصدقائي و عرفت بأنها سرقت صاحب الكازينو الذي تعمل فيه..تخيل..طبعت مفتاحا عن خزنته بعد أن نامت معه و سرقت منه مبلغ خمسمائة ألف ليرة تركية..هدد الرجل بسجنها لكن صديقاتها وعدنه بأن يسددن له المبلغ..فصارت جيداء تعمل ساعات اضافية دون مقابل مادي كعقاب لها..و اليوم علمت بأنها قامت بتسديد المبلغ بأكمله..انها فعلا فتاة خطيرة و انتهازية..احذر منها يا صاحبي" ضرب ياغيز جبينه و هو يهمس" غبي..كيف سمحت لها بخداعك؟.. انه الغضب..لقد أعمى عيونك فعلا" سأله أردال" ياغيز..اين ذهبت؟ هل تسمعني؟" رد" نعم..معك..و صديقاتها..هزان و بتول..هل لهما تصرفات مشبوهة او سجلات سيئة؟" اجاب أردال" لا..كلتاهما تعمل بجد و بشرف و يحاولن تأمين حياة كريمة لنفسهما دون ايذاء أحد..بتول تعمل معلمة في مدرسة و هزان طبيبة بيطرية..بلاءهما الوحيد هي صديقة السوء جيداء" صمت ياغيز قليلا ثم قال" شكرا لك أردال..لن أنسى لك معروفك هذا" قال اردال" ياغيز..انت صديقي و أخي..و لا مكان لهذا الكلام بيننا..ان احتجت الى اي شيء..اتصل بي..اتفقنا..هيا الى لقاء قريب" رد ياغيز" الى اللقاء" ..بقي واقفا في مكانه للحظات..مذهولا من نفسه..و من سذاجته التي جعلته يصدق فتاة سيئة مثل جيداء..الآن فهم أن المبلغ الذي اخذته هزان من ابيه لم يكن لأجلها هي..و لا لكي تستعرض قدرتها على اخذ المال من ابيه بسهولة كما أخبرتك تلك الحقيرة..بل كان لكي تغلق دين رفيقتها و تخلصها من قبضة صاحب الكازينو..هي لم تطلب شيئا لنفسها..حتى العيادة التي افتتحها لها ابوه أصرت أن تكون مستأجرة فيها و تدفع ايجارها..لقد ظلمها كثيرا و تجاوز في حقها و يجب ان يعتذر لها..يجب أن يعوضها عن كل اساءة و عن كل كلمة سيئة أسمعها لها..لقد حان الوقت لكي يفتح صفحة جديدة مع هزان..أن يتقرب منها و يتعرف عليها جيدا..لقد صار واثقا بأنها تستحق فرصة أخرى و بأنها ستثبت له صحة كلام ابيه و صديقه أنور عنها..

لَسْنا إخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن